ليالي الروح القاتمة

شاركني أحدهم قصة أسطورة من الهند. لا أعرف ما إذا كانت أسطورة حقيقية للأمريكيين الأصليين لكنها درس مثير للإهتمام عن حب الله لنا

أب يأخذ ابنه إلى الغابة ويعصب عينيه ويتركه وشأنه. والمطلوب منه الجلوس على صخرة طوال الليل وعدم رفع العصابة حتى تشرق شمس الصباح من خلالها. لا يستطيع أن يصرخ طلباً للمساعدة لأي شخص. بمجرد أن ينجو من الليل، يصبح رجلاً. لا يستطيع إخبار الأولاد الآخرين بهذه التجربة لأن كل واحد منهم  عليه أن يختبر هذه المرحلة بمفرده

الطفل مرعوب بشكل طبيعي. يمكنه سماع كل أنواع الضوضاء. يجب أن تكون الوحوش البرية حوله بالتأكيد. ربما حتى بعض البشر قد يحاولون إلحاق الأذى به. تهب الرياح وتهز الأرض الصخرة لكنه يجلس بثبات ولا يزيل العصابات عن عينيه. ستكون الطريقة الوحيدة التي ستمكّنه من أن يصبح رجلاً

أخيرًا بعد ليلة مروعة، ظهرت الشمس وأزال العصابة عن عينيه، ثم اكتشف والده جالسًا على الصخرة المجاورة له. كان يراقب طوال الليل يحمي ابنه من الأذى. حسنًا، من الواضح أن القصد من الأب في القصة هو تمثيل الله ورعايته المخلصة وحبه الدائم لأطفاله. وأنا أتخيل أن الشاب يمثل كل واحد منا. الطفل الذي يراقبه الله ويحميه ونحن نسير في هذه الحياة، على أمل أن ننجو من أهوال الليل، يتأمّل أن يصمد في الظلام وينتظر شروق الشمس بصبر. عندما تشرق الشمس، نكتشف أننا لم نكن وحدنا على الإطلاق ولكن الله كان يراقبنا طوال الوقت. إنها قصة حسنة النية ولكنها ليست تشبيهًا مثاليًّا

لا أرى أبناء الله يسيرون عميانًا في الحياة وفقط في النهاية، عندما ينزعون العصابة يتفاجأون أن الله كان معهم دائمًا، يحرسهم ويحميهم. أعتقد أن السبب وراء عبور أبناء الله في الظلمة وعبورهم إلى النور هو أنهم يعرفون أن الله موجودٌ معهم على الدوام. إن معرفة أن الله موجود وأنه يحبني ويمشي معي حتى في أصعب محن الحياة هو ما يجعلني أقضي الليل المظلم. إن معرفتي عندما أخطو إلى النور أنه سيظل موجودًا هو ما يمنحني الأمل

مع العلم أنني لست مضطرًا لاجتياز الاختبار لأصبح ما أنا عليه، ولكنّ علمي وإيماني بأن يسوع قد أجرى هذا الاختبار بالفعل من أجلي واجتازه من أجلي، هو ما يمنحني الشجاعة للمضي قدمًا. ربما المقصود من القصة هو أن نتعلّم أنه في الأوقات التي تصبح فيها الأمور صعبة للغاية ويبدو شبه مستحيل أن نتخيل الله خلال تلك المواقف، فهذا لا يعني أنه ليس هناك. مهما كانت نوايا هذه الأسطورة، هناك حقيقة واحدة مؤكدة يمكن العثور عليها؛ حتى في أحلك منتصف ليل روحك، عندما لا تستطيع رؤية الله، لا تنسى أبدًا، يمكنه رؤيتك

المصدر: مارثا ويليامسون

atouchofencouragement.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *