سفر المزامير

 

مزمور ١

السعادة الحقيقية

١هنيئًا لمن لا ﻳﺴﻠﻚ في ﻣﺸﻮرة الأشرار، وفي ﻃﺮﻳﻖ الخاطئين لا يقف، وفي ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻤﺴﺘﻬﺰﺋﻴﻦ لا ﻳﺠﻠﺲ. ٢ بل في شريعة اﻟﺮب مسرّته وبها ﻳﻠﻬﺞ ﻧﻬﺎرًا وﻟﻴًﻼ. ٣ ﻓﻴﻜﻮن كشجرة ﻤﻐﺮوﺳﺔ على ﻣﺠﺎري اﻟﻤﻴﺎه، تعطي ﺛﻤﺮها في أوانه، وورﻗﻬﺎ ﻻ يذبل، وكل ما يعمله صالح. ٤ وما هكذا الأشرار، لكنّهم كالريشة في مهبّ اﻟﺮﻳﺢ. ٥ ﻻ يثبتون يوم الدينونة ولا الخاطئون في جماعة الأبرار. ٦ اﻟﺮب يصون ﻃﺮﻳﻖ الأبرار، أﻣّﺎ ﻃﺮﻳﻖ الأشرار فتبيد

مزمور ٢

اﻟﻤﻠﻚ اﻟﺬي ﻣﺴﺤﻪ اﻟﺮب

١ ﻟﻤﺎذا تضجّ اﻷﻣﻢ وتلهج اﻟﺸﻌﻮب باﻟﺒﺎﻃﻞ. ٢ ملوك الأرض يثورون وحكّامها يتآﻣﺮون ﻣﻌًﺎ ﻋﻠﻰ الرب وﻋﻠﻰ الملك الذي ﻣﺴﺤﻪ الرب. ٣ يقولون: “تعالوا ﻨﻘﻄﻊ قيودهما وﻨﻄﺮح نيرهما ﻋﻨّﺎ.” ٤ لكن اﻟﺴﺎكن في اﻟﺴﻤﻮات يضحك. اﻟﺮب يستهزئ بهم. ٥ يؤنّبهم في غضب وفي غيظه يرعبهم. ٦ يقول: “أﻧﺎ مسحتُ ﻣﻠكي ﻋﻠﻰ ﺻﻬﻴﻮن جبلي المقدّس.” ٧ دعوني أنا الملك أُخبِرُ بما قضى به اﻟﺮب، قال لي: أنت ابني وأﻧﺎ اﻟﻴﻮم وﻟﺪﺗﻚ. ٨ أطلب ﻓﺄﻋﻄﻴﻚ ميراث اﻷﻣﻢ وأقاصي الأرض مُلكًا لك. ٩  ﺘﺮﻋﺎهم ﺑﻘﻀﻴﺐ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺪ وتحطّمهم كإناء من خزف.  ١٠ فيا أﻳﻬﺎ اﻟﻤﻠﻮك تعقّلوا واتّعظوا يا حكّام اﻷرض. ١١ اعبدوا الرب بخوفٍ وقبّلوا قدميه برعدةٍ. ١٢ لئلّا يغضب فتهلكوا سريعًا. هنيئًا ﻟﺠﻤﻴﻊ المحتمين به

مزمور ٣

اﻷﻋﺪاء يحيطون ﺑﻲ

١ مزمور لداود حينما هرب من وجه أبشالوم ابنه: ٢ ﻳﺎرب ما أكثر خصومي. ما أكثر القائمين عليّ. ٣كثيرون يقولون لي: “بإلهك لا ﺧﻼص لك.” ٤ وأﻧﺖ ﻳﺎرب ترسٌ لي، تكرّمني وترفع رأسي. ٥ ﺑﺼﻮتي إﻟﻰ اﻟﺮب أﺻﺮخ فيجيبني ﻣﻦ جبله المقدس. ٦ في سلام أستلقي وأنام، ثمّ أفيق لأن اﻟﺮب سندي. ٧ لا أﺧﺎف ﻣﻦ عشرات الألوف، من هؤلاء الذين يحاصرونني. ٨ ﻗﻢ ﻳﺎرب، ﺧﻠّﺼﻨﻰ ﻳﺎ إلهي! إضرب أعدائي على الفكّ. هشّم أﺳﻨﺎن الأشرار. ٩من عندك ياﺮب اﻟﺨﻼص، وعلى ﺷﻌﺒك ﺑﺮكتك

مزمور ٤

اﻟﺮﱡب يدفع ﻋﻦ ﺻﻔّﻴﻪ أﻟﺴﻨَﺔ اﻟﺴﻮء

١ ِﻟﻜﺒﻴِﺮ اﻟُﻤَﻐﱢﻨﻴَﻦ ﻋﻠﻰ القيثارة، مزمور ﻟﺪاُوَد: ٢ حين أدعوك أجبني ﻳﺎ إلهي يا حافظ حقّي. ﻓﻲ اﻟﱢﻀﻴِﻖ وسّعت ﻟﻲ، ﻓﺘَﺤﱠﻨْﻦ واسمع ﺻﻼتي. ٣ إﻟﻰ ﻣﺘﻰ تجرحون كرامتي أنتم يا ﺑﻨﻲ اﻟﺒَﺸﺮ. إﻟﻰ ﻣﺘﻰ تحبّون اﻟﺒﺎﻃَﻞ، وتسعون وراَء اﻟَﻜِﺬِب؟ ٤إﻋﻠﻤﻮا أن اﻟﺮب اختارني لأني أنا تقيّه. اﻟﺮب يستمع لي إذا ﺻﺮﺧﺖ إﻟﻴﻪ. ٥ إرتجفوا خوفًا وﻻ ﺗﺨﻄأﻮا. تكلّموا في أعماق ﻗﻠﻮﺑﻜﻢ وأنتم على ﻣﻀﺎﺟﻌﻜﻢ صامتون. ٦ قرّبوا ذبائحكم كما يليق وعلى الربّ توكّلوا. ٧ما أكثر الذين ﻳﻘﻮﻟﻮن: “ليتنا نرى اﻟﺨﻴﺮ!” فيا رب، يا إلهنا إرفع ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻧﻮر وﺟﻬﻚ. ٨ بعثت فرحًا في قلبي، أين منه فرح الأغنياء بكثرة ﺣﻨﻄﺘﻬﻢ والخمر؟ ٩ في سلام أستلقي وأنام، لأنّك وﺣﺪك ﻳﺎرب تجعل مسكني آمنًا

مزمور ٥

ﺻﻼة رﺟﻞ يستجير ﺑﺎﷲ

١ لكبير المغنين على المزمار. مزمور لداود: ٢ أصغِ ﻳﺎرب إلى كلامي، وتعرّف إلى تنهّداتي. ٣ لصوت استغاثتي استمع ﻳﺎ ﻣﻠيكي، يا إلهي إﻟﻴﻚ أﺻلّي. ٤ في الصباح باكرًا ﺗﺴﻤﻊ ﺻﻮتي، وباكرًا أنأهّب وأنتظر. ٥ إﻟﻪ أنت ﻻ يسرّه الشر، وﻻ يجاور أهل السوء. ٦ المتباهون ﻻ يقفون أﻣﺎمك، وتبغض كل من يفعل الإثم. ٧ تبيد اﻟﻨﺎﻃﻘﻴﻦ ﺑﺎﻟﻜﺬب، وتمقت السقّاحين الماكرين. ٨ وأﻧﺎ ﺒﻜﺜﺮة رﺣﻤﺘﻚ أدﺧﻞ ﺑﻴﺘﻚ يارب، وبخشوع أسجد لك في هيكلك المقدس. ٩ لكثرة الثائرين عليّ ﻳﺎرب كن عادلاً واهدني. اهدني سواء السبيل، ويسّر أﻣﺎمي ﻃﺮيق النجاة. بمشهدٍ من الثائرين عليّ. ١٠ أﻓﻮاههم لا ﺻﺪق فيها وبواطنهم تملأُها الأهواء. حلوقهم قبور مفتوحة، وبألسنتهم يتملّقون. ١١ أحكم عليهم يا الله، فيسقطون لمعاصيهم، أخضعهم لكثرة ذنوبهم ولأنهم تمرّدوا عليك، ١٢ فيفرح ﺟﻤﻴﻊ المحتمين بك وإلى اﻷﺑﺪ يرنّمون لك. تظلّلهم فيبتهجون ﺑﻚ لأنّهم ﻳﺤﺒﻮن اﺳﻤﻚ. ١٣ ﺑﺎرك الأبرار ﻳﺎرب، وأحطهم برضاك كالدرع

مزمور ٦

يارب لا تغضب ولا تحتد

١ لكبير المغنين على القيثارة، مزمور لداود: ٢ لا تغضب ﻳﺎرب في معاتبتي وﻻ تحتدّ إذا أدّبتني. ٣ تحنّن ﻳﺎرب لأنّي عليل. إشفني، فعظامي تبلى. ٤ أنا في قلق شديد، فإلى ﻣﺘﻰ يارب تنتظر؟ ٥ ﻋﺪ يا الله وخلّصني، وبرﺣﻤﺘﻚ أفرج عنّي. ٦ ففي اﻟﻤﻮت لا ذكر لك، وفي القبر ﻣﻦ يحمدك؟ ٧ أنا موجع من النواح. دموعي كلّ ﻟﻴﻠﺔٍ تفيض فأغمر بها ﻓﺮاشي. ٨ ضعفت عيناي من الكدر، وشاختا لكثرة خصومي. ٩ إﺑتعدوا ﻳﺎ أيها الأثمة. اﻟﺮب يسمع ﺻﻮت صراخي. ١٠ اﻟﺮب يسمع لتضرّعي، الرب يتقبّل صلاتي. ١١ العار واللعنة لأعدائي، والهزيمة لهم في خزيهم

مزمور ٧

الله قاضٍ عادل

١ ﻣﻨﺎﺟاة لداود أنشدها ﻟﻠﺮﱢب عند سماعه كلام كوش البنيامينيّ: ٢ ياﺮب، يا إلهي بك احتميت. خلّصني. وممّن يضطهدني ﻧﺠّني، ٣ ﻟﺌﻼ ﻳمزّقني كاﻷﺳﺪ ويفترسني وﻻ ﻣﻦ ﻳنجّي. ٤ إن كنت يارب، يا إلهي أسأت إلى أحد في شيء، فلطّخت ﻳﺪيّ بالجور، ٥ أو كافأت من سالمني شرًّا، أو سلبت خصومي باطلاً، ٦ فليضطهدني العدو ويلحق بي وليرمني إلى الأرض حيًا، ويمرّغ في التراب كرامتي. ٧ قم يارب في غضبك وتغلّب على كيد خصومي. تعال إلى نجدتي سريعٍا، فأنت أوصيت بالإنصاف، ٨ واجمع الأمم من حولك واجلس فوقها في الأعالي، ٩ فأنت ياﺮب تدﻳﻦ الجميع وأنا صادق ونزيه فأنصفني. ١٠ إقطع يارب ﺷﺮّ الأشرار، وعزّز مكانة الصدّيقين. أنت تمتحن اﻟﻘﻠﻮب والأكباد، أيها الإله العادل. ١١ ﷲ ترسٌ لي وخلاصٌ للمستقبم القلب. ١٢ الله ﻗﺎض ﻋﺎدل، وإله يتوعّد كل يوم. ١٣ على من لا يتوبوا ﻴﺼﻘﻞ ﺳﻴﻔﻪ، ويحني ﻗﻮﺳﻪ ويسدّد ﺳﻬﺎﻣﻪ. ١٤ يرميه بسلاح مميت، ويجعل سهامه ملتهبة. ١٥ الشرّير يتمخّض بالإثم. يحبل بالفساد ويلدُ الكذب. ١٦ يحفر حفرة ويوسّعها، وفي الحفرة التي صنعها يسقط. ١٧ يرتدّ فساده على رأسه، وعلى نافوخه يقع عنفه. ١٨ أحمد اﻠﺮب لعدﻟﻪ، وأرﺗّﻞ ﻻﺳمه العليّ

مزمور ٨

مجد الله وكرامة الإنسان

١ لإمام المغنين. نشيد القطاف. مزمور لداود: ٢ أﻳﻬﺎ اﻟﺮب سيّدﻨﺎ ﻣﺎ أعظم اﺳﻤﻚ في كل اﻷرض. تغنّي ﺟﻼﻟﻚ في اﻟﺴﻤﻮات ٣ أﻓﻮاﻩ اﻷﻃﻔﺎل واﻟﺮضّع. تعزّزت في وجه خصومك وأخرست العدو والمنتقم. ٤ أرى اﻟﺴﻤﻮات صنع أصابعك واﻟﻘﻤﺮ واﻟﻨﺠﻮم التي كوّنتها، ٥ فأقول: ما اﻹﻧﺴﺎن ﺣﺘﻰ ﺗﺬكرﻩ؟ واﺑﻦ آدم ﺣﺘﻰ ﺗﻔﺘﻘﺪﻩ؟ ٦ ولو كنت ﻧﻘّﺼﺘﻪ ﻋﻦ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ قليلًا، وﺑﺎﻟﻤﺠﺪ واﻟﻜﺮاﻣﺔ كلّلته. ٧ سلّطته على أﻋﻤﺎل ﻳﺪﻳﻚ، وجعلت كل شيء ﺗﺤﺖ ﻗﺪﻣﻴﻪ: ٨ اﻟﻐﻨﻢ واﻟﺒﻘﺮ ﺟﻤﻴﻌًﺎ، وﺑﻬﺎﺋﻢ البرّ أيضًا، ٩ وﻃﻴر اﻟﺴﻤﺎء وﺳﻤك اﻟﺒﺤر وكلّ ما يسير في سُبُل المياه. ١٠ أﻳﻬﺎ اﻟﺮب سيّدﻨﺎ، ﻣﺎ أعظم اﺳﻤﻚ في كلّ اﻷرض

مزمور ٩

اﻟﺮب ﻣﻠﺠﺄ ﻟﻠﻤﺴﺎكين واﻟﻤﻘﻬﻮرين

١ لكبير المغنين على صوت العذارى. مزمور لداود: ٢ أحمدك ﻳﺎرب ﺑﻜﻞ ﻗﻠبي وأﺣﺪّث ﺑﺠﻤﻴﻊ ﻋﺠﺎﺋﺒﻚ ٣ أفرح وأبتهج بك، وأرﺗّﻞ ﻻﺳﻤﻚ أﻳﻬﺎ اﻟﻌليّ. ٤ عندما ينهزم أعدائي يسقطون ويبيدون أمامك، ٥ ﻷﻧﻚ تدينني بالإنصاف، وعلى عرشك تقضي باﻟﻌدل. ٦ اﻧﺘﻬﺮت اﻷﻣﻢ وأهلكت الأشرار، وﻣﺤﻮت اﺳﻤﻬﻢ إﻟﻰ آخر الدهر. ٧ خراب الأعداء تمّ إلى الأبد، وانهارت مدنهم وطواهم النسيان. ٨ الرب يجلس إلى الأبد، وللقضاء ثبّت عرشه ٩ ليقضي للعالم بالعدل، وﻳﺪﻳﻦ الأمم ﺑﺎلإﺳﺘﻘﺎﻣﺔ. ١٠ اﻟﺮب ملجأً المقهورين، ملجأهم في زمن اﻟﻀﻴﻖ. ١١ على الرب ﻳﺘّﻜﻞ من ﻳﻌﺮف اسمه. وهو لا يُهمل الذين يطلبونه. ١٢ رﺗّﻠﻮا ﻟﻠﺮب الساكن في ﺻﻬﻴﻮن، حدّثوا الشعوب ﺑﺄﻋﻤﺎﻟﻪ، ١٣ ينتقم ممن يسفك الدماء، ويذكر ولا ينسىَ ﺻﺮاخ اﻟمساكين. ١٤ تحنن ﻳﺎرب واﻧﻈﺮ إﻟﻰ شقائي على أيدي الذين يبغضونني. أبعدني عن أبواب الموت ١٥ لأهلّل في أبواب أورشلبم وأخبر مبتهجًا بخلاصك. ١٦ الأمم وقعوا في حفرة حفروها، وفي شرك أخفوه علقت أرجلهم. ١٧ الرب ﻴُﻌﺮف بعدالة أﺣﻜﺎمه، والشرير يعلق بعمل يديه. ١٨الأشرار يرجعون إلى عالم الأموات، وكل أمة تنسى الله. ١٩ البائسون لا ينسون إلى الأبد، ورجاء المساكين لا يخيب. ٢٠ قم يارب فلا يتجبّر الإنسان، ودع الأمم تحتكم إليك. ٢١ إملأ قلوبهم بالخوف يارب ليعلموا أنهم بشر

مزمور ١٠

الرب ملجأ المساكين

١ يا رب لماذا تقف بعيدًا؟ لماذا تتوارى في وقت الضيق؟ ٢ الشرير يتباهى ويظلم المسكين، فيؤخذ بالمكايد التي دبّرها. ٣ الشرير يتهلّل بشهوات نفسه، ويتفاءل بالربح ويستعين بالرب. ٤ يشمخ بأنفه ولا يسأل عن الله، وفي كيده يقول: لا إله. ٥ يحتال في مساعيه كل حين، وأحكامك فوق متناول فهمه.  يستخفّ بجميع مخاصميه، ٦ وفي قلبه يقول: “لا أتزعزع، ولا أصاب أبدًا بسوء.” ملء فمه لعنة ومكر وحماقة، وتحت لسانه فساد وإثم. ٨ يجلس في المكامن الضيقة، وفي الخفية يقتل البريء. تراقب عيناه الضعي، ٩ ويكمن كالأسد في عرينه، يكمن ليخطف المساكين، يخطفهم ويمسكهم بشركه. ١٠هكذا يرتمون وهم ضعفاء، وَينحنون ويسقطون ﻓﻲ ﻗﺒَﻀِﺘِﻪ. ١١ ويقول في ﻗلبه: “نسيني الله، وحجب وجهه فلم ينظر.” ١٢ ﻗُﻢ يارب وارﻓﻊ يدك. يا ﷲ ﻻ تنسى المساكين. ١٣ ﻟﻤﺎذا يستهين بك الشرير ويقول ﻓﻲ ﻗﻠِﺒِﻪ: “ﻻ يحاسب”، ١٤لماذا ترى الفساد واﻟﺒﺆَس وﻻ تظهر وتمدّ يدك؟ عليك يعوّل كل ضعيف، وأنت الذي يعين اليتيم. ١٥حطّم ذراع الفاجر الشرير، وامحُ شرّه كأن لم يكن. ١٦ الرب يملك إلى الأبد، وتبيد الأمم عن أرضه. ١٧ إسمع آهات المساكين وقوّش قلوبهم يارب، أصغِ بأذنك يا الله، ١٨ لتنصف اليتيم والمقهور، فلا يعود يفسد الأرض إنسان

مزمور ١١

ونحسب أن كل شيء ضاع

١ لكبير المغنين، لداود: بالرب احتميت، فكيف تقولون لي: “أهرب إلى الجبال كالعصفور؟ ٢ لأن الأشرار يحنون القسيّ ويسدّدون سهامهم في الظلام ليرموا كل مستقيم القلب. ٣ إذا انهدمت جميع الأسس، فماذا يعمل الأبرار؟” ٤ الرب في هيكله المقدّس. الرب في السماء عرشه: عيناه تبصران بني البشر، وبطرفة جفن يمتحنهم. ٥ الرب يمتحن الأشرار والأبرار ويبغض من يحب العنف. ٦ يمطر على الأشرار جمرًا وكبريتًا، ويجعل ريح السموم نصيبهم. ٧ الرب عادل ويحب العدل، والمستقيمون يبصرون وجهه

مزمور ١٢

كلمة الرب في عالم فاسد

١ لكبير المغنين، على ثمانية أوتار. مزمور لداود: ٢ خلاصك يا رب، فالأتقياء انقطعوا، وزال الأمناء من بني البشر. ٣ كل واحد يكذب على الآخر، وبلسانين وقلبين يكلّمه. ٤ الرب يقطع شفاه المتملّقين وألسنة المتكلّمين بكبرياء، ٥ القائلين: “ألسنتنا تغنينا. شفاهنا معنا فمن علينا؟” ٦ أقوم الآن يقول الرب لأن المساكين في شقاء، والبائسون يئنون ظلمًا، فامنح الخلاص الذي يشتهون. ٧ كلام الرب كلامٌ نقيٌّ، فضّةٌ صرفٌ من باطن الأرض، تصفَّت وتكرّرَت سبع مرات. ٨ احرسنا يارب وانصرنا على هذا الجيل إلى الأبد، ٩ فهم أشرارٌ يجوبون في كل ناحية، فيما الرذيلة ترتفع بين الناس

مزمور ١٣

إلى متى تنساني يارب؟

١ لكبير المغنين، مزمور لداود: ٢ إلى متى يارب تنساني وتحجب وجهك عني؟ ٣ إلى متى أحمل الغصّة في نفسي، والحسرة في قلبي نهارًا وليلاً؟ وحتى نتى ينتصر عدوّي عليّ؟ ٤ أنظر وأعنّي أيها الرب إلهي! أنر عينيّ فلا أنام نومة الموت، ٥ ويقول عدوّي: “تغلّبت عليه”، ويبتهج خصومي بأنّي زللت. ٦ وأنا على رحمتك توكّلت، وقلبي يبتهج بخلاصك. للربّ أرفع نشيدي. لأنه أحسن لي

مزمور ١٤

المؤمنون وسط عالم فاسد

١ لكبير الغنين، لداود: قال الجاهل في قلبه: “لا إله!” فَسَدوا ورجسوا بأعمالهم، وما من أحد يعمل الخير. ٢ الرب من السماء يُشرف على البشر. ليرى هل من عاقل يطلب الله! ٣ ضلّوا كلّهم وفسدوا جميعًا وما من أحد يعمل الخير. كلّا، ولا واحد. ٤ ألا يفهم الذين يعملون الإثم ويأكلون شعبي كما يُؤكل الخبز وبالرب لا يعترفون. ٥ انّ الرّعب يستولي عليهم، لأن الله مع جيل الصديقين؟ ٦ يستخفّون بهموم المساكين، لكن الرب هو الذي يحميهم. ٧ليت من صهيون خلاص إسرائيل. حين يرد الرب شعبه من السَّبي. يبتهج يعقوب‘ يفرح إسرائيل

مزمور ١٥

متطلبات الله

١ مزمور لداود: يارب من يجاور مسكنك؟ ومن يسكن في جبلك المقدس؟ ٢ هو الذي يسلك بنزاهةٍ ويصدق في جميع أعماله. يتكلّم بالحق في قلبه. ٣ ولا دَجَل على لسانه، لا يسيء إلى أحد بشيء ولا يجلب العار على قريبه. ٤ النمّام مُحتَقَرٌ في عينيه، ويُكرِمُ من يخاف الرب. يَحلف ولا يُخلف لو تضرّر. ٥ لا يعطي ماله بالرِّبى، ولا يقبل الرشوة على البريء. من يعمل بهذا كلّه لا يتزعزع أبدًا

مزمور ١٦

الفرح بالخلاص من الموت

١ دُعاء لداود: أحرُسني يا الله فيك احتميتُ. ٢ أقول للرب: “أنت سيّدي، أنت وحدك سعادتي.” ٣ ما أعظم القديسين في الأرض، وكلُّ سروري أن أكون معهم. ٤ كثرت أوجاع المتهافتين وراء آلهة أخرى. وأنا لا أسكب دم ذبائحها ولا أذكر اسماءها بشفتيّ. ٥ الرب منيتي وحظّي ونصيبي، وفي يديه مصيري. ٦ ما أحلى ما قسّمت لي، ما أجمل ميراثي. ٧ الرب يرشدني فأباركه، وقلبي في الليالي دليلي. ٨ الرب أمامي كل حين، وعن يميني فلا أتزعزع. ٩فيفرح قلبي ويبتهج كبدي، ويستريح جسدي في أمان. ١٠ لا تتركني في عالم الأموات يا الله لئلّا يرى تقيّك الفساد. ١١ عرّفني سُبُلَ الحياة، واملأني فرحًا بحضورك، فمن يمينك دوام النعم

 

مزمور ١٧

دعوتك يا الله

١ اسمع يارب صوت الحق، وأنصت إلى صيحتي. أصغ إلى صلاتي يارب، من شفتين لا تعرفان الغشَّ. ٢ أُحكم ببراءتي يا الله، فعيناك تريان الصواب. ٣ لو أنت امتحنت قلبي وتفقّدته في الليل واختبرتني، لما وجدت بي مذمّة ولا هي تخرج من فمي. ٤ للناس أعمالهم وأمّا أنا فلزمت كما أوصيت سبيل فرائضك. ٥ تمسّكت بالسير في دروبك، فلا تحيدُ عنها خطواتي. ٦ دعوتك يا الله فاستجب لي. أمِل أذنك واسمَع كلامي. ٧ اختر تقيّك يارب، يا مخلّص المحتمين بك من أعدائهم بيمينك. ٨ احفظني مثل حدقة العين، وفي ظلّ جناحيك استرني، ٩ من أشرار يسدّون طريقي وأعداءٍ ألدّاء يحجزون عليّ. ١٠ يغلقون قلوبهم عن الرحمة، وأفواههم تنطق بالكبرياء. ١١يتبعونني والآن ويحيطون بي ونصب عيونهم إلقائي على الأرض. ١٢ هم كالأسد الكامن للإفتراس، وكالشبل المتوثّب في مكمنه. ١٣ قم يا رب في وجوههم واصرعهم، ونجّني من شرورهم بسيفك. ١٤ هم رجال صنعتهم بيديك ومنحتهم نصيبهم بالحياة وملأت بطونهم من خيرك. يشبعون مع بنيهم ويتركون ما يفضل عنهم لبني البنين. ١٥ وأنا في براءتي أعاين وجهك وأشبع في يقظتي من حضورك

مزمور ١٨

شكر للرب بعد النصر

١ لكبير المغنين. لعبد الرب داود. أنشدَ للرب هذا النشيد يوم خلّصه من يد كل أعدائه ومن يد شاول: ٢ أحبك يارب، يا قوتي. ٣ الرب صخرتي وحصني ومنقذي. إلهي صخرتي وبه أحتمي، وترسي وحصن خلاصي وملجأي. ٤ دعوت إلى الرب له الحمد، فخلّصني من أعدائي. ٥ حبائل الموت اكتنفتني، وباغتتني سيول الهلاك. ٦ حبائل عالم الموت أحاطت بي، وأشراك اموت نُصِبت قدّامي. ٧ في ضيقي دعوت الرب، وإلى إلهي صرخت، وسمع من هيكله صوتي، وبلغ صراخي أذنيه، ٨ فارتجّت الأرض وارتعشت وتزعزعت أسس الجبال ومادت من شدّة غضبه. ٩ تصاعد دخان من أنفه، ونارٌ آكلة من فمه، وجمر متّقد ولهيب. ١٠ أزال السماوات ونزل منها، والضباب الكثيف تحت قدميه. ١١ ركب على كروب وطار وحلّق على أجنحة الرياح. ١٢ جعل الظلمة سترًا حوله والغيوم الداكنة الممطرة مظلّته. ١٣ من البريق الذي أمامه تفجّرت الغيوم بردًا وجمرَ نار. ١٤ أرعد الرب من السماء وأسمع العليّ صوته بردًا وجمر نار. ١٥ أرسل السهام فانتشرت، والبروق فتطايرت بكثرة. ١٦ أعماق المياه ظهرت، وانجلت أسس الكون من انتهارك يا رب، من هبوب ريح أنفك. ١٧ أرسل من عليائه فأخذني، وانتشلني من المياه الغامرة، ١٨ نجّاني من عدوّ لدود، ومن مبغض أقوى مني، ١٩ هاجموني في يوم بليّتي فكان الرب سندي: ٢٠ أخرجني إلى الأمان وخلّصني لأنه رضي عني. ٢١ كافأني الرب لصدقي ولبراءة يديّ جازاني خيرًا. ٢٢ لزمت طرق الرب وما عصيت إلهي. ٢٣ أحكامه كلّها أمامي وحقوقه لا تبتعد عني. ٢٤ كنت نزيهًا معه وحفظت نفسي من الإثم، ٢٥ فجازاني خيرًا لصدقي، ولبراءة يديّ أمامه. ٢٦ رحيمٌ أنت مع الرحماء وكامل أنت مع الكاملين. ٢٧ مع الصالحين تكون صالحًا، ومع المحتالين تظهر حيلتك. ٢٨ تخلّص القوم المساكين وتخفض عيون المرتفعين. ٢٩ الرب يضيء سراجي. إلهي ينير ظلمتي. ٣٠ بعونه اقتحم الجيوش، وبه أتسلّق الأسوار. ٣١الله طريقه كامل. الرب كلامه نقيّ وترس للمحتمين به. ٣٢ لا إله غير الرب، ولا خالق سوى إلهنا. ٣٣ الله يشدّد حَيلي ويجعل طريقي آمنًا. ٣٤ كأرجل الوعول يجعل رجليّ، فأثبت وأنا في الأعالي. ٣٥ يعلّم يديّ القتال، فتلوي ذراعاي قوس النحاس. ٣٦ تعطيني ترس الخلاص، ويمينك يا رب تساعدني، عنايتك يارب تزيدني قوّة. ٣٧ وتوسّع تحت خطواتي، فلا تزلّ قدماي. ٣٨ أتبع أعدائي فألحقهم، ولا أرتد حتى أفنيهم. ٣٩ وأضربهم فلا يقومون. يسقطون تحت قدميّ. ٤٠ تشدّد حيلي على القتال وتصرع تحتي القائمين عليّ. ٤١ تسلّمني رقاب أعدائي وأسكِت الذين يبغضونني. ٤٢ يستغيثون ولا من مغيث، ويدعون الرب فلا يستجيب. ٤٣ فأسحقهم كالغبار في الريح وأطرحهم كالوحل في الطرقات. ٤٤ نجّني من شعب محاصم وجعلتني رئيساً للأمم، وشعب لم أعرفه يتعبّد لي. ٤٥ الغرباء يتذلّلون لي، وبآذان سامعة يسمعونني. ٤٦ الغرباء تخور عزائمهم ويخرجون من حصونهم مرتعدين. ٤٧ حيّ هو الرب ومبارك خالقي، وتعالى الإله مخلّصي. ٤٨ الله هوالذي ينتقم لي ويُخضع الشعوب تحت قدميّ. ٤٩ ينجّيني من جميع أعدائي، وينشلني من بين القائمين عليّ، ومن أهل العنف ينقذني. ٥٠ لذلك أحمدك يا رب وأرتّل لاسمك بين الأمم. ٥١ الرب يمنح خلاصًا عظيمًا ويظهر رحمة للملك الذي مسحه، لداود وذرّيته إلى الأبد

مزمور ١٩

مجد الله في الكون، شريعة الرب

١ لِكبـيرِ المُغَنِّينَ. مزمورٌ لِداوُدَ: ٢ السَّماواتُ تَنطِقُ بِمَجدِ اللهِ والفَلَكُ يُخبِرُ بِــعَمَلِ يَدَيهِ. ٣ فَيُعلِنُهُ النَّهارُ لِلنَّهارِ، واللَّيلُ يُخبِرُ بِهِ اللَّيلَ، ٤ بِغيرِ قولٍ ولا كلامٍ ولا صوتٍ يسمَعُهُ أحدٌ. ٥ في الأرضِ كُلِّها بانَ مُقامُها‌، وفي أقاصي الدُّنيا زَمانُها. للشَّمسِ أُقيمَ مَسكِنٌ فيها. ٦ تُطِلُّ مِنهُ كالعروسِ مِنْ خِدْرِها، وتبتَهِـجُ كالجَوزاءِ‌ بِقَطْعِ شَوطِها.  ٧مِنْ أقصَى السَّماءِ شُروقُها وإلى أقاصيها دَوَرانُها، ولا شيءَ يستَتِرُ عَنْ حَرِّها. ٨ شريعةُ الرّبِّ كاملةٌ تُنعِشُ النَّفْسَ، وفَرائضُهُ حَقٌّ تجعَلُ الغبـيَّ حكيما. ٩ أمرُ الرّبِّ مُستَقيمٌ يُفرِّحُ القلبَ، ووصيَّتُهُ صالِحةٌ تُنيرُ العيونَ. ١٠ كلامُ الرّبِّ طاهرٌ ثابِتٌ إلى الأبدِ، وأحكامُهُ حَقُّ وصِدْقٌ وَحدَها، ١١ أشهَى مِنَ الذَّهبِ والإبريزِ الكثيرِ، وأحلى مِنَ العسَلِ وقطْرِ الشِّهادِ. ١٢ وأنا عبدُكَ أستَنيرُ بِها، ولي في حِفْظِها ثوابٌ عظيمٌ. ١٣ الزَّلاَّتُ مَنْ يتَبَيَّنُها يا ربُّ؟ فَمِنَ الخطايا المُستَتِرةِ نَقِّني. ١٤ إمنَعْ عبدَكَ عَنِ الكِبرياءِ لِئلاَّ تـتسلَّطَ عليَّ، فأكونَ مُنَزَّها عَنْ كُلِّ عَيـبٍ، ونَقيًّا مِنْ مَعصيةٍ كبـيرةٍ، ١٥ وتكونَ أقوالُ فمي يا ربُّ وهَواجسُ قلبـي مَرضيَّةً لدَيكَ، يا خالقي ووَليِّـي أنتَ

مزمور ٢٠

صلاة من أجل الملك

١ لِكبـيرِ المُغَنِّينَ، لِداوُدَ‌: ٢ يُعينُكَ الرّبُّ يومَ الضِّيقِ. يَرفَعُكَ ا‏سمُ إلهِ يَعقوبَ. ٣ يُرسِلُ لكَ مِنْ مَقدِسِهِ نَصْرا، ويُشدِّدُ ساعِدَك مِنْ صِهيَونَ. ٤ يذكُرُ جميعَ تقدِماتِكَ ويقبَلُ مُحرقاتِكَ‌ كُلَّها. ٥ يُعطيكَ رغَباتِ قلبِكَ ويُتَمِّمُ كُلَّ مقاصِدِكَ. ٦لِنُرَنِّمْ فرَحا بِـخلاصِكَ، ونرفَعِ الرَّايةَ بِاسمِ إلهِنا‌، فالرّبُّ سَيُتَمِّمُ كُلَّ طَلَباتِكَ. ٧ الآنَ عَرفْتُ أنَّ الرّبَّ يُخَلِّصُ المَلِكَ الّذي مَسَحَهُ‌. يُعينُهُ مِنْ قُدْسِ سمائِهِ وبِـجَبَرُوتِ يَمينهِ يُخَلِّصُهُ. ٨ لهُم مَركباتُهُم والخُيولُ، ولنا ا‏سمُ الرّبِّ إلهِنا. نذكُرُهُ ونُسَبِّحُ لهُ. ٩ هُم يَرتَمونَ ويَسقُطونَ ونحنُ نقومُ مُتَأهِّبـينَ. ١٠ ياربُّ خَلِّصِ المَلِكَ وا‏سْتَجِبْ‌ يومَ ندعُوكَ

مزمور ٢١

الإتكال على الرب

١ لِكبـيرِ المُغَنِّينَ. مزمورٌ لِداوُدَ: ٢ ياربُّ، تُعَزِّزُ المَلِكَ فيَفرَحُ، تُخَلِّصُهُ فَيـبتَهِـجُ ا‏بتِهاجا. ٣ أعطَيتَهُ مُنيَةَ قلبِهِ، وما رَفضْتَ طِلبَةَ شَفَتَيهِ. ٤ بادَرْتَهُ بِفَيضٍ مِنَ البرَكاتِ، وبِتاجٍ مِنْ ذهَبٍ على رَأسهِ. ٥ سألَكَ الحياةَ فأعطَيتَهُ عُمْرا يطُولُ مدَى الأيّامِ. ٦ خَلَّصْتَهُ فعَظُمَ مجدُهُ، وجلالا وبَهاءً ألقَيتَ علَيهِ. ٧ جَعلتَهُ مُبارَكا إلى الأبدِ‌ لِـيَشدُو فرَحا أمامَ وجهِكَ. ٨ المَلِكُ يتَوَكَّلُ على الرّبِّ، ويرحَمُهُ العَلـيُّ فلا يتَزَعزَعُ. ٩ يَدُهُ تطُولُ أعداءَهُ ويَمينُهُ جميعَ مُبغِضيهِ. ١٠يجعَلُهُم كتَنُّورِ نارٍ حينَ يتَجلَّى وجهُهُ. الرّبُّ بِــغضَبِهِ يـبتَلِعُهُم، والنَّارُ تأكُلُهُم أكْلا. ١١ يُبـيدُ نسلَهُم مِنَ الأرضِ وذُرِّيَّتَهُم مِنْ بَينِ بَني البشَرِ. ١٢ عبَثا يَطالونَ المَلِكَ بِسوءٍ، ويُدَبِّرونَ لَه المَكايدَ، ١٣ لأنَّهُ يَحمِلُهُم على الفِرارِ، حينَ يرمي وُجوهَهُم بِسهامِهِ. ١٤ تَعالَيتَ يا ربُّ بِــعِزَّتِكَ، نُنشِدُ ونُرَتِّلُ لِجَبَرُوتِكَ

 

مزمور ٢٢

إلهي إلهي لماذا تركتني

١ لِكبـيرِ المُغَنِّينَ. دُعاءُ الصَّباحِ‌. مزمورٌ لِداوُدَ: ٢ إلهي، إلهي لِماذا ترَكْتَني وا‏متنعتَ عَنْ نَجدَتي وسَماعِ أنيني‌؟ ٣في النَّهارِ أدعو فلا تُجيـبُ، وفي اللَّيلِ فلا تُحرِّكُ ساكِنا. ٤ وأنتَ القُدُّوسُ على عرشِكَ، يُهلِّلُ لكَ بَنو إِسرائيلَ‌. ٥علَيكَ تَوَكَّلَ آباؤُنا، علَيكَ تَوكَّلُوا فنَجَوا. ٦ إليكَ صرخُوا فأَنقَذْتَهُم، وعلَيكَ ا‏عتَمَدُوا فما خابوا. ٧ أنا دودةٌ لا إِنسانٌ، يُعَيِّرُني البشَرُ ويَنبُذُني الشَّعبُ. ٨ كُلُّ مَنْ يراني يستَهزِئُ بـي. يقلِبُ شَفَتَيهِ ويَهِزُّ رأسَهُ‌، ٩ ويقولُ: «تَوَكَّلَ‌ على الرّبِّ فَليُنَجِّهِ، ويُنقِذْهُ إنْ كانَ يرضَى عَنهُ». ١٠ أنتَ أخرَجْتَني مِنَ الرَّحِمِ، وطَمأنتَني على ثَديِ أُمِّي. ١١فأنا مِنَ الرَّحمِ محسُوبٌ علَيكَ، ومِنْ بطنِ أمِّي أنتَ إلهي. ١٢ اقترَبَ الضِّيقُ ولا نَصيرٌ لي، فلا تَتباعَدْ عنِّي. ١٣أشدَّاءُ كثيرونَ يُطَوِّقُونَني، كثيرانِ باشانَ‌ يُحيطونَ بـي. ١٤ فاغِرينَ أفواهَهُم عليَّ كأسدٍ مُفترِسٍ مُزَمْجِرٍ. ١٥كالماءِ سالَت قِوايَ وتَفَكَّكَت جميعُ عِظامي. صارَ قلبـي مِثلَ الشَّمعِ يذوبُ في داخِل صَدْري، ١٦ يـبِسَت كالخزَفِ قُوَّتي‌، ولِساني لصِقَ بِـحَلْقي، وإلى تُرابِ الموتِ أنزَلْتَني. ١٧ الكلابُ يُحيطونَ بـي. زُمرةٌ مِنَ الأشرارِ يُحاصِرونَني. أوثَقُوا يَدَيَّ ورِجلَيَّ‌، ١٨ ومِنَ الهُزالِ أعُدُّ عِظامي، وهُم يَنظُرونَ ويَتَفَرَّسونَ فيَّ. ١٩ يقتَسِمونَ ثيابـي بَينَهُم وعلى لِباسي يقتَرِعونَ‌. ٢٠ وأنتَ يا ربُّ لا تـتَباعدْ. يا إلهي أسرِعْ إلى نَجدَتي. ٢١ أنقِذْني مِنَ السَّيفِ يا ربُّ، ومِنْ أيدي هؤلاءِ الكِلابِ. ٢٢ خَلِّصْني مِنْ أفواهِ الأسودِ، ومِنْ قُرونِ بقَرِ الوَحشِ أعِنِّي. ٢٣ سأُخبِرُ باسمِكَ إخوتي، وبَينَ الجماعةِ أهلِّلُ لكَ‌. ٢٤ هلِّلوا للرّبِّ يا خائِفِـيهِ. مَجِّدُوهُ يا ذُرِّيَّةَ يَعقوبَ! إستجيروا بهِ يا ذُرِّيَّةَ إِسرائيلَ، ٢٥ لأنَّهُ لا ينبُذُ المَساكينَ. ولا يستَهينُ أبدا بِــعَنائِهِم. لا يحجِبُ وجهَهُ عَنهُم، ويَسمَعُ إِنْ صرخوا إليهِ. ٢٦ أُهَلِّلُ لكَ في المَجامعِ يا ربُّ وأُوفي بِنُذوري أمامَ أتقِـيائِكَ. ٢٧ سيَأكُلُ المَساكينُ‌ ويشبَعونَ ويُهَلِّلُ لِلرّبِّ طالِبوهُ. فتحيا قلوبُهُم إلى الأبدِ. ٢٨ جميعُ الأُمَمِ تـتذكَّرُ الرّبَّ وترجِـعُ إليه مِنْ أقاصي الأرضِ. أمامَ وجهِهِ تسجُدُ جميعُ الشُّعوبِ، ٢٩لأنَّ المُلْكَ للرّبِّ سيِّدِ الأمَمِ. ٣٠ أغنياءُ الأرضِ‌ يسجُدونَ لَه، وأمامَهُ يرتَمي العائِدونَ إلى التُّرابِ، أمَّا أنا فلَهُ وحدَهُ أَحيا. ٣١ ذُرِّيَّتي أيضا ستَعبُد الرّبَّ، والأجيالُ الآتيةُ ستُخبِرُ عَنهُ ٣٢ وتُحَدِّثُ الشَّعبَ الّذي سيُولَدُ بِما تمَّ على يدِهِ مِنْ خلاصٍ

مزمور ٢٣

الرب راعي

١ مزمورٌ لِداوُدَ: الرّبُّ راعيَّ فلا يُعوِزُني شيءٌ. ٢ في مَراعٍ خُضُرٍ يُريحُني، ومياها هادِئةً يُورِدُني. ٣يُنعِشُ نفْسي، يَهدِيني سُبُلَ الحَقِّ مِنْ أجلِ ا‏سمِهِ. ٤ لو سِرتُ في وادي ظِلِّ الموتِ‌ لا أخافُ شَرًّا، لأنَّكَ أنتَ معي. عَصاكَ وعُكازُكَ هُما يُعَزِّيانِني. ٥ تُهَيِّـئُ قُدَّامي مائِدةً تُجاهَ خُصومي، وتدهَنُ بالطِّيـبِ رأسي‌، وكأسي رَويَّةٌ. ٦الخَيرُ والرَّحمةُ يَتبعانِني كُلَّ أيّامِ حياتي، وأسكنُ‌ في بَيتِ الرّبِّ إلى مدَى الأيّامِ

مزمور ٢٤

دخول الرب إلى هيكله

١ مزمورٌ لِداوُدَ: للرّبِّ الأرضُ وما علَيها، الدُّنيا والمُقيمون بِها‌. ٢ على البِـحارِ أسَّسَها، وعلى المياهِ ثَبَّتَ أركانَها. ٣ مَنْ يصعَدُ إلى جبَلِ الرّبِّ‌ ويَقِفُ في مُقامِهِ المُقدَّسِ؟ ٤ هوَ النَّقيُّ اليدينِ الطَّاهرُ القلبِ‌، الّذي لا يَميلُ إلى السُّوءِ‌، ولا يَحلِفُ يَمينا كاذِبةً. ٥ ينالُ بَركةً مِنْ عِندِ الرّبِّ، وعدلا مِنَ اللهِ مُخلِّصِهِ. ٦ هكذا يكونُ مَنْ يطلبُ الرّبَّ، مَنْ يَلتَمِسُ وجهَكَ يا إلهَ يَعقوبَ‌. ٧ إرفعي رُؤُوسَكِ أيَّتها الأبوابُ، وا‏رتَفِعي أيَّتها المَداخِلُ الأبديَّةُ. فيَدخُلَ مَلِكُ المَجدِ. ٨ مَنْ هذا مَلِكُ المَجدِ؟ هوَ الرّبُّ العزيزُ الجَبَّارُ الرّبُّ الجَبَّارُ في القِتالِ. ٩ إرفعي رؤوسَكِ أيَّتها الأبوابُ وا‏رتَفِعي أيَّتها المَداخِلُ الأَبديَّةُ. فيَدخُلَ مَلِكُ المَجدِ. ١٠ مَنْ هذا مَلِكُ المَجدِ؟ الرّبُّ القديرُ هوَ مَلِكُ المَجدِ

مزمور ٢٥

الرب يحمي المضطهد ويعلّمه

١ لِداوُدَ: إليكَ يا ربُّ إلهي أبتَهِلُ‌. ٢ علَيكَ تَوَكَّلتُ فلا أخزَى ولا يَشمَتُ بـي أعدائي. ٣ كُلُّ مَنْ يَرجوكَ لا يَخزَى، بل يَخزَى الغادرون باطلا. ٤ ياربُّ عَرِّفْني طُرُقَكَ، وسُبُلَكَ عَلِّمْني. ٥ بِحَقِّكَ إهدِني وَعَلِّمْني، أنتَ اللهُ مُخَلِّصي، وإيَّاكَ أرجو نهارا وليلا. ٦ أُذكُرْ رَأْفَتَكَ وَمَرَاحِمَكَ، فهيَ يا ربُّ مُنذُ الأزَلِ. ٧ لا تَذكُرْ مَعاصيَّ وخطايا صِباي، بل بِرَحمَتِكَ ا‏ذْكُرْني، لأنَّكَ يا ربُّ صالِحٌ. ٨ الرٍبُّ صالِحٌ ومُستَقيمٌ ويُرشِدُ الخاطِئينَ في الطَّريقِ. ٩ يَهدي الودعَاءَ بِأحكامِهِ، ويُعلِّمُ المسَاكينَ طُرُقَهُ. ١٠ سُبُلُ الرّبِّ رَحمةٌ وحَقٌّ لِمنْ يَحفَظُ عَهدَه وفَرائِضَهُ. ١١ مِنْ أجلِ ا‏سمِكَ يا ربُّ ا‏غْفِر ذُنوبـي الكثيرةَ. مَنْ خافَ الرّبَّ أراهُ أيَّ طريقٍ يَختارُ، ١٣ فتَنعَمُ نفْسُهُ بالخَيرِ، ونَسلُهُ يرِثُ الأرضَ‌. ١٤ الرّبُّ يُرشِدُ أتقياءَهُ، ولهُم يُعلِنُ عهدَهُ. ١٥ عينايَ إلى الرّبِّ كُلَّ حينٍ، فهوَ يُخرِجُ مِنَ الشّرَكِ رِجلَيَّ. ١٦ تَحنَّنْ يا ربُّ وا‏لتَفِت إليَّ لأنِّي وحيدٌ ومِسكينٌ. ١٧ فَرِّجِ الضِّيقَ عَنْ قلبـي‌، ومِنْ سُوءِ الحالِ أخرِجْني. ١٨أُنظُرْ إلى عنائي وتَعبـي، وا‏غْفِرْ جميعَ خطايايَ. ١٩ ها أعدائي كثُروا، وبِـحماسةٍ يُبغِضونَني. ٢٠ نَجِّني وا‏حْفَظْ حياتي. بِكَ ا‏حْتَمَيتُ فلن أخزَى. ٢١ تشفَعُ لي نَزاهَتي وا‏ستِقامَتي، وأنتَ يا ربُّ رجائي. ٢٢ إفتَدِ بَني إِسرائيلَ يا اللهُ مِنْ جميعِ ضِيقاتِهِم

مزمور ٢٦

الرب عون الأبرياء

١ لداوُدَ: أنصِفني يا ربُّ لِنَزاهَةِ سُلوكي. علَيكَ توَكَّلتُ فلا أتَزَعزَعُ. ٢ إمتَحِنِّي يا ربُّ وجَرِّبْني، وا‏ختَبِرْ أعماقَ قلبـي‌. ٣ رحمَتُكَ أمامَ عينَيَّ، وفي حقِّكَ سَلكْتُ. ٤ لا أُجالِسُ المُنافِقينَ، ومعَ الماكِرينَ لا أدخُلُ. ٥ أُبغِضُ أهلَ السُّوءِ، ولا أجالِسُ الأشرارَ. ٦ أغسِلُ يَدَيَّ فأطهرُ وأطوفُ يا ربُّ بِمذبَحِكَ. ٧ لأرفَعَ صوتَ الحَمدِ وأُحَدِّثَ بِـجميعِ عَجائِبِكَ. ٨ أُحِبُّ بَيتا تحِلُّ فيهِ ومُقاما يسكُنُ فيهِ َ جدُكَ. ٩ لا تَجمَعْني معَ الخاطِئينَ. ولا معَ سَفَّاكي الدِّماءِ ١٠ والّذينَ أعمالُهُم مذمومةٌ ويَمينهُمُ ا‏متلأَت رَشْوةً. ١١ وأنا في النَّزاهةِ أسلُكُ، فا‏فتَدِني وتَحَنَّنْ عليَّ ١٢ لِتَقِفَ قدَمايَ على أرضٍ آمِنةٍ، وفي المَجامعِ أُبارِكُ الرّبَّ

مزمور ٢٧

الرب نور وخلاص لشعبه

١ لِداوُدَ: الرّبُّ نوري وخلاصي فمِمَّنْ أخافُ؟ الرّبُّ حِصنُ حياتي فمِمَّنْ أرتعبُ؟ ٢ إذا هاجَمني أهلُ السُّوءِ، أعدائي والّذينَ يُضايقونَني، ليأكلوا لحمي كالوحوشِ‌، يَعثرونَ ويَسقطونَ جميعا. ٣ وإذا ا‏صطفَّ عليَّ جيشٌ، فلا يخافُ قلبـي. وإنْ قامَت عليَّ حربٌ، فأنا أبقى مُطمئِنًّا. ٤ لي طِلْبةٌ مِنَ الرّبِّ، ولا ألتمِسُ سِواها: أنْ أُقيمَ في بَيتِ الرّبِّ جميعَ أيّامِ حياتي، حتى أُعاينَ نعيمَ الرّبِّ‌ وأتأمَّلَ في هَيكلِهِ . ٥ هُناكَ يُظلِّلُني يومَ السُّوءِ ويَسترُني بِستْرِ مَسكِنِه‌ وعلى صخرةٍ يرفعُني. ٦ والآنَ يرتفعُ رأسي فَوقَ أعدائي حَولي، وأذبحُ في هَيكلِ الرّبِّ ذبائحَ هُتافٍ لَه، وأُنشِدُ وأُرتِّلُ لاسمِهِ. ٧ إسمعْ يا ربُّ صوتَ دُعائي وتَحَنَّنْ وا‏سْتَجِبْ لي. ٨ قُلتَ‌: «إلتَمِسوا وجهي». فَقُلتُ: «وجهَكَ يا ربُّ ألتمِسُ». ٩ لا تحجُبْ وجهَكَ عنِّي ولا تَصُدَّ بِــغَضبٍ عبدَكَ. كُنتَ نصيري فلا تنبُذْني، ولا تـترُكْني يا اللهُ مُخَلِّصي. ١٠ إنْ تَركَني أبـي وأمِّي، فأنتَ يا ربُّ تَقبَلُني. ١١ أرِني يا ربُّ طريقَ النَّجاةِ مِنْ هؤلاءِ الثَّائرينَ عليَّ ويَسِّرْ لي سَبـيلي. ١٢ لا تُسَلِّمْني إلى خُصومي، إلى أعداءٍ يُقاوِمُونَني باطلا، وصُدُورُهم تنفُثُ الظُّلْمَ. ١٣ أنا مُؤْمِنٌ بأنْ أرى جُودَ الرّبِّ في أرضِ الأحياءِ. ١٤ لِـيَكُنْ رجاؤُكَ بِالرّبِّ، تَشدَّدْ وليَتَشجَّعْ قلبُكَ، وليكُنْ رجاؤُكَ بالرّبِّ‌

مزمور ٢٨

صلاة إنسان قريب من الموت

١ لِداوُدَ: إليكَ يا ربُّ أصرُخُ. يا خالِقي لا تسكُتْ عنِّي. إنْ أنتَ تحاشَيتَني أصيرُ كالهابِطينَ في القبرِ. ٢ إستَمِعْ الى تَضرُّعي، حينَ أستَغيثُ رافِعا يَدَيَّ‌ إلى مِحْرابِكَ المُقدَّسِ. ٣ لا تجمَعْني معَ الأشرارِ، معَ الّذينَ يفعَلونَ الإثْمَ. يُكَلِّمونَ أصحابَهُم بالسَّلامِ، وفي قُلوبِهم يكمُنُ الشَّرُّ. ٤ جازِهِم شَرًّا على أفعالِهِم، على ما يعمَلونَ مِنَ السَّيِّئاتِ‌. جازِهِم على ما صَنعَت أيدِيهِم، وعامِلْهُم بِما يستَحِقُّونَ. ٥ هُم لا يفهَمونَ أعمالَكَ يا ربُّ ولا ما أبدَعَت يداكَ. لذلِكَ تَهرِسُهُم هَرْسا يا ربُّ ولا تُقيمُ لهُم قائِمةً. ٦ تباركَ الرّبُّ لأنَّه يستَمِعُ الى صوتِ تَضَرُّعي. ٧ الرّبُّ عِزَّتي وتُرسي، وعلَيهِ تَوكَّلَ قلبـي. نَصَرَنِـي فا‏بْتَهَجَ قلبـي، وبِنَشيدي أحمَدُهُ. ٨ الرّبُّ عِزَّةٌ لِشعبِهِ‌ وحِصْنُ خلاصٍ للمَلِكِ الّذي مَسَحَهُ‌. ٩ خَلِّصْ شعبَكَ. بارِكْ ميراثَكَ، وا‏رْعَهُم وا‏رفَعْهُم إلى الأبدِ

مزمور ٢٩

صوت الرب كالرعد

١ مزمورٌ لِداوُدَ‌: قَدِّموا للرّبِّ يا أبناءَ اللهِ‌، قَدِّموا للرّبِّ مَجدا وعِزَّةً، ٢ قَدِّموا للرّبِّ مَجدا لاسمِهِ. اسجُدُوا للرّبِّ في بَهاءِ قُدْسِهِ‌. ٣ صوتُ الرّبِّ على المياهِ. إلهُ المَجدِ أرعَدَ. الرّبُّ على المياهِ الكثيرةِ. ٤ صوتُ الرّبِّ عظيمُ القُوَّةِ. صوتُ الرّبِّ بهاءٌ كُلُّهُ. ٥ صوتُ الرّبِّ يُكَسِّرُ الأرْزَ، يُكَسِّرُ الرّبُّ أرْزَ لبنانَ. ٦ يجعلُ لبنانَ يقفِزُ كالعِجْلِ، وحَرَمونَ‌ كولدِ الثَّورِ الوحشيِّ. ٧ صوتُ الرّبِّ يقدَحُ لهيـبَ نارٍ‌. ٨ صوتُ الرّبِّ يُزلزِلُ البرِّيَّةَ، يُزلزِلُ الرّبُّ برِّيَّةَ قادِشَ‌. ٩ صوتُ الرّبِّ يَهزُّ الأشجارَ، يُعَرِّي الرّبُّ أشجارَ الغابِ‌. كُلُّ مَنْ في هَيكلِهِ يهتِفُ: «المَجدُ لكَ يا اللهُ». ١٠ الرّبُّ يجلِسُ على الطُّوفانِ‌، يجلِسُ مَلِكا إلى الأبدِ. ١١ الرّبُّ يمنَحُ شعبَهُ العِزَّةَ. الرّبُّ يـبارِكُ شعبَهُ بالسَّلامِ

مزمور ٣٠

يارب أعدت إلي الحياة

١ مزمورٌ لداوُدَ. نشيدٌ لِتَدشينِ البَيتِ‌: ٢ أُعظِّمُكَ يا ربُّ لأنَّكَ نَشَلْتَني وحَرَمْتَ أعدائي الشَّماتةَ بـي. ٣ إستَغَثـتُ بِكَ فشَفَيتَني أيُّها الرّبُّ إلهي. ٤ أصعَدتَني مِنْ أعماقِ عالَمِ الأمواتِ وأحيَيتَني مِنْ بَينِ الهابِطينَ في القبرِ‌. ٥ رَتِّلوا للرّبِّ يا أتقياءَهُ وا‏حْمَدُوا ذِكرَهُ المُقَدَّسَ. ٦ غضَبُ الرّبِّ لَحظةٌ، ورِضاهُ طُولَ الحياةِ. إذا أبكاني في المساءِ، فمعَ الصَّباحِ أُرنِّمُ فرَحا. ٧ يا ربُّ أقولُ في طُمَأْنِـينَتي: «لا أتَزَعزَعُ إلى الأبدِ». ٨ بِرضاكَ وقَفْتُ مَنيعا كالجبَلِ‌، وحينَ حَجَبْتَ وجهَكَ ا‏رْتَعبْتُ. ٩ إليكَ يا ربُّ أصرُخُ، وإليكَ يا إلهي أتضَرَّعُ. ١٠ أيُّ نَفعٍ لكَ مِنْ موتي‌، مِن هُبوطي إلى الهاويةِ؟ فهَلِ التُّرابُ يُسبِّحُ بِـحمْدِكَ ويُحدِّثُ فيُخبِرَ بِـحَقِّكَ؟ ١١ فا‏سْتَمِع يا ربُّ وتَحنَّنْ، وكُن يا ربُّ نصيري. ١٢ حَوِّلْ نُواحي إلى رَقْصٍ، ومُسوحي‌ إلى ثيابِ الفرَحِ، ١٣ لأرتِّلَ لَكَ ولا أسكت. أيُّها الرّبُّ إلهي، إلى الأبدِ أحمَدُكَ

مزمور ٣١

الرب ملجأ

١ لِكبـيرِ المُغَنِّينَ. مزمورٌ لِداوُدَ: ٢ بكَ يا ربُّ ا‏حْتَمَيتُ، فلنْ أَخزى إلى الأبدِ، بعَدلِكَ نَجِّني. ٣ أمِلْ إليَّ أُذُنَكَ، وأنقِذْني يا ربُّ سريعا. كُنْ صخرةَ ملجأٍ لي، وحِصْنا حصينا لِخلاصي. ٤ أنتَ قلعتي وحِصْني، ا‏هدِني لأجلِ ا‏سمِكَ وأرشِدْني‌. ٥ أخرِجْني مِنْ فَخٍّ طَمَرُوهُ لي، لأنَّكَ أنتَ مَلجأي. ٦ في يدَيكَ أستَودِعُ روحي‌، فا‏فْدِني يا ربُّ، يا إلهَ الحَقِّ. ٧ أبغُضُ المُتَمَسِّكينَ بالأباطيلِ‌، وعلَيكَ يا ربُّ أتوَكَّلُ. ٨ أبتهِـجُ وأفرَحُ بِرحمتِكَ، يا مَنْ نظرْتَ إلى عَنائي وعرَفتَ ما أضيَقَ حالي. ٩ فما أوقَعْتني في يدِ العَدُوِّ، بل في الأمانِ ثَبَّتَ قدَميَّ. ١٠ تَحَنَّنْ يا ربُّ فأنا في ضيقٍ. ضَعُفَت عيناي مِنَ الكَدَرِ، وروحي وجسَدي كُلُّهُ. ١١ تَفنَى حياتي بالحَسْرةِ، وأعوامي كُلُّها بالنُّواحِ. في عَنائي خارت قِوايَ وكادَت تَبلى عِظامي. ١٢ صِرتُ عارا عِندَ خُصومي. بل حتّى عِندَ جيراني، وشيئا مُرْعبا لِمَنْ يَعرِفُني. مَنْ يَراني في الشَّارعِ يهرُبُ مِنِّي. ١٣ نسيَتْني القلوبُ كمَيتٍ، وصِرتُ كإناءٍ مَنبوذٍ، ١٤ أسمَعُ المَذَمَّةَ مِنْ كثيرينَ، والهَولُ أحاطَ بـي‌. تآمروا عليَّ جميعا وعَزَموا على الفَتْكِ بـي. ١٥ علَيكَ يا ربُّ توَكَّلْتُ. أقولُ: «إلهي أنتَ». ١٦ في يدِكَ أيّامي فَنَجِّني مِنْ أعدائي والّذينَ يَضطَهِدونَني. ١٧ أنِرْ بوجهِكَ على عبدِكَ، وخَلِّصْ حياتي بِرحمَتِكَ. ١٨ دعَوتُكَ يا ربُّ فلن أخزَى، بل يخزَى الأشرارُ ويسكُتونَ كجميعِ الهابِطينَ إلى عالَمِ الأمواتِ. ١٩ أخرِسْ شِفاهَ الكَذِبِ، النَّاطقةَ على الصِّديقِ بِكبرياءٍ. ٢٠ ما أعظَمَ جُودَكَ يا ربُّ، تحفظُهُ لِمَنْ يخافونَكَ، وتمنَحُهُ لِمَنْ يحتَمونَ بِكَ بِمَشهَدٍ مِنْ جميعِ البشَرِ. ٢١ تَستُرُهمُ بِسِتْرِ وجهِكَ مِنْ مَكايِدِ‌ الآخرينَ، وتصونُهُم يا ربُّ بِظِلالِكَ مِنِ اتّهامِ الألسنةِ. ٢٢ تَبارَكَ الرّبُّ لأنَّهُ جعلَني برحمَتِهِ العجيـبةِ كمدينةٍ مُحَصَّنةٍ‌. ٢٣كُنتُ أقولُ في ا‏بْتِعادي عَنكَ: «إنقطعتُ مِنْ أمامِ عينَيكَ». لَكِنَّكَ سَمِعْتَ صوتَ تضَرُّعي عِندَما صَرخْتُ إليكَ. ٢٤ أحِبُّوا الرّبَّ يا جميعَ أتقيائِهِ لأنَّ الرّبَّ يَنصرُ الأُمَناءَ لَه ويَخذِلُ المُتكبِّرِين علَيهِ. ٢٥ تَشَجَّعُوا وقوُّوا قُلوبَكُم، يا جميعَ الّذينَ يرجونَ الرّبَّ

مزمور ٣٢

إله العهد يغفر

١ قصيدةٌ لِداوُدَ: هَنيئا لِمَنْ نُسِيَتْ مَعصيتُهُ وسُتِرَت لَه خطيئتُهُ. ٢ ولِمَنْ لا يُحاسِبُهُ الرّبُّ على ما ا‏رْتكبَهُ مِنْ إثْمٍ، ولِمَنْ لا يكونُ في قلبِهِ غِشٌّ‌. ٣ حينَ سكتُّ بَلِـيت عِظامي‌ مِنَ الأنينِ نهارا وليلا. ٤ نهارا وليلا ثَقُلَت يَدُكَ عليَّ، ونَضارتي جَفَّت كما مِنْ حرِّ الصَّيفِ ٥ لِذلِكَ ا‏عترفْتُ لكَ بِـخطيئَتي، وما كتَمْتُ إثْمي عَنكَ. قُلتُ: «أعترِفُ للرّبِّ بِمَعاصيَّ، فينسَى إثْمي وخَطيئَتي». ٦ يُصلِّي إليكَ الأتقياءُ وقتَ الشِّدَّةِ‌، فلا يَبلغُ إليهِم غَمْرُ المياهِ الغزيرةِ. ٧ تستُرُني وتنصُرُني في الضِّيقِ، وبِـحبلِ النَّجاةِ تنشُلُني‌. ٨ تقولُ: «أُعَلِّمُكَ وأُريكَ الطَّريقَ، وأُرشِدُكَ وعيني علَيكَ، ٩ فلا تكُونُ كالفرَسِ والبَغْلِ بِلا فَهمٍ، تكبحُهُ بِلجامٍ ورَسَنٍ فلا يقتَرِبُ‌». ١٠ أحزانُ الشِّرِّيرِ كثيرةٌ، والمُتَّكِلُ على الرّبِّ تشمُلُهُ الرَّحمةُ. ١١ إفرَحوا بالرّبِّ وا‏بتَهِجُوا أيُّها الصِّدِّيقونَ، ورَنِّموا يا جميعَ مُستقيمِـي القلوبِ

مزمور ٣٣

الرب سيد الكون والتاريخ

١ رَنِّموا للرّبِّ أيُّها الصِّدِّيقونَ، فالتَّهليلُ يَليقُ بأهلِ الاستِقامةِ. ٢ إحمَدوا الرّبَّ بالكنَّارَةِ‌، وبعودٍ مِنْ عشَرَةِ أوتارٍ‌ رَتِّلُوا لهُ. ٣ أنشِدُوا لَه نشيدا جديدا، وأحسِنوا التَّنغيمَ‌ معَ الهُتافِ. ٤ كلامُ الرّبِّ مُستَقيمٌ وكُلُّ أفعالِهِ حَقٌّ ٥ يُحبُّ العَدلَ والإنصافَ، ومِنْ رحمَتِهِ تَمتَلئُ الأرضُ، ٦ بِكلِمَتِهِ صُنِعَتِ السَّماواتُ، وبِنَسْمةٍ مِنْ فمِهِ كُلُّ أفلاكِها. ٧ يُكَوِّمُ مياهَ البحرِ كالتَّلِّ، ويجعَلُ الأعماقَ مُستَودَعا لِلغَمْرِ‌. ٨ خافي الرّبَّ يا كُلَّ الأرضِ. إِستَجيروا بهِ يا كُلَّ أهلِ الدُّنيا، ٩ لأنه قالَ فكانَ‌ كُلُّ شيءٍ، وأوصى فَثَبَّتَ كُلَّ كائِنٍ. ١٠ الرّبُّ يُبْطِلُ مَشورةَ الأمَمِ ويقاوِمُ ما تَنويهِ الشُّعوبُ. ١١مَشورتُهُ تَثبُتُ إلى الأبدِ، ونِـيَّاتُ قلبِهِ إلى جيلٍ بَعدَ جيلٍ. ١٢ هَنيئا لأمَّةٍ إلهُها الرّبُّ، لشعبٍ اختارَهُ ميراثا لهُ. ١٣ الرّبُّ ينظُرُ مِنَ السَّماءِ فيرى جميعَ بَني البَشَرِ. ١٤ يُراقِبُ مِنْ موضعِ سُكْنَاهُ، جميعَ المُقيمِـينَ في الأرضِ. ١٥يتَصَوَّرُ ما في قلوبِهِم ويَتَبَيَّنُ أعمالَهُم كُلَّها. ١٦ المَلِكُ لا يَخلُصُ بِكثرةِ جيشِهِ، ولا يُنقِذُ الجَبَّارَ عظيمُ قُوَّتِهِ. ١٧الخَيلُ‌ لا تقودُ إلى الخلاصِ، وبِشدَّةِ عَزيمَتِها لا تُنَجِّي. ١٨عينُ الرّبِّ على خائِفيهِ، على الّذينَ يَرجونَ رحمَتَهُ، ١٩لِـيُنقِذَ نُفوسَهُم مِنَ الموتِ، ويُبقيَ على حياتِهِم في الجوعِ. ٢٠ نُفوسُنا تنتَظِرُ الرّبَّ، فهوَ نصيرٌ وتُرْسٌ لنا. ٢١ بِهِ تفرَحُ قلوبُنا، وعلى ا‏سْمِهِ القُدُّوسِ توَكَّلْنا. ٢٢ فلتَكُنْ يا ربُّ رحمَتُكَ علَينا على قَدْرِ ما رجَوناكَ

مزمور ٣٤

الرب نجاني من مخاوفي

١ لداوُدَ. عِندَما تظاهرَ بِالجُنونِ أمامَ أبـيمالِكِ فَطرَدَهُ‌: ٢ أُبارِكُ‌ الرّبَّ في كُلِّ حينٍ، وعلى الدَّوامِ يُهلِّلُ لَه فَمي. ٣تُهلِّلُ نفْسي للرّبِّ، فيَسمعُ المَساكينُ ويَفرحونَ. ٤ عَظِّمُوا الرّبَّ مَعي، ولْنَرْفَعِ ا‏سمَهُ وحدَهُ. ٥ طَلَبْتُ الرّبَّ فاستجابَ لي، ومِنْ كُلِّ مخاوفي نَجَّاني. ٦ أُنظُروا إليهِ وا‏سْتَنيروا‌ ولا يَعْلُ وجوهَكُم‌ خَجَلٌ. ٧ المِسكينُ يدعو فيَسمَعُ الرّبُّ ويُخَلِّصُهُ مِنْ جميعِ ضيقاتِهِ. ٨ ملاكُ الرّبِّ‌ حَولَ أتقيائِهِ، يَحنو عليهِم ويُخَلِّصُهُم. ٩ ذوقُوا تَرَوا ما أطيـبَ الرّبَّ‌. هَنيئا لِمنْ يَحتَمي بهِ. ١٠ خافوا الرّبَّ يا قِدِّيسيهِ، فخائِفوهُ لا يُعْوِزُهُم شيءٌ. ١١ الكافِرونَ‌ يَحتاجونَ ويَجوعونَ، ومنْ يَطلبُ الرّبَّ لا يُعْوِزُهُ خَيرٌ. ١٢ تَعالَوا أَيُّها البَنونَ وا‏سْتَمِعُوا لي، فأُعَلِّمَكُم مخافَةَ الرّبِّ. ١٣ يا مَنْ يَحرُصُ على الحياةِ ويُحِبُّ كثرةَ الأيّامِ لِـيرَى خَيرا. ١٤ صُنْ لِسانَكَ عَنِ الشَّرِّ، وشَفَتَيكَ عَنِ النُّطْقِ بالغِشِّ. ١٥ تجَنَّبِ الشَّرَّ وا‏عْمَلِ الخَيرَ، والتَمِسِ السَّلامَ وا‏سْعَ وراءَهُ. ١٦ عينا الرّبِّ على الصِّدِّيقينَ، وأُذُناهُ تسمعانِ نِداءَهُم. ١٧ الرّبُّ يُواجِهُ مَنْ يفعلُ الشَّرَّ لِـيَقطَعَ مِنَ الأرضِ ذِكْرَهُم‌. ١٨ يصرُخُ الصِّدِّيقونَ فيَسمَعُ الرّبُّ ويُنقِذُهُم مِنْ جميعِ ضيقاتِهم. ١٩ الرّبُّ قريـبٌ مِنْ مُنكَسري القلوبِ، ويُخَلِّصُ المُنسَحِقينَ في الرُّوحِ. ٢٠ الإساءاتُ إلى الصِّدِّيقينَ كثيرةٌ، ومِنْ جميعِها يُنقِذُهُمُ الرّبُّ. ٢١ يحفَظُ عِظامَهُم كُلَّها. فلا يَنكسِرُ مِنها واحدٌ‌. ٢٢ مَساوِئُ الشِّرِّيرِ تُميتُهُ، ومَنْ يُبغِضُ الصِّدِّيقينَ يُعاقَبُ. ٢٣ الرّبُّ يفتَدي نُفوسَ عابِديهِ، ولا يُعاقِبُ مَنْ يحتَمي بهِ

مزمور ٣٥

الرب يدافع عن الأبرياء

١ لِداوُدَ: خاصِمْ يا ربُّ مَنْ يُخاصِمُني، وقاتِلِ الّذينَ يُقاتِلونَني. ٢ أمسِكْ تُرْسا ودِرْعا وقُمْ إلى نجدَتي‌! ٣ بِرُمحِكَ صُدَّ مَنْ يُطارِدُني، وقُلْ لي: «أنا خلاصُكَ!» ٤ الخِزيُ والهَوانُ لِمَنْ يَطلُبُ حياتي، والهَزيمةُ والخَجَلُ لِمَنْ ينوي لي شَرًّا. ٥ وليكُونوا كالتِّبْنِ‌ في وجهِ الرِّيحِ، حينَ يَدحَرُهُم ملاكُ الرّبِّ. ٦ وليكُنْ طريقُهُم مُظلِما زَلِقا، حينَ يطرُدُهُم ملاكُ الرّبِّ. ٧ بلا سبَبٍ أخفَوا لي شرَكا، وبلا سبَبٍ حَفَروا حُفرَةً لي. ٨ يأتيهِمِ الشَّرُّ‌ وهُم لا يعرِفونَ، ويَصطادُهُمُ الشَّرَكُ الّذي أخفَوهُ. وفي الحُفرَةِ‌ نَفسِها يَسقُطونَ. ٩ أمَّا أنا فأبتَهِـجُ بالرّبِّ وأنشَرِحُ لأنَّه خَلَّصَني. ١٠عِظامي جميعُها تقولُ: مَنْ مِثلُكَ أيُّها الرّبُّ يُنقِذُ المَساكينَ البائِسينَ مِنْ سالبِيهم الأقوى مِنهُم. ١١ يقومُ أعدَائي ويسألونَني بِـحَماسةٍ عَمَّا لا أعلَمُ. ١٢ يُجازونَني عنِ الخَيرِ شَرًّا، فمِنهُم يا ويحَ نفْسي‌. ١٣ وأنا عِندَما مَرِضوا كانَ لِباسي مِسْحا. وأنهكْتُ بالصَّومِ نفْسي، فكانَت صلاتي تَرجِـعُ إلى حُضني‌. ١٤ كصَديقٍ بل كأخٍ سَلكْتُ معَهُم، وكأُمٍّ في الحِدادِ وا‏نحَنَيتُ حُزنا. ١٥ زلَلْتُ فَشَمَتوا وتَجَمَّعوا عليَّ. تَجَمَّعوا شامِتينَ ولم يتركوني، وَنكأُوا جِراحي ولم يكُفُّوا. ١٦ في عُقوقِهِم هَزِئُوا بـي، وصَرُّوا أسنانَهُم عليَّ ١٧ يا ربُّ إلى متى تنظُرُ ولا تَسْتَرِدُّ مِنْ شُرُورهِم نفْسي، ومِنْ هؤُلاءِ الكافِرينَ‌ حياتي؟ ١٨ فَأحمَدُكَ في الجُموعِ الكبـيرةِ، وفي شعبٍ عظيمٍ أُهَلِّلُ لكَ. ١٩ يا ربُّ لا تَدَعْ أعدائي يَشمَتونَ بـي باطِلا ولا الّذينَ يُبغِضونَني بلا سبَبٍ‌ يَتغامَزونَ بالعينِ عليَّ. ٢٠ هُم لا يَتكَلَّمونَ بالسَّلامِ وينسِبونَ إلى وُدَعاءِ الأرضِ كلامَ المكْرِ. ٢١ فغَروا أفواهَهُم عليَّ وقالوا: «هَهْ! هَهْ! رأت عيونُنا ما حَلَّ بهِ». ٢٢رأيتَ يا ربُّ فلا تَسكُتْ. يا سيِّدُ لا تَبتَعِدْ عنِّي. ٢٣ أفِقْ وا‏سْتَيقِظْ يا إلهي وا‏حكُمْ لي يا ربُّ في دَعواي. ٢٤أنصِفْني بِــعَدلِكَ يا ربُّ، يا إلهي، فلا يشمَتوا بـي ٢٥ ويقولوا في قلوبِهِم: «نِلْنا مُنانا». أو يقولوا: «هذا ما تمنَّيناهُ». ٢٦ الخِزْيُ والخجَلُ للشَّامِتينَ بِنكبَتي. وليَلبَسِ العارَ والهَوانَ المُتكَبِّرونَ عليَّ! ٢٧ يُرَنِّمُ ويفرَحُ كُلُّ مَنْ يُريدُ حَقِّي، ويقُولُ كُلَّ حينٍ ما أعظمَ الرّبَّ، لأنَّهُ يُسَرُّ بِسلامةِ عبدِهِ. ٢٨ فيَلهَجُ لِساني بِــعَدلِكَ، ونهارا وليلا يُهَلِّلُ لكَ

مزمور ٣٦

في الرب ملء الحياة

١ لِكبـيرِ المُغَنِّينَ. لِعَبدِ الرّبِّ داوُدَ: ٢ في أعماقِ قلبِ الشِّرِّيرِ تَهمُسُ المَعصيةُ‌. «لا تَضَعْ مَخافةَ اللهِ أمامَ عينَيكَ». ٣ فيَحلو ذلكَ في نَظَرِهِ ويَجِدُ إثْمَهُ أهلا لِلمَديحِ. ٤ كلامُ فَمِه إثْمٌ وَغِشٌّ، ويُهمِلُ التَعقُّلَ والخَيرَ. ٥ يُهَيِّىءُ الإثْمَ على مَضجَعِهِ، ويَقِفُ في طريقٍ لا تَصلُحُ، ولا يرفُضُ أنْ يفعَلَ الشَّرَّ. ٦ يا ربُّ، إلى السَّماواتِ رحمَتُكَ، وإلى الغُيومِ أمانَتُكَ. ٧ عَدلُكَ مِثلُ الجِبالِ الشَّامِخةِ‌، وأحكامُكَ يا ربُّ غَمْرٌ عظيمٌ. وأنتَ تُخَلِّصُ البشَرَ والبَهائِمَ. ٨ ما أكرَمَ رحمَتَكَ يا اللهُ! في ظِلِّ جَناحَيكَ يحتَمي البشَرُ‌. ٩ مِنْ دَسَمِ بَيتِكَ يشبَعُونَ، ومِنْ نَهرِ نِعَمِكَ تَسقيهِم. ١٠ يُنبوعُ الحياةِ عِندَكَ، وبِنورِكَ نُعاينُ النُّورَ. ١١ أدِمْ لِعارِفيكَ رحمَتَكَ، وعَدلَكَ لِلمُستَقيمي القُلوبِ. ١٢ لا قارَبَتْني قدَمُ المُتكبِّرِ ولا باعَدَتْني عَنكَ يدُ الشِّرِّيرِ. ١٣ هُناكَ يسقُطُ كُلُّ مَنْ يفعَلُ الإثْمَ. يرتَمي، ولا قيامَ لهُ

مزمور ٣٧

مصير أهل السوء

١ لِداوُدَ: لا تَغَرْ مِنْ أهلِ السُّوءِ، ولا تَحسُدِ الّذينَ يَجورونَ. ٢ فَهُمْ ينقَطِعونَ سريعا كالحَشيشِ، ويذبُلونَ كالعُشْبِ الأخضَرِ. ٣ توَكَّلْ على الرّبِّ‌ وا‏عمَلِ الخَيرَ تسكُنِ الأرضَ ويَحفَظْكَ الأمانُ. ٤ تَوَكَّلْ على الرّبِّ فيُعطِيَكَ ما يطلُبُهُ قلبُكَ. ٥ سَلِّمْ إلى الرّبِّ أمرَكَ‌ وا‏تَّكِلْ علَيهِ وهوَ يُدبِّرُ. ٦ يُعلِنُ كالنُّورِ صِدْقَكَ، ومِثلَ الظَّهيرةِ بَراءَتَكَ. ٧إنتَظِرِ الرّبَّ وا‏صبِرْ لهُ. لا تَغَرْ مِنَ النَّاجِـحِ في طريقِهِ، مِنَ الّذي يُدَبِّرُ المكايِدَ. ٨ تَجَنَّبِ الغضَبَ وا‏بتَعِدْ عَنِ الغَيظِ، ولا تَحسُدْ مَنْ يفعَلُ الشَّرَّ‌. ٩ فالأشرارُ يقطَعُهُمُ الرّبُّ، والّذينَ يَرجونَهُ يرِثونَ الأرضَ. ١٠ ما أسرعَ ما يزولُ الشِّرِّيرُ. تـتَبَيَّنُ مكانَهُ فلا يكونُ. ١١ أمَّا الوُدعاءُ فيَرِثونَ الأرضَ‌، وينعَمُونَ في سلامٍ عميمٍ. ١٢ الشِّرِّيرُ يَذُمُّ الصِّدِّيقَ ويَصِرُّ أسنانَهُ علَيه. ١٣ لَكِنَّ الرّبَّ يضحَكُ على الشِّرِّيرِ ويرى أنَّ يومَهُ آتٍ‌. ١٤ الأشرارُ يستَلُّونَ سُيُوفَهُم لِـيَذبَحوا السَّالِكَ سَواءَ السَّبـيلِ‌. يُسَدِّدونَ سهِامَ قِسيِّهِم لِـيصرَعوا المِسكينَ والبائِسَ. ١٥ لَكنْ سُيوفُهُم ترتَدُّ إلى قُلوبِهِم وقِسيُّهُم لا بُدَّ أنْ تنكَسِرَ. ١٦ القليلُ الّذي يَملِكُهُ الصِّدِّيقونَ خَيرٌ مِنْ ثروةِ جميعِ الأشرارِ‌. ١٧ سواعِدُ الأشرارِ تنكَسِرُ، والصِّدِّيقونَ يسندُهُمُ الرّبُّ. ١٨ الرّبُّ يصونُ حياةَ الأبرارِ، وميراثُهُم يـبقى إلى الأبدِ. ١٩ لا يخزَونَ في زَمنِ السُّوءِ، وفي أيّامِ الجُوعِ يشبَعونَ. ٢٠ أمَّا الأشرارُ وأعداءُ الرّبِّ، فيَبـيدونَ كنَضْرَةِ المَراعي، ومِثلَ الدُّخانِ يضمَحِلُّونَ. ٢١ الشِّريرُ يستَقرِضُ ولا يَفي، أمَّا الصِّدِّيقُ فيَتَحَنَّنُ ويُعطي. ٢٢ المُبارَكونَ مِنَ الرّبِّ يرِثونَ الأرضَ‌، والمَلعونونَ مِنهُ ينَقَطِعونَ. ٢٣ الرّبُّ يُسَيِّرُ خُطواتِ الإنسانِ، ويُثَبِّتُهُ ويحفَظُهُ في الطَّريقِ. ٢٤ إذا سقَطَ فلا ينصَرِعُ، لأنَّ الرّبَّ يَسنُدُه بِيَدِهِ. ٢٥ كُنتُ صبـيًّا والآنَ شِخْتُ وما رأيتُ الصِّدِّيقَ يُهمَلُ ولا ذُرِّيَّةً لَه تلتَمِسُ خبزا. ٢٦ يتَحَنَّنُ طُولَ أيّامِهِ‌، ويُقرِضُ وذُرِّيَّتُهُ مُبارَكةٌ‌. ٢٧ تَجَنَّبِ الشَّرَّ وا‏عمَلِ الخَيرَ تَسكُنِ الأرضَ إلى الأبدِ. ٢٨ الرّبُّ يُحبُّ الإنصافَ ولا يتَخلَّى عَنْ أتقيائِهِ، بل إلى الأبدِ يحرُسُهُم. لكِنَّهُ يُعاقِبُ الآخرينَ ويقطَعُ ذُرِّيَّةَ الأشرارِ‌. ٢٩ أمَّا الصِّدِّيقونَ فيَرثونَ الأرضَ ويَسكُنونَها إلى الأبدِ. ٣٠ فَمُ الصِّدِّيقِ يلهَجُ بِالحِكمةِ، ولسانُهُ يَنطِقُ بالإنصافِ. ٣١ شريعةُ إلهِهِ في قلبِهِ، فلا يَزِلُّ في سَيرِهِ. ٣٢ الشِّرِّيرُ يُراقِبُ الصِّدِّيقَ ويُحاوِلُ جاهِدا أنْ يُميتَهُ، ٣٣لَكِنَّ الرّبَّ لا يترُكُهُ في يَدِهِ، ولا يُدانُ أمامَ القضاءِ. ٣٤ تَقَوَّ‌ بالرّبِّ وا‏حفَظْ طريقَهُ، فيَرفَعَ قَدْرَكَ لِتَرِثَ الأرضَ وتَرى الأشرارَ ينقَطِعونَ. ٣٥ رأيتُ الشِّرِّيرَ في طُغيانِهِ مُتعاليا مِثلَ أرْزِ لبنانَ‌. ٣٦ ثُمَّ عَبَرْتُ‌ فلم يكُنْ هُناكَ، وبحثـتُ عَنهُ فما وجَدتُهُ. ٣٧ لاحِظِ الأبرارَ وانظرِ المُستَقيمينَ‌، فلأِهْلِ السَّلامِ آخرةٌ تبقَى. ٣٨ أمَّا العُصاةُ فَيُدمَّرونَ جميعا، ونسلُ الأشرارِ ينقَطِـعُ. ٣٩ مِنَ الرّبِّ خلاصُ الصِّدِّيقينَ‌، وهوَ حِصنٌ لهُم في الضِّيقِ. ٤٠ ينصُرُهُمُ الرّبُّ ويُنَجِّيهِم، يُنَجِّيهِم مِنَ الأَشرارِ ويُخَلِّصُهُم، لأنَّهُم بهِ يَحتَمونَ

مزمور ٣٨

صلاة مريض يقرّ بذنبه

١ مزمورٌ لِداوُدَ. لِلتَذكيرِ‌: ٢ لا تَغضَبْ يا ربُّ في مُعاتَبَتي، ولا تَحتَدَّ إذا أدَّبْتَني‌. ٣ سِهامُكَ نَشبَت فيَّ، ويَدُكَ ثَقُلت عليَّ. ٤ جسَدي غيرُ مُعافىً، لأنَّكَ غَضِبتَ، وعِظامي غيرُ سليمةٍ لأنِّي خَطِئْتُ. ٥ آثامي عَبَرَت فَوقَ رأسي، كَحِمْلٍ أثقلَ مِمَّا أحتَمِلُ. ٦ جِراحي أنتَنَت وقَيَّحَت، يا ربُّ بِسبَبِ حماقَتي. ٧ ا‏نحَنَيتُ وا‏لتَوَيتُ كثيرا، وأمشي بالحِدادِ نهارا وليلا. ٨ خاصِرتايَ ا‏متَلأتا ا‏حتِراقا، وجسَدي لا عافيةَ فِـيهِ. ٩ خائِرٌ ومُنسَحِقٌ كثيرا، وأئِنُّ مِنْ زفيرِ قلبـي. ١٠ يا ربُّ، أمامَكَ كُلُّ رَغَباتي، ونُواحي لا أخفيهِ عَنكَ. ١١ قلبـي خافِقٌ وقوَّتي فارَقَتني، ونُورُ عيْنيَّ لم يَبْقَ معي. ١٢ أحِبَّائي وأصحابِـي تَنَحَّوا عَنْ نكبَتي، وأقارِبـي وقَفوا بعيدا عَنِّي. ١٣ طالِبُو حياتِـي نَصَبوا لي فخًّا، والسَّاعونَ إلى أذيَّتي يَتَحَدَّثُونَ بِسُقوطي، ويَلْهَجونَ بالمكايِدِ نهارا وليلا. ١٤ وأنا كأصمَّ لا يسمَعُ وكأخرَسَ لا يفتَحُ فَمَهُ. ١٥ كأنِّي إنسانٌ لا سَمْعَ له ولا في فَمِهِ عِتابٌ. ١٦ رجائي أنتَ يا ربُّ‌، فاستَجِبْ لي يا إلهي. ١٧لا تَدَعهُم يشمَتونَ بـي ويـبتَهِجونَ بأنْ مالَت قدَمايَ. ١٨ أنا قريـبٌ مِنَ السُّقوطِ، وكآبتي معي كُلَّ حينٍ. ١٩ آثامي أنا أُخبِرُ بِها، وخطيئتي هيَ ا‏لّتي تُقلِقُني. ٢٠ أعدائي بلا سبَبٍ عَظُموا، وكثُرَ المُبغِضونَ لي باطِلا. ٢١ يُجازونَني عَنِ الخَيرِ بالشَّرِّ، ويُقاومونَني لأنِّي أتبَعُ الخَيرَ. ٢٢ يا ربُّ لا تـترُكْني‌ وَحيدا. يا إلهي، لا تـتَباعدْ عَنِّي. ٢٣ أسرِعْ إلى نَجدَتي يا ربُّ، فَبِكَ أنتَ خلاصي

مزمور ٣٩

حياتنا عابرة

١ لِكبـيرِ المُغَنِّينَ. تلحينُ يدوثونَ‌. مزمورٌ لِداوُدَ: ٢ قُلتُ: أنتَبِهُ في سُلوكي لِئلاَّ يَخطَأَ لِساني‌، وأَضَعُ لِفَمِـي لِجاما ما دامَ الشِّرِّيرُ أمامي. ٣ تأَلَّمتُ جِدًّا وسَكَتُّ وتَحاشَيتُ الكَلامَ فزادت كآبَتي. ٤ توهَّجَ قلبـي في داخلي، وا‏تَّقَدَت في جسَدي نارٌ. ٥ عَرِّفْني يا ربُّ آخرتي، وكم تَطولُ أيّامي، فأعرِفَ كم أنا باقٍ‌. ٦ جَعَلْتَ أيّامي أشبارا، وبَقائي كلا شيءٍ أمامَكَ. فالإنسانُ يَتلاشى كالنَّسمَةِ، ٧ يروحُ ويجيءُ كالظِلِّ. باطِلا يَخزُنُ الثَّروةَ، فهوَ لا يعرِفُ مَنْ  َيَحُوزُها. ٨ والآنَ يا ربُّ ماذا أرجو وأنتَ رجائي كُلُّهُ. ٩ أنقِذْني مِنْ جميعِ معاصيَّ‌، ولا تَدَعِ الجُهَّالَ يُعيِّرونَني. ١٠ تألَّمْتُ ولم أفتحْ فَمي، لأنَّك أنتَ فَعلْتَ ما بـي‌. ١١ إرفَعْ ضَربَتَكَ عَنِّي، فَمِنْ جَورِ يَدِكَ فَنِـيتُ. ١٢ تُعاتِبُ على الإثمِ فتُؤدِّبُ الإنسانَ، وتُتلِفُ كالعِثِّ مُشتَهاهُ، وما الإنسانُ إلاَّ نَفخَةُ ريحٍ. ١٣ ا‏ستَمِعْ صلاتي يا ربُّ. وأمِلْ أذُنَكَ إلى صُراخي. لا تسكتْ عن دُموعي. أنا غريـبٌ عِندَك ونزيلٌ كجميعِ آبائي. ١٤ وسِّعْ لي فأنشرحَ، قَبلَ أنْ أَمضيَ ولا أكونَ

مزمور ٤٠

شكر واستغاثة

١ لِكبـيرِ المُغَنِّينَ. مزمورٌ لِداوُدَ: ٢ رَجَوتُ الرّبَّ كثيرا، فمالَ إليَّ وسَمِعَ صُراخي. ٣ أصعَدَني مِنْ جُبِّ الهَلاكِ، ومِنْ مُستنقَعِ الطِّينِ ا‏نْتَشلني. أقامَ على الصَّخرةِ قدَميَّ، وثَبَّتَ لي خُطواتي. ٤ لَقَّنَني نشيدا جديدا‌، نشيدَ تَهليلِ إلهِنا. يَرى الكثيرونَ هذا فيَخافونَ وعلى الرّبِّ يتَوَكَّلونَ. ٥ هَنيئا لِمَن يتَوكَّلُ على الرّبِّ، ولا يُداري الطُّغاةَ الكاذِبـينَ‌. ٦ ما أكثَرَ عجائبَكَ لنا، وتَدابـيرَك أيُّها الرّبُّ. يا مَنْ لا شَبـيهَ لهُ. كيفَ لي أنْ أُحَدِّثَ بها، فهيَ أعظَمُ مِنْ أنْ تُحصَى. ٧ بِذبـيحةٍ وتقدِمةٍ‌ لا تُسَرُّ، ومُحرَقةً وذبـيحةَ خطيئةٍ لا تَطلُبُ، لكِنْ أذُنانِ مفتوحتانِ وَهَبْتني‌، ٨فقلتُ: «ها أنا آتٍ». أما كُتِبَ عليَّ في طَيِّ الكتابِ‌ ٩ أنْ أعمَلَ ما يُرضيكَ يا إلهي؟ في هذا مَسَرَّتي يا ربُّ، ففي صَميمِ قلبـي شريعَتُكَ. ١٠ بَشَّرْتُ بِــعَدلِكَ في الجُموعِ الكبـيرةِ، وما أطبَقْتُ شَفَتيَّ، وأنتَ يا ربُّ تعرِفُ، ١١ ولا كتمتُ عَدلَكَ في قلبـي، بل بِأمانَتِكَ وخلاصِكَ تَحَدَّثْتُ. وما أخفَيتُ رَحمتَكَ وحَقَّكَ، يا ربُّ في الجُموعِ الكبـيرةِ. ١٢ لا تَمنَعْ يا ربُّ رَحمتَكَ عَنِّي، فرَحمتُكَ وأمانتُكَ دوما يَنصُرانِني. ١٣ أحاطَت بـي شُرورٌ لا تُحصَى، ولَحِقَت بـي آثامي فلا أُبصِرُ، فهيَ أكثرُ مِنْ شَعْرِ رأسي، وها قلبـي يا ربُّ تَركَني. ١٤ إقبَلْ يا ربُّ أنْ تُنَجِّيَني، وأنْ تأتيَ سريعا إلى نجدَتي. ١٥ الخِزْيُ والعارُ لِمَنْ يطلُبُ هَلاكي، والهَزيمةُ والهَوانُ لِمَن يُريدُ الشَّرَّ لي. ١٦ وَليَرتَدَّ على أعقابِهم خِزْيا القائِلونَ لي: «هَهْ! هَهْ!» ١٧ فيَنشَرِحَ صَدَرُ كُلِّ مَنْ يطلُبُكَ، ويفرحَ بكَ كُلُّ مَنْ يُحبُّ خلاصَكَ ويهتُفَ كُلَّ حينٍ «ما أعظمَ الرّبَّ‌». ١٨ أنا مِسكينٌ وبائِسٌ، لكِنَّكَ يا ربُّ تهتَمُّ بـي‌. نصيري ومُنقِذي أنتَ، فلا تَتَأَخَّرْ يا إلهي

مزمور ٤١

الرب مخلّص المرضى

١ لِكبـيرِ المُغَنِّينَ. مزمورٌ لِداوُدَ: ٢ هَنيئا لِمَن يُراعي المِسكينَ، ففي يومِ السُّوءِ يُنَجِّيهِ الرّبُّ. ٣ يحرُسُهُ ويُطيلُ حياتَهُ ويجعَلُهُ هانِئا في الأرضِ ولا يُسَلِّمُهُ إلى أعدائِهِ. ٤ يُساعِدُهُ على فِراشِ المرضِ ويُبدِلُ أسقامَهُ قُوَّةً‌. ٥قُلتُ: «يا ربُّ تَحَنَّنْ وأشْفِنِـي، خَطِئتُ إليكَ». ٦ أعدائي يَتكلَّمونَ بالشَّرِّ قائِلينَ: «متى يموتُ ويَبـيدُ اسمُهُ؟»  ٧ يدخُلونَ لِـيَرَوني فيكذِبونَ عليَّ، وفي قُلوبِهِم يَتجَمَّعُ الإثْمُ، وحينَ يخرُجونَ يُدَبِّرونَ المكايِدَ. ٨ يُبغِضُونَني ويتَهامَسونَ عليَّ، وجميعُهُم يَظنُّونَ السُّوءَ بـي. ٩ يقولونَ: «داءٌ عُضالٌ يُضايِقُهُ، وإذا ا‏ضْطَجعَ لا يعودُ يقومُ». ١٠ حتّى صديقي الّذي وَثِقْتُ بهِ وأكلَ خبزي ا‏نْقَلَبَ عليَّ‌. ١١ وأنتَ يا ربُّ تَحنَّنْ عليَّ، وأقِمْني مُعافًى لأجازِيَهُم، ١٢فأعرِفَ أَنَّكَ ترضَى عَنِّي، وأنَّ عَدُوّي لا يُرَوِّعُني، ١٣ وأنَّكَ تسنُدُني لِنَزاهَتي‌، وتُبقيني على الدَّوامِ أمامَكَ. مُبارَكٌ الرّبُّ إلهُ إِسرائيلَ مِنَ الأَزَلِ إلى الأَبَدِ  ١٤ آمينَ ثُمَّ آمينَ

مزمور ٤٢

كما يشتاق الأيّل

١ لِكبِيرِ المُغَنِّينَ. قصيدةٌ لِبَني قورَحَ‌: ٢ كما يَشتاقُ الإِيَّلُ إلى مجاري المياهِ، كذلِكَ تشتاقُ نفْسي إليكَ يا اللهُ. ٣إليكَ، إلى الإلهِ الحيِّ عَطِشَت نفْسي‌، فمتى أجِـيءُ وأَرى وجهَ اللهِ؟ ٤ دُموعي خبزي نهارا وليلا، ويُقالُ لي كُلَّ يومٍ: «أينَ إلهُكَ؟» ٥ أتَذَكَّرُ فَتَذوبُ نفْسي بـي كيفَ كُنتُ أعبرُ معَ الجُموعِ في موكبٍ نحوَ بَيتِ اللهِ، أقودُهُم‌ بصوتِ التَّرنيمِ والحَمدِ وبالهُتافِ كأنَّهُم في عيدٍ. ٦ لماذا تَكتَئبـينَ يا نفْسي؟ لماذا تَئِنِّينَ في داخلي؟ إرتَجي اللهَ لأنِّي سأحمَدُهُ بَعدُ، مُخلِّصي هوَ وإلهي. ٧ نفْسي تكتَئِبُ فأذكُرُكَ مِنْ حَرَمونَ‌ وأرضِ الأردُنِّ ومِنْ مِصْعرَ، الجبَلِ الصَّغيرِ. ٨ الغمْرُ يشكو الغمْرَ سقوطَ أمطارِكَ، أمواجُكَ وتَيّاراتُكَ عَبَرَت عليَّ. ٩ في النَّهارِ يُضيءُ الرّبُّ رَحمتَهُ، وفي اللَّيلِ أُنشِدُ وأُصلِّي للإلهِ الحيِّ. ١٠ أقولُ للهِ خالِقي‌: «لماذا نسيتَني؟ ألأمشيَ بالحِدادِ مِنِ اضطِهادِ العَدُوِّ؟» ١١ تَرَضَّضَت عِظامي فَعَيَّرني خُصومي، ونهارا وليلا يقولونَ: «أينَ إلهُكَ؟» ١٢ لِماذا تكتَئِبـينَ يا نفْسي؟ لِماذا تَئِنِّينَ في داخلي؟ إرتَجي اللهَ لأنِّي سأحمَدُهُ بَعدُ، مُخلِّصي هوَ وإلهي

مزمور ٤٣

لماذا تكتئبين يا نفسي

١ خاصِمْ يا اللهُ مَنْ يُخاصِمُني وأَنصِفْني مِنْ قومٍ لا يَرحَمونَ، ومِنْ أهلِ المكْرِ والجَورِ نَجِّني‌. ٢ إلهي وحِصني أنتَ لِماذا خَذلْتَني؟ ألأمشيَ بالحِدادِ مِن اضطِهادِ العَدُوِّ؟ ٣ أرسِلْ نورَكَ وحَقَّكَ لِـيَهدِياني، ليقوداني الى جبَلِكَ المُقدَّسِ‌ وإلى مَسكِنِكَ، ٤ فأدخُلَ إلى مذبَحِكَ يا اللهُ، يا إلهَ فرَحي وا‏بتِهاجي، وبالكَنَّارةِ‌ أحمَدَكُ يا اللهُ إلهي. ٥ لماذا تكتَئِبـينَ يا نفْسي؟ لماذا تَئِنِّينَ في داخِلي؟ إرتجي اللهَ لأنِّي سأحمَدُهُ بَعدُ، مُخلِّصي هوَ وإلهي

مزمور ٤٤

صرخة شعب الله في الضيق

١ لِكبـيرِ المُغَنِّينَ. لِبَني قُورَحَ. قصيدةٌ‌: ٢ بآذانِنا سَمِعنا يا اللهُ. آباؤُنا هُمُ الّذينَ أخبَرونا بجميعِ الأعمالِ الّتي عَمِلْتَها في أيّامِهِم، في الأيّامِ القديمةِ: ٣ بِيَدِكَ ا‏قتَلَعْتَ أُمَما وغرَستَهُم، وأتلَفْتَ شُعوبا وأنمَيتَهُم. ٤ فما بِسيوفِهِم وَرِثوا الأرضَ، ولا بِسواعِدِهِم نالوا الخلاصَ، بل بِيمِـينِكَ وساعِدِكَ ونورِ وجهِكَ لأنَّكَ رَضِيتَ يا ربُّ عَنهُم. ٥ مَلِكي أنتَ يا اللهُ، فَأْمُرْ بِـخلاصِ‌ بَني يَعقوبَ‌. ٦ بِكَ أنتَ نَصُدُّ خُصومَنا، وبا‏سمِكَ ندوسُ القائِمينَ علَينا‌. ٧ؤعلى قوسي لا أتَّكِلُ، وسيفي لا يُخَلِّصُني. ٨ أنتَ خَلَّصْتَنا مِنْ خُصومِنا وأخزَيتَ الّذينَ يُبغِضونَنا. ٩ فنَحنُ على الدَّوامِ نُهَلِّلُ لكَ ونحمَدُ إلى الأبدِ ا‏سمَكَ. ١٠ لكِنَّكَ اليومَ خَذَلتَنا وأهَنتَنا، ولا تخرجُ لِلقِتالِ معَ جُيوشِنا. ١١ تَرُدُّنا إلى الوراءِ عنْ خُصومِنا، فيَأخُذُ الغنائمَ مُبغِضونا. ١٢ تجعَلُنا كالغنَمِ مَأكلا، وتُشَتِّتُنا بَينَ الأمَمِ. ١٣ تَبـيعُ شعبَكَ بِلا مالٍ، وما ا‏سْتَفَدْتَ مِنْ ثَمَنِهِم. ١٤ تجعَلُنا عارا لِجيرانِنا، وهُزْءًا وأُضحُوكةً لِمَنْ حَولَنا. ١٥ تجعَلُنا مَثلا في الأمَمِ، وهَزَّةَ رأسٍ‌ في الشُّعوبِ. ١٦ هَوَاني أمامي نهارا وليلا والخِزْيُ يكْسو وجهي ١٧ مِنْ كلامِ المُعَيِّرينَ الشَّاتِمينَ، ومِنْ كُلِّ عَدُوٍّ مُنتَقِمٍ. ١٨ هذا كُلُّهُ وَقعَ علَينا وما نسينَاك ولا خُنَّا عَهدَكَ‌. ١٩ قلوبُنا لم ترتَدَّ إلى الوراءِ، ولا مالَت خُطواتُنا عَنْ سَبِيلِكَ، ٢٠ فلِماذا سَحَقْتَنا في القَفْرِ‌، وكسَوتَنا بِظِلالِ الموتِ؟ ٢١ إنْ نسِينا ا‏سمَ إلهِنا، أو بَسطْنا أكُفَّنا لإلهٍ غريـبٍ، ٢٢ أفَلا يكشِفُ اللهُ ذلِكَ، لأنَّهُ يعرِفُ خفايا القُلوبِ؟ ٢٣ مِنْ أجلِكَ نُقتَلُ على الدَّوامِ، ونُحْسَبُ مِثلَ غَنَمٍ لِلذَّبحِ‌. ٢٤ أفِقْ. لِماذا تنامُ يا ربُّ؟ إنهَضْ. لا تَخذُلْنا إلى الأبدِ. ٢٥ لِماذا تحجُبُ وَجهَكَ عنَّا وتنسَى ما نُعاني مِنَ الضِّيقِ. ٢٦نُفُوسُنا تَمَرَّغَت في التُّرابِ وبُطونُنا لَصِقَت بِالأرضِ. ٢٧ فَقُمْ لِنَصْرَتِنا يا ربُّ، وا‏فْدِنا مِنْ أجلِ رَحمتِكَ

مزمور ٤٥

زواج الملك

١ لِكبـيرِ المُغَنِّينَ، على ستّةِ أوتارٍ‌. قصيدةٌ لِبَني قُورَحَ‌. نشيدُ موَدَّةٍ‌: ٢ قلبـي يفيضُ بِكلامٍ طَيِّبٍ، ولِساني كقَلَمِ كاتبٍ ماهرٍ حينَ أُنشِدُ لِلمَلِكِ أَبـياتي. ٣ أنتَ أَبهى مِنْ بَني البشَرِ، والنِّعمةُ انسكبَت على شَفَتَيكَ، فَباركَكَ اللهُ إلى الأبدِ. ٤ تَقَلَّدْ سَيفَكَ على فَخذِكَ، أيُّها الجَبَّارُ في جلالِكَ وبَهائِكَ، ٥ وا‏رْكبْ إلى النَّصرِ في زينةٍ مُقدَّسةٍ دِفاعا عَنِ الحَقِّ والعَدلِ فتَربَحَ يَمِـينُكَ المعاركَ‌. ٦ سِهامُكَ المسنونةُ أيُّها المَلِكُ تَختَرِقُ قلوبَ أعدائِكَ، والشُّعوبُ تحتَكَ يسقُطونَ. ٧ عرشُكَ الإلهيُّ‌ يـبقى إلى الأبدِ، وصَولجانُ الاستِقامةِ صَولجانُ مُلْكِكَ. ٨ تُحِبُّ الحَقَّ وَتكرهُ الشَّرَّ، لذلِكَ مسَحَكَ اللهُ مَلِكا بِزيتِ الابتهاجِ دُونَ رِفاقِكَ ٩ عبـيرُ المُـرِّ واللُّبَانِ في ثيابِكَ‌، وفي قُصورِ العاجِ تُطرِبُكَ الأوتارُ. ١٠ المَلِكَةُ‌ بنتُ المُلوكِ عَنْ يَمينِكَ، وقَفَت في وَقارٍ بِذهَبِ أُوفيرَ‌. ١١ ا‏سمعي يا ا‏بنَتي أُنظري وأميلي أُذُنَكِ، إنسَي شعبَكِ وبَيتَ أبـيكِ، ١٢ فيَشتهيَ المَلِكُ جَمالَكِ. هوَ سيِّدُكِ فاسْجُدي لهُ. ١٣ بِنتُ صورَ، أغنى مُدُنِ الأرضِ، تستَعطِفُ بِالهدايا وجهَكَ. ١٤ المَجدُ لِبنتِ المَلِكِ في خِدْرِها، فَمِنْ نسيجِ الذَّهبِ ملابِسُها. ١٥ بثوبٍ مُطَرَّزٍ تُزَفُّ إلى المَلِكِ، وتَتبَعُها العذارى وصيفاتُها وهُنَّ يُقَدِّمْنها إليهِ. ١٦ يزْفُفْنَها بِفرَحٍ وا‏بتِهاجٍ ويُدخِلْنَها قصرَهُ المَلكيَّ. ١٧ عرشُ آبائِكَ يكونُ لِبنيكَ. تُقيمُهُم رُؤساءَ في كُلِّ الأرضِ‌. ١٨ سأذكُرُ ا‏سمَكَ جيلا بَعدَ جيلٍ، فتحمَدُكَ الشُّعوبُ مدَى الدَّهرِ

مزمور ٤٦

الرب القدير معنا

١ لِكبـيرِ المُغَنِّينَ. لِبَني قُورَحَ‌. . . على لحْنِ أُغنيةِ «العذارى‌». . . نشيدٌ: ٢ اللهُ حِمايةٌ لنا وعِزَّةٌ ونصيرٌ عظيمٌ في الضِّيقِ. ٣ فلا نخافُ وإنْ تزحزحتِ الأرضُ، ومالَتِ الجِبالُ إلى قلبِ البِـحارِ، ٤ وتَدَفَّقَت مياهُها وجاشَت، وا‏رْتَعَشَت مِنِ ا‏رتِفاعِها الجِبالُ. ٥ جداولُ النَّهرِ‌ تُفَرِّحُ مدينةَ اللهِ مَساكِنَ العليِّ المُقدَّسةَ. ٦ اللهُ في داخِلِها فلنْ تـتَزَعزَعَ. ينصُرُها ما طَلَعَ الصُّبحُ. ٧ تَضُجُّ الأمَمُ وتَتَزَعزَعُ المَمالِكُ، وعلى صوتِ اللهِ تموجُ الأرضُ. ٨ الرّبُّ القديرُ معَنا، ملجأُنا إلهُ يَعقوبَ. ٩ تعالَوا انظُروا أعمالَ الرّبِّ، أعمالَهُ العجيـبةَ في الأرضِ. ١٠ يُزيلُ الحروبَ إلى أقاصي الأرضِ، ويكسِرُ القوسَ ويقطَعُ الرُّمحَ، ويحرِقُ الدُّروعَ‌ بالنَّارِ. ١١ يقولُ: «كُفُّوا وا‏عْلَمُوا إنِّي أنا اللهُ. أتعالَى في الأمَمِ، أتعالَى في الأرضِ». ١٢ الرّبُّ القديرُ معَنا. إلهُ يَعقوبَ ملجأُنا

مزمور ٤٧

الرب ملك الكون

١ لِكبـيرِ المُغَنِّينَ. مزمورٌ لِبَني قُورَحَ‌: ٢ صَفِّقوا بِالأكُفِّ يا كُلَّ الشُّعوبِ، اهتفُوا للهِ بصوتِ التَّرنيمِ، ٣ لأنَّ الرّبَّ عليٌّ رهيـبٌ، مَلِكٌ عظيمٌ على كُلِّ الأرضِ. ٤ أخضَعَ الشُّعوبَ والأُمَمَ، أخضَعَها تَحتَ أقدامِنا، ٥ واختارَ أرضَها ميراثا لنا، لِـيتَباهى يَعقوبُ الّذي أحَبَّهُ‌. ٦ يصعَدُ اللهُ بِهُتافٍ، يصعَدُ الرّبُّ بِصوتِ بُوقٍ. ٧ رتِّلوا للهِ رتِّلوا رتِّلوا لمَلِكِنا رتِّلوا ٨ اللهُ مَلِكُ الأرضِ كُلِّها رَتِّلوا لَه بِنشيدٍ. ٩ اللهُ يَملِكُ على الأمَمِ ويجلِسُ على عرشِهِ المُقدَّسِ‌. ١٠عُظماءُ الشُّعوبِ تجَمَّعوا معَ شعبِ إلهِ إبراهيمَ‌. للهِ الأرضُ وَوُسْعُها‌، وهوَ مُتَعالٍ جِدًّا

مزمور ٤٨

مدينة الملك العظيم

١ نشيدٌ. مزمورٌ لِبَني قُورَحَ‌: ٢ الرّبُّ عظيمٌ ولَه التَّهليلُ في مدينةِ إلهِنا، في جبَلِهِ المُقدَّسِ‌، ٣ الجميلِ الارتفاعِ وبهجةِ كُلِّ الأرضِ. في أقصى الشِّمالِ‌ جبَلُ صِهيَونَ، مدينةِ المَلِكِ العظيمِ. ٤ في قِلاعِها أظهرَ اللهُ أنَّه الحِصْنُ الحَصينُ. ٥ كم مِنْ مُلوكٍ تَواعَدوا وعبَروا إليها معا، ٦ فبُهِتوا عِندَما رأَوها، وفزِعوا وأسرَعوا إلى الفرارِ. ٧أخَذَتْهُم هُناكَ الرِّعْدةُ وتَوَجَّعوا كالّتي تَلِدُ. ٨ بِريحٍ شرقيَّةٍ أنتَ يا ربُّ حطَّمْتَ السُّفُنَ العظيمةَ‌. ٩ مِثلَما سَمِعْنا رأينا في مدينةِ الرّبِّ القديرِ، في مدينةِ إلهِنا. اللهُ يُثَبِّتُها إلى الأبدِ. ١٠ ذكَرْنا رَحمَتكَ يا اللهُ في داخِل هَيكلِكَ. ١١التَّهليلُ لكَ مِثلَ ا‏سمِكَ يَصِلُ الى أقاصي الأرضِ، ويمينُكَ مَملوءةٌ بالعَدلِ. ١٢ فليَفرَحْ جبَلُ صِهيَونَ ولتَبتَهِـجْ مُدُنُ يَهوذا‌ لأجلِ أَحكامِكَ أيُّها الرّبُّ. ١٣ طُوفُوا بِصهيَونَ ودُوروا حَولَها، وعُدُّوا الأبراجَ الّتي فيها. ١٤ تَطَلَّعُوا بِقلوبِكُم إلى حُصونِها وتَمَعَّنُوا جيِّدا في قِلاعِها لِتُخْبِروا الجيلَ الآتي ١٥ أنَّ اللهَ هوَ إلهُنا مدى الدَّهرِ، وهوَ إلى الأبدِ‌ هادينا

مزمور ٤٩

نجاح الأشرار إلى أين؟

١ لِكبـيرِ المُغَنِّينَ. مزمورٌ لِبَني قُورَحَ‌: ٢ إسمعوا هذا يا جميعَ الشُّعوبِ‌، أصغوا يا جميعَ أهلِ الدُّنيا، ٣ الأشرافِ والوُضَعاءِ جميعا، والأغنياءِ والبُؤساءِ على السَّواءِ. ٤ فَمي يَنطِقُ بالحِكمةِ، وقلبـي يلهَجُ بالكَلامِ المُبـينِ. ٥ أمِـيلُ أُذُني إلى الأمثالِ وأُوضِحُ بالكَنَّارَةِ مَغزاها. ٦ لِماذا أخافُ في أيّامِ السُّوءِ حينَ يُطارِدُني ويُحيطُ بـي ٧ أَثَمَةٌ يَتَّكِلونَ على ثروتِهِم ويُهَلِّلونَ لِكثرةِ غِناهُم؟ ٨ الإنسانُ لا يفتَدي نفْسَهُ ولا يُكَفِّرُ للهِ عَنها. ٩ فِديَةُ النَّفْسِ باهِظةٌ ولا تكونُ أبدا كافيةً ١٠ لِـيَحيا ولا يرى الهاويةَ. ١١ ألا نرى الحُكَماءَ يَموتونَ، والكَسالى والأغبـياءَ أيضا يَبـيدونَ تاركينَ ثروتَهُم للآخرينَ؟ ١٢ قُبورُهم‌ بُيوتُهُم إلى الأبدِ، مساكِنُهُم إلى جيلٍ فجيلٍ، ولو سَمَّوا البُلدانَ بأسمائِهِم‌. ١٣عظمَةُ الإنسانِ لا تدومُ‌ هوَ مِثلُ البهائِم الّتي تهلِكُ. ١٤ هذا طريقُ المُتكاسِلينَ‌، وآخرةُ‌ الرَّاضينَ بأقوالِهِم. ١٥يُساقونَ كالغنَمِ إلى عالَمِ الأمواتِ، وهُناكَ يرعاهُمُ الموتُ. يَنزِلونَ تَوًّا إلى القبرِ‌وصورَتُهُم‌ تصيرُ إلى البَلاءِ، ويكونُ عالَمُ الأمواتِ مَسكِنا لهُم. ١٦ لكنَّ اللهَ يفتَدي حياتي، مِنْ يدِ الموتِ حينَ يأخُذُني. ١٧ لا تَغَرْ إذا اغتَنى إِنسانٌ وعَظُمَ مَجدُ بَيتِهِ، ١٨ فعِندَ موتِهِ لا يأخذُ شيئا‌ ولا يتبَعُهُ إلى القبرِ مَجدُهُ. ١٩ يُهَنِّئُ نفْسَهُ في حياتِهِ، ويمدَحُها على طِيـبِ عَيشِهِ، ٢٠ لكِنَّهُ يموتُ ويَلحَقُ آباءَهُ، ومِثلُهُم لن يَرى النُّورَ. ٢١ عظَمةُ الإنسانِ لا تُسعِدُهُ، هوَ مِثلُ البهائمِ الّتي تهلِكُ

مزمور ٥٠

العبادة التي ترضي الله

١مزمورٌ لآسافَ‌: الرّبُّ إلهُ الآلهةِ‌ تكلَّمَ ودعا الأرضَ مِنْ مَشرِقِ الشَّمسِ الى مَغربِها. ٢مِنْ صِهيَونَ المُكلَّلَةِ بالجَمالِ أشرقَ اللهُ علَينا. ٣إلهُنا يجيءُ ولا يصمُتُ. قُدَّامَهُ نارٌ آكلةٌ، سعيرُها يشتدُّ حَولَهُ. ٤يُنادي السَّماءَ مِنْ فَوقُ والأرضَ حينَ يَدينُ شعبَهُ: ٥يقولُ: «اجمعوا لي أَتقيائي، القاطعينَ على الذَّبـيحةِ عَهدي‌». ٦فَتُخبِرُ السَّماواتُ بِــعَدلِهِ، وبأنَّهُ هوَ الدَّيَّانُ. ٧اسمعْ يا شعبـي فأُكلِّمَكُم، يا بَني إِسرائيلَ فأتَّهِمَكُم. أنا اللهُ إلهُكُم ٨لا أُعاتِبُكُم على ذبائِحِكُم، فمُحرَقاتُكُم أمامي كُلَّ حينٍ. ٩لا آخُذُ مِنْ بُيوتِكُم عُجولا ولا مِنْ حظائِرِكُم تُيوسا. ١٠لي جميعُ وحوشِ الوعْرِوألوفُ البهائِم الّتي في الجِبالِ‌. ١١في يَدي كُلُّ طيورِ الجِبالِ، ولي كُلُّ حيوانٍ في البرِّيَّةِ ١٢إنْ جُعتُ فلا أُخبرُكُم. ليَ العالَمُ وكُلُّ ما فيهِ. ١٣لا آكُلُ لحمَ الثِّيرانِ، ولا أَشرَبُ دَمَ التُّيوسِ. ١٤وقَرِّبُوا الحَمدَ ذبـيحَةً‌ للهِ، وأُوفُوا العليَّ نُذُورَكُم. ١٥أُدعوني يومَ الضِّيقِ، فأُخَلِّصَكُم فتُمَجِّدُوني». ١٦للشِّرِّيرِ يقولُ اللهُ: «ما لكَ تَتَحدَّثُ عَنْ حُقوقي ويَتلَفَّظُ لِسانُك بِــعَهدي؟ ١٧وأنتَ أَبغَضتَ مَشورَتي وطَرَحْتَ كلامي وراءَكَ. ١٨إذا رأيتَ سارقا صاحَبْتَهُ، ولا تُعاشِرُ إلاَّ الزُّناةَ ١٩تُطلِقُ فَمَكَ لِلشَّرِّ، ولِسانُكَ يختَلِقُ المَكْرَ. ٢٠تَجلِسُ فَتـتَكلَّمُ على أخيكَ. وتفتَري على ا‏بنِ أُمِّكَ. ٢١فعَلتَ هذا وأنا ساكتٌ عَنكَ، فَظَنَنْتَ أنّي مِثلُكَ‌. لكِنِّي الآنَ أُعاتِبُكَ، وأُعدِّدُ خطاياكَ أمامَ عينَيكَ. ٢٢فا‏فهَموا يا مَنْ ينسَونَ اللهَ، لِئلاَّ أُمَزِّقَكُم ولا مُنقِذَ. ٢٣الحَمدُ هوَ الذَّبـيحةُ الّتي تُمَجِّدُني، ومَنْ قَوَّمَ طريقَهُ‌ أُريهِ خلاصي»

مزمور ٥١

خاطئ يطلب المغفرة وتجديد القلب

١لِكبـيرِ المُغَنِّين. مَزمورٌ لِداوُدَ: ٢عِندَما جاءَهُ ناثانُ النبـيُّ لأنَّهُ دخَلَ على بِتْشَبَعَ‌. ٣إرحَمْني يا اللهُ بِرَحمتِكَ، وبِكثرَةِ رأفَتِكَ أُمحُ مَعاصيَّ. ٤إغسِلْني جَيِّدا مِنْ إِثْمي، ومِنْ خطيئَتي طَهِّرْني. ٥أنا عالِمٌ بِمَعاصيَّ، وخطيئَتي أمامي كُلَّ حينٍ. ٦إليكَ وَحدَكَ خَطِئتُ، وأمامَ عينَيكَ فَعلْتُ الشَّرَّ. أنتَ صادِقٌ في أقوالِكَ، ومُبرَّرٌ في الحُكْمِ عليَّ‌. ٧وأنا في الإثْم وُلِدْتُ، وفي الخطيئةِ حبِلَت بـي أُمِّي. ٨إحفَظْ حَقَّكَ في أعماقي‌ وعَرِّفْني أسرارَ الحِكمةِ‌. ٩طَهِّرني بالزُّوفا‌ فأطهُرَ، واغسِلْني فأبـيضَّ أكثرَ مِنَ الثَّلجِ‌. ١٠أَسمِعْني سُرُورا وفرَحا‌، فتَبتَهِـجَ عِظامي الّتي سحَقْتَها‌. ١١أحجُبْ وجهَكَ عَنْ خطاياي، وا‏مْحُ كُلَّ آثامي. ١٢قلبا طاهرا أُخلُقْ فِـيَّ يا اللهُ وروحا جديدا كوِّنْ في داخلي. ١٣لا تطرَحْني مِنْ أمامِ وجهِكَ‌، ولا تنزَعْ روحَكَ القُدُّوسَ‌ مِنِّي. ١٤رُدَّ لي سُروري بِـخلاصِكَ، وأرسِلْ روحَكَ فتَسنُدني ١٥ويعلَمُ العُصاةُ طُرُقَكَ، والخاطِئونَ إليكَ يرجِعونَ. ١٦نَجِّني مِنَ الدِّماءِ‌ يا اللهُ، أيُّها الإلهُ مُخَلِّصي. فيُرَنِّمَ لِساني بعَدلِكَ. ١٧إفتَحْ شَفَتَيَّ أيُّها الرّبُّ فيَجودَ فَمي بالتَّهليلِ لكَ. ١٨أنتَ بِذبـيحةٍ لا تُسَرُّ، وبِمُحرَقةٍ إذا قدَّمتُها لا ترضَى. ١٩ذبـيحتي لكَ يا اللهُ روحٌ مُنكَسِرةٌ، والقلبُ المُنكسِرُ المُنسَحِقُ لا تحتَقِرُهُ. ٢٠أحسِنْ برضاكَ إلى صِهيَونَ، وا‏بنِ أسوارَ أُورُشليمَ، ٢١فتُسَرَّ بِذبائِـحَ صادِقةٍ‌، بِمُحرَقةٍ وتقدِمةٍ تامَّةٍ‌، بِــعُجولٍ تُقَرَّبُ على مذبَحِكَ

مزمور ٥٢

عقاب الجبار الشرير

١لِكبـيرِ المُغَنِّينَ نشيدٌ لداوُدَ‌: ٢عِندَما جاءَ دَواغُ الآدوميُّ‌ وقالَ لشاوُلَ: «جاءَ داودُ إلى بَيتِ أخيمالِكَ». ٣لِماذا تَتهَلَّلُ بالشَّرِّ أيُّها الجَبَّارُ، وبِرحمةِ اللهِ تكفُرُ نهارا وليلا؟ ٤يختَلِقُ لِسانُكَ الإثْمَ، وكَموسى مَسنونةٍ يعملُ بالمكْرِ. ٥تُحِبُّ الشَّرَّ أكثرَ مِنَ الخَيرِ، والكَذِبَ أكثرَ مِنْ كلامِ الصِّدْقِ. ٦تُحِبُّ كُلَّ كلامٍ مُهلِكٍ، يا صاحبَ اللِّسانِ الماكِرِ. ٧اللهُ يُحَطِّمُكَ إلى الأبدِ. يُهلِكُكَ ويُزيلُكَ مِنْ مَسكِنِكَ، ويقتَلِعُكَ مِنْ أرضِ الأحياءِ. ٨فيرَى الصِّدِّيقونَ ويخافونَ، ويضحكونَ علَيكَ قائِلينَ: ٩«ها رجلٌ لا يَتحَصَّنُ باللهِ. يَتِّكِلُ على كثرَةِ غِناهُ. ويَعتَزُّ باتِّباعِ أهوائِهِ». ١٠وأنا كَزيتونةٍ خضراءَ مَغروسةٍ في بَيتِ اللهِ. أتَّكِلُ على رَحمتِهِ الباقيةِ مِنَ الآنَ وإلى الأبدِ. ١١أحمَدُكَ يا ربُّ طُولَ الأيّامِ على ما عمِلتَ مِنَ الأعمالِ، وأرجو اسمَكَ لأنَّهُ صالِـحٌ عِندَ الّذينَ يتَّقونَكَ

مزمور ٥٣

المؤمنون وسط عالم فاسد

١لِكبـيرِ المُغَنِّينَ على العودِ‌. نشيدٌ لِداوَدَ: ٢قالَ الجاهلُ في قلبِهِ: «لا إلهَ‌». فَسَدوا ورَجَسوا بِـجَورِهِم، وما مِنْ أحدٍ يعمَلُ الخَيرَ. ٣اللهُ مِنَ السَّماءِ يُشرِفُ على البشَرِ لِـيرى هل مِنْ عاقِلٍ يطلبُ اللهَ. ٤ا‏رتدُّوا كُلُّهُم وفَسَدوا جميعا وما مِنْ أحدٍ يعمَلُ الخَيرَ، كلاَّ، ولا واحدٌ‌. ٥ألا يفهَمُ الّذينَ يفعَلونَ الإثْمَ ويأكُلونَ شعبـي كما يُؤكَلُ الخبزُ، وباللهِ لا يعتَرِفونَ؟ ٦ليتَ الرُّعبَ حيثُ لا رُعبٌ‌ يستولي علَيهِم، لأنَّ اللهَ يُفَتِّتُ عِظامَ الخائِنينَ‌ وهُم يُخزَونَ‌ لأنَّ اللهَ رَفَضَهُم. ٧ليتَ مِنْ صِهيَونَ خلاصَ إِسرائيلَ. حينَ يَرُدُّ اللهُ شعبَهُ مِنَ السَّبـيِ‌ يـبتَهِـجُ يعقوبُ، يفرَحُ إِسرائيلُ

مزمور ٥٤

نداء المضطهدين

١لِكبـيرِ المُغَنِّينَ على القيثارةِ. نشيدٌ لِداوُدَ: ٢عِندَما جاءَ بَنو زِيفٍ‌ وقالوا لشاوُلَ: «داودُ مُختَبِـئٌ عِندَنا». ٣خَلِّصْني بِا‏سمِكَ يا اللهُ، وبِـجَبَرُوتِكَ أَحسِنْ إليَّ. ٤إستَمِعْ صلاتي يا اللهُ، وأصغِ إلى كَلامي. ٥الغُرَباءُ‌ قاموا عليَّ، والطُّغاةُ يطلُبونَ حياتي، ولا يحسِبونَ حِسابا للهِ. ٦لكِنَّ اللهَ نصيرٌ لي. الرّبُّ سَنَدٌ‌ لِحياتي. ٧يَرُدُّ الشَّرَّ على الثَّائِرينَ عليَّ ويُسكِتُهُم لأمانَتِهِ لي. ٨أذبَحُ لكَ يا ربُّ بِسَخاءٍ، وأَحمَدُ ا‏سمَكَ لأ نَّهُ صالحٌ. ٩أنقَذتَني مِنْ كُلِّ ضيقٍ، وبِأعدائي شَمِتَت عيني

مزمور ٥٥

مؤمن خانه صديقه

١لِكبـيرِ المُغَنِّين على القيثارةِ‌. نشيدٌ لِداوُدَ: ٢أصغِ يا اللهُ إلى صلاتي، ولا تـتَغاضَ عَنْ تَضَرُّعي. ٣أَنصِتْ إليَّ وا‏ستَجِبْ لي. أرودُ مُسرِعا وأهيمُ على وجهي ٤هرَبا مِنْ صوتِ العَدُوِّ وجَورِ الأشرارِ. يجلِبُونَ عليَّ الشَّقاءَ ويحقُدُونَ عليَّ غاضِبـينَ. ٥قلبـي يتوَجَّعُ في داخلي، وأهوالُ الموتِ وقعَت عليَّ. ٦الخوفُ والفَزَعُ حَلاَّ بـي، والرَّعشةُ ا‏ستَولَت عليَّ. ٧فأقولُ: «ليتَ لي جَناحا كالحمامةِ، فأطيرَ بعيدا وأستريحَ. ٨أبتَعِدُ في طَيراني هارِبا، وفي البرِّيَّةِ أبـيتُ. ٩هُناكَ أُسرِعُ إلى النَّجاةِ مِنَ الزَّوابعِ والرِّياحِ والعاصفةِ». ١٠فَرِّقْ يا ربُّ ألسِنةَ‌ أعدائي، فالعُنْفُ والخِصامُ رأيتُهُما في المدينةِ، ١١يطوفانِ بأسوارِها نهارا وليلا، وفي داخِلِها الأثْمُ والفَسادُ. ١٢الظُّلْمُ يَعُمُّ أوساطَها والغِشُّ والمَكرُ لا يترُكانِ ساحاتِها. ١٣لا العدوُّ يُعيِّرُني فأَحتَمِل‌، ولا المُبغِضُ يتَجَبَّرُ عليَّ فأختَبِـئُ، ١٤بل أنتَ يا مَنْ ساوَيتَهُ بـي وكانَ أَليفي وصديقي الحميمَ. ١٥معَهُ كانتِ العِشرَةُ تحلو، والتَّمَشِّي معَهُ‌ في بَيتِ إِلهِنا. ١٦سَيُباغِتُ الموتُ‌ أَعدائي، فيَهبِطونَ أحياءً الى عالَمِ الأمواتِ، لأنَّ الشَّرَّ في وَسَطِ مَساكِنِهِم‌. ١٧أمَّا أنا فإلى اللهِ أصرُخُ والرّبُّ الإلهُ هوَ الّذي يُخَلِّصُني. ١٨مساءً وصباحا وظُهرا أشكو وأنوحُ فيَسمَعُ صوتي. ١٩يفتديني بسلامٍ إذا ا‏قتربوا ووقفوا‌ بكَثرةٍ حَولي. ٢٠اللهُ الجالسُ مُنذُ الأزَلِ يسمَعُ لي فَيُذِلُّهُم، لأنَّ لا عَهدَ لهُم، ولا هُم يَخافونَ اللهَ. ٢١رفيقي رفعَ يدَ العداوةِ‌ على مُسالميهِ فأخَلَّ بِــعَهدِهِ ٢٢كلامُ فَمِهِ أليَنُ مِنَ الزُّبدةِ، وفي قلبِهِ يكمُنُ الحِقْدُ. كَلِماتُهُ أرَقُّ مِنَ الزَّيتِ، وهي سيوفٌ مَسلولةٌ. ٢٣ألْقِ على الرّبِّ هَمَّكَ‌ وهوَ يَعولُكَ ولا يَدَعُ الصِّدِّيقَ يَضطَرِبُ إلى الأبدِ. ٢٤أنتَ يا اللهُ تُورِدُهم جُبَّ الهلاكِ. رجالُ الدِّماءِ والمَكْرِ لا يسعَدونَ بأيّامِهِم، أمَّا أنا فعلَيكَ أتَوَكَّلُ

مزمور ٥٦

الإتكال على الله في الضيق

١لِكبـيرِ المُغَنِّين. على لَحنِ أغنيةِ «الحمامةُ على الأشجارِ البعيدةِ‌». نشيدٌ لِداوُدَ عِندَما أخذهُ الفِلسطيُّونَ في جَتَّ: ٢تَحَنَّنْ يا اللهُ فالنَّاسُ يُعادونَني. يُحارِبونَني كُلَّ يومٍ ويُضايقونَني. ٣الثَّائِرونَ يُعادونَني نهارا وليلا، وما أكثرَ الّذينَ يُحارِبُونَني. ٤في يومِ خوفي أَيُّها العلـيُّ، أنا علَيكَ أتَوَكَّلُ. ٥أُهَلِّلُ للهِ على كَلامِهِ، وعلَيهِ أتَوكَّلُ ولا أخافُ، فالبشَرُ ماذا يفعَلونَ لي؟ ٦نهارا وليلا يُحَرِّفونَ كَلامي‌، وجميعُ أفكارِهِم عليَّ للشَّرِّ، ٧يَجورونَ عليَّ ويكمُنونَ لي ويُراقِبونَ خُطُواتي لِـيقتُلوني. ٨فجازِهِم يا اللهُ على إثْمِهِم‌، وفي غضَبِكَ أخضِعِ الشُّعوبَ. ٩أنتَ عليمٌ بما بـي، وها دموعي أمامَكَ‌. أما هيَ في حِسابِكَ؟ ١٠يرتَدُّ أعدائي يومَ أدعوكَ، فأعرِفُ يا اللهُ أنَّكَ معي. ١١أُهَلِّلُ للهِ على كَلامِهِ، أهلِّلُ للرّبِّ على كلامِهِ. ١٢على اللهِ توكَّلتُ ولا أخافُ، فالإنسانُ ماذا يفعَلُ لي؟ ١٣عليَّ نُذورٌ لكَ يا اللهُ، سأُوفيها ذبائحَ حَمدٍ لكَ، ١٤لأنَّكَ نجَّيتني مِنَ الموتِ، وصُنْتَ رِجلَيَّ مِنَ الزَّلَلِ، حتّى أسيرَ أمامَكَ يا اللهُ في نورِ الحياةِ

مزمور ٥٧

الله حماني

١لِكبـيرِ المُغَنِّينَ. على لَحنِ أغنيةِ «لا تُهلِك. . . ‌» لِداوُدَ عِندَما هربَ مِنْ أمامِ شاوُلَ في المغارةِ‌: ٢تحَنَّنْ يا اللهُ تحَنَّنْ، لأنِّي بِكَ ا‏حتَمَيتُ، في ظِلِّ جَناحيكَ أحتمي إلى أنْ تعبُرَ العواصِفُ ٣إلى اللهِ العلـيِّ أصرُخُ، الى اللهِ المُفْضِلِ عليَّ. ٤يُرسِلُ مِنَ السَّماءِ ويُخَلِّصُني، ويُعَيِّرُ الّذينَ يُعادونَني‌. اللهُ يُرسِلُ رَحمتَهُ وحَقَّهُ. ٥أضطَجِعُ بَينَ أعداءٍ لي كأُسودٍ تلتَهِمُ البشَرَ. أسنانُهُم رِماحٌ وسِهامٌ وألسِنتُهُم حِرابٌ مَسنونَةٌ. ٦إرتفِعْ على السَّماواتِ يا اللهُ، وليكنْ مَجدُكَ على كُلِّ الأرضِ. ٧نصَبُوا شَركا لِخُطواتي فخًّا للقضاءِ عليَّ‌. وحفَروا في طريقي حُفْرةً، لكِنَّهُم سقَطوا فيها. ٨قلبـي ثابتٌ‌ في الإيمانِ، قلبـي ثابتٌ يا اللهُ! أُنشِدُ وأُرتِّلُ لكَ. ٩أفيقي يا نفْسي، أفِقْ يا عودُ ويا كَنّارةُ‌ لأُوقِظَ السَّحَرَ. ١٠أحمَدُكَ في الشُّعوبِ يا ربُّ، وأرتِّلُ لكَ في الأمَمِ. ١١عَظُمَت إلى السَّماواتِ رَحمتُكَ، وإلى الغُيومِ أمانَتُكَ. ١٢ا‏رتَفِعْ على السَّماواتِ يا اللهُ، وليَكُنْ مَجدُكَ على كُلِّ الأرضِ‌

مزمور ٥٨

الله وحده يدين

١لِكبـيرِ المُغَنِّينَ. على لحنِ «أُغنيةِ لا تُهلِك. . . » لِداوُدَ: ٢أحَقًّا تنطِقونَ بالعَدلِ يا حكّامُ‌، وبا‏لاستقامةِ تُقاضونَ بَني آدمَ‌؟ ٣بل أنتُم تَجُورونَ في قُلوبِكُم، وبأيديكُم تُوَزِّعونَ‌ الظُّلْمَ في الأرضِ. ٤يزوغُ الأشرارُ مِنَ الرَّحِمِ. يَضِلُّونَ ويكذبونَ طُولَ حياتهِم‌. ٥لهُم سَمٌّ كسمِّ الحَيَّةِ، كأفعى صمّاءَ تسُدُّ أذُنَها، ٦فلا تسمَعُ صوتَ الحُواةِ، ولا سِحْرَ ساحرٍ ماهرٍ. ٧يا اللهُ حطِّمْ أضراسَ الكافِرينَ. هشِّمْ أسنانَهُم في أفواهِهِم يا ربُّ. ٨دَعْهُم يَضمَحِلُّونَ كمياهٍ جاريةٍ. ويُداسونَ ويزُولونَ كالعُشْبِ‌. ٩دَعْهُم يَضمَحِلُّونَ كالحَلَزونِ وهوَ ماشٍ، وكالطَّرحِ فلا يَرَونَ الشَّمسَ. ١٠وليَحتَرقوا‌ كالشَّوكِ الأخضرِ واليابِسِ، قبلَ أنْ تشعُرَ بهِ القُدورُ. ١١يفرَحُ البَريءُ إذا شَهِدَ الانتِقامَ ويغسِلُ قدميهِ بِدَمِ الشِّرِّيرِ. ١٢فيُقالُ: «حَقًّا يُنصَفُ البريءُ، ففي الأرضِ إلهٌ يُقاضي البشَرَ»

مزمور ٥٩

نجّني يا الله واحمني

١لِكبـير المُغَنِّينَ. على لحنِ أُغنيةِ «لا تُهلِك. . . » لِداوُدَ عِندَما أرسلَ شاوُلُ رُسُلا يُراقبون بَيتَهُ لِـيَقتُلوهُ‌: ٢نجِّني مِنْ أعدائي يا اللهُ، وا‏حمِني مِنَ القائِمينَ عليَّ. ٣نجِّني مِمَّن يفعَلونَ الإثْمَ، ومِمَّنْ يسفُكونَ الدِّماءَ خلِّصْني. ٤هُم يكمنُونَ لِلفَتْكِ بـي، ويَجورونَ عليَّ وهُم أشدَّاءُ. لا معصِيةَ لي ولا خطِيئةَ يا ربُّ، ٥وما أذنَبتُ فبَادروا وتَأَهَّبوا. فقُمْ إلى لِقائي وا‏نظُرْ، ٦أيُّها الرّبُّ القديرُ إلهُ إِسرائيلَ. أَفِقْ وعاقِبْ جميعَ الأمَمِ ولا ترحمْ أيَّ غادِرٍ أثيمٍ. ٧يرجِعونَ مساءً وينبَحونَ كالكِلابِ، ويطوفونَ في أنحاءِ المدينةِ. ٨أفواهُهُم يسيلُ مِنها اللُّعابُ، وألسِنَتُهُم سُيوفٌ بَينَ أسنانِهِم، يقولونَ: «ما مِنْ أحدٍ يسمعُ‌؟» ٩وأنتَ يا ربُّ تضحَكُ علَيهِم وتستَهزِئُ بِـجميعِ الأمَمِ. ١٠إليكَ أُسارِعُ يا عِزَّتي‌، لأنَّكَ يا اللهُ ملجأي. ١١تَتقَدَّمُني إلى القِتالِ بِرحمتِكَ‌ فَتُريني هزيمةَ الثَّائرينَ عليَّ. ١٢لا تقتُلْهُم لِئلاَّ ينسى شعبـي، بل فَرِّقْهُم بِقُدرَتِكَ وا‏صرَعْهُم، أيُّها الرّبُّ تُرسَنا. ١٣خَطِئوا بأفواهِهِم، بِكَلامِ شِفاهِهِم، فدَعْهُم يُؤْخَذُونَ بِـحبائِلِ كِبريائِهِم للشَّتائِمِ والأكاذيـبِ الّتي بها يَنطِقونَ. ١٤أفنِهِم بغَيظٍ، أفنِهِم فلا يكونوا، لِـيعرفوا إلى أقاصي الأرضِ، أنَّ اللهَ سيِّدٌ في بَيتِ يَعقوبَ‌. ١٥يرجِعونَ مساءً ويَنبَحونَ كالكِلابِ ويَطوفونَ في أنحاءِ المدينةِ. ١٦ينتَشِرونَ باحثينَ عَنِ القُوتِ، فلا يشبَعونَ ولا يَهنأونَ‌. ١٧وأنا أُنشِدُ لِعِزَّتِكَ، وأُرنِّمُ في الصَّباحِ لِرَحمتِكَ، لأنَّكَ كُنتَ ملجا لي، وملاذا في يومِ ضيقي. ١٨أرتِّلُ لكَ يا عِزَّتي، لأنَّكَ يا اللهُ ملجَأي، إلهي الّذي يرحَمُني

مزمور ٦٠

صلاة بعد الهزيمة

١لِكبـير المُغَنِّينَ. على مقامِ السَّوسنِ. نشيدٌ لداوُدَ. للتَّعليم. ٢عِندَما حاربَ آراميِّـي النَّهرينِ‌ وصوبةَ، فرجعَ يوآبُ وضربَ اثني عشَرَ ألفا مِنَ الأدوميِّينَ في وادي المِلْحِ‌: ٣خَذَلْتنا يا اللهُ وبدَّدْتَنا. كُنتَ غاضِبا فَعُدْ إلينا. ٤زلزَلتَ الأرضَ وكسَرْتَها، فاجبُرْ كَسْرَها لأنَّها مُتزَعزِعةٌ. ٥أرَيتَ شعبَكَ الشَّدائِدَ، وسَقَيتَنا حتّى الثُمالةِ‌، ٦أعطِ لِخائِفيكَ إشارةً‌ ليهرُبوا مِنْ وجهِ سالِبِيهِم‌. ٧خَلِّصْنا بِيَمينِكَ وأعِنَّا، فيَخلُصَ الّذينَ نُحبُّهُم. ٨قالَ اللهُ في مَقدِسِهِ‌: «بِــغُبطَةٍ أقسِمُ شكيمَ‌، وأقيسُ وادي سُكُّوتَ. ٩لي جَلعادُ ولي منَسَّى. أفرايمُ خُوذَتي ويَهوذا صَولجاني. ١٠مُوآبُ‌ مَغسَلَتي، وعلى أدومَ أُلقي أنا الرّبُّ حِذائي‌، وعلى فلِسطيَّةَ هُتافَ ا‏نتصاري‌». ١١مَن يقودُني إلى المدينةِ الحصينةِ؟ مَنْ يَهديني بَعدُ إلى أدومَ؟ ١٢أحَقًّا خَذَلْتَنا يا اللهُ، وما عُدْتَ تخرُجُ معَ جيوشِنا؟ ١٣كُنْ نصيرا لنا في الضِّيقِ، فعَبَثا يُخَلِّصُنا البشَرُ. ١٤باللهِ نُقاتِلُ بِبسالةٍ، وهوَ يدوسُ أعداءَنا‌

مزمور ٦١

أسكني في جوارك

١لِكبـيرِ المُغَنِّينَ على القيثارةِ. لِداوُدَ: ٢إسمعْ يا اللهُ صَيحَتي، وأنصِتْ إلى صلاتي. ٣مِنْ أقاصي الأرضِ أدعوكَ، إذا ا‏نكسرَ قلبـي. إهدِني إلى صخرةٍ عاليةٍ‌ ٤لأنَّكَ أنتَ حِماي وحِصنٌ مَنيعٌ في وجهِ العَدُوِّ. ٥أسكِنِّي في جِوارِكَ طُولَ الحياةِ فأحتميَ بِسِترِ جَناحَيكَ‌. ٦قَبِلْتَ يا اللهُ نُذوري وأعطَيتَني ميراثَ مَنْ يخافُ ا‏سمَكَ‌. ٧أطِلْ أيّامَ المَلِكِ يا ربُّ، وا‏جعَلْ سِنينَهُ مدَى الأجيالِ. ٨يجلِسُ مدَى الدَّهرِ أمامَ اللهِ، والرَّحمةُ والحَقُّ يَنصُرانِهِ. ٩فأرَتِّلَ لاسمِكَ طُولَ الحياةِ، ويوما فيوما أُوفي نُذوري

مزمور ٦٢

الرب راحتي وملجأي الوحيد

١لِكبـيرِ المُغَنِّينَ. تلحينُ يَدوثونَ‌. مزمورٌ لِداوُدَ: ٢إلى اللهِ ترتاحُ نفْسي، ومِنهُ وحدَهُ خلاصي. ٣خالقي هوَ ومُخَلِّصي‌ وملجأي فلا أتَزَعزَعُ. ٤إلى متى تهجُمونَ جميعا على إنسانٍ مِثْلي لِتَهدِموه؟ وما هوَ إلاَّ حائطٌ مائِلٌ، أو كجدارٍ يكادُ ينهارُ. ٥يَتآمرونَ لإسقاطِهِ عَنْ مَقامِهِ، ويجدونَ سُرورا بِكلامِ الكَذِبِ. يُباركونَهُ بأفواهِهِم عَلَنا وفي قلوبهم يَلعَنونَهُ. ٦إلى اللهِ ترتاحُ نفْسي، ومِنهُ وحدَهُ رجائي. ٧خالِقي هوَ ومُخَلِّصي وملجأي فلا أتَزَعزَعُ. ٨عِندَ اللهِ خلاصي ومَجْدي، وفي عِزَّةِ اللهِ صَخرَتي ومُحتَماي. ٩توَكَّلُوا علَيهِ أيُّها الشَّعبُ، وافتَحوا قلوبَكُم لهُ، لأنَّهُ ملجأٌ لنا كُلَّ حينٍ. ١٠نفْخَةُ رِيحٍ بَنو آدمَ. كالذُّبابِ بَنو البشَرِ. في الموازينِ تَشيلُ كِفَّتُهُم فهُم جميعا أخفُّ مِنْ نَسمَةٍ. ١١لا تَتَّكِلوا على الظُّلْمِ، وبالاختلاسِ لا تكسِبوا. إذا كثُرتْ ثروَتُكُم، فلا تَمِلْ قلوبُكُم إليها. ١٢تكلَّمَ اللهُ مرَّةً ومرَّتَينِ، فَسَمِعْتُ أنَّ العِزَّةَ للهِ، ١٣وأنَّ الرَّحمةَ لكَ يا ربُّ، فَتُجازي الإنسانَ بِـحسَبِ عمَلِهِ‌

مزمور ٦٣

رحمتك خير من الحياة

١مزمورٌ لِداوُدَ عِندَما كانَ في برِّيَّةِ يَهوذا‌: ٢يا اللهُ، إلهي أنتَ، وإليكَ أُبَكِّرُ، فإليكَ تعطَشُ نفْسي. جسَدي يَتوقُ إليكَ كأرضٍ‌ قاحلةٍ يابسةٍ لا ماءَ فيها. ٣دَعني أشاهِدكَ في مَقدسِكَ، لأرى عِزَّتَكَ ومَجدَكَ. ٤خَيرٌ مِنَ الحياةِ رَحمتُكَ. شفتايَ تُسَبِّحانِ لكَ، ٥ومدَى حياتي أُبارِكُكَ. وبا‏سمِكَ‌ أرفَعُ للصَّلاةِ كفَّيَّ‌. ٦تُشبِــعُني كما مِنْ طعامٍ شَهيٍّ‌ فَتُرنِّمُ شفتايَ ويُهَلِّلُ فَمي. ٧إذا ذَكَرتُكَ على فِراشي، وفي اللَّيالي لَهَجْتُ بِكَ، ٨فلأنَّكَ كُنتَ نَصيرا لي، وفي ظِلِّ جَناحَيكَ أُرنِّمُ. ٩تَعَلَّقَت نفْسي بِكَ، فيَمِـينُكَ تسنُدُني. ١٠والّذينَ يطلبونَ الشَّرَّ لي يَنزِلونَ إلى أسافِلِ الأرضِ‌. ١١يُدفَعونَ إلى يَدِ السَّيفِ، ويكونونَ فريسةً للثَّعالِبِ. ١٢أمَّا المَلِكُ فيَفرَحُ بِاللهِ، وكُلُّ مَنْ يحلِفُ بهِ‌ يَتهَلَّلُ، وأفواهُ الكاذِبـينَ تُسَدُّ

مزمور ٦٤

الله يحطم ألسنة السوء

١لِكبـيرِ المُغَنِّينَ. . . مزمور لِداوُدَ: ٢ا‏سمَعْني يا اللهُ حينَ أشكو ومِنْ هَولِ العَدُوِّ ا‏حفظْ حياتي. ٣أُستُرني مِنْ مُؤامَرةِ الأشرارِ ومِنْ عَجيجِ الّذينَ يفعَلونَ الإثْمَ. ٤يَسِنُّونَ أَلسِنَتَهُم كالسَّيفِ ويُسَدِّدونَ سِهامَهُم كَلاما مُرًّا ٥ليَرموا البريءَ مِنْ مكامِنِهِم، يَرمونَهُ بَغْتةً ولا يَخافونَ. ٦يُشجِّعونَ أنفُسَهُم على الشَّرِّ ويَتشاورونَ أينَ يَطْمُرونَ فِخاخَهُم، قائِلينَ: «مَنْ يا تُرى يَراها‌؟» ٧يُخْفونَ جَرائِمَهُم بمهارةٍ، وعَبَثا يـبحثُ الباحِثونَ، فباطنُ الإنسانِ وقلبُهُ عميقانِ. ٨فيَرميهمِ الرّبُّ بِسَهْمٍ، وبِضَرَباتِهِ يُباغِتُهُم. ٩لِسانُهُم يكونُ عَثْرةً لهُم، وكُلُّ مَنْ يَراهم يُنَدِّدُ بِهِم. ١٠فيَخافُ البشَرُ كُلُّهُم ويُحَدِّثُونَ بِما عَمِلَ اللهُ ويَتَّخِذونَ مِنْ عَملِهِ عِبْرَةً. ١١يفرَحُ الصِّدِّيقُ ويحتَمي بالرّبِّ، ويتَهَلَّلُ كُلُّ مُستَقيمِ القلبِ

مزمور ٦٥

شكر لله على خيراته

١لِكبـيرِ المُغَنِّينَ. مزمورٌ لِداوُدَ. أُغنيةٌ: ٢لكَ في صِهيَونَ‌ يدومُ التَّهليلُ‌، ولكَ يا اللهُ تُوفَى النُّذورُ. ٣إليكَ يا سميعَ الدُّعاءِ يجيءُ جميعُ البشَرِ. ٤آثامُنا تجَبَّرَت علَينا، ومَعاصينا أنتَ تُكفِّرُ عَنها. ٥هَنيئا لِمنْ تختارُهُ يا ربُّ وتُقَرِّبُهُ لِـيسكُنَ دِياركَ. أشبِــعْنا مِنْ خَيراتِ بـيتِكَ، خَيراتِ هَيكلِكَ المُقدَّسِ. ٦بالأعمالِ الرَّهيـبةِ العادلةِ تُعينُنا يا اللهُ مُخَلِّصنا. سُكَّانُ أقاصي الأرضِ يَتَّكِلونَ علَيكَ، وسكَّانُ البِـحارِ البعيدةِ‌. ٧يا مُثَبِّتَ الجِبالِ بِقُدْرَتِهِ والمُتَّزِرَ بالجَبروتِ وحدَكَ. ٨المُهدِّئَ عجيجَ البِـحارِ، عجيجَ أمواجِها وضجيجَ الأمَمِ. ٩سكَّانُ الأقاصي يخافونَ‌ آياتِكَ، ومَطالِـعُ الصُّبحِ والمساءِ تُرنِّمُ لكَ. ١٠تَعَهَّدْتَ الأرضَ وسَقَيتَها، وأغنَيتَها باللهِ كثيرا. ملأتَ سواقيَها مياها‌، فتُهَيِّؤُها لِتُخرِجَ غِلالَها. ١١تروي أتلامَها وتُسَوِّي أخاديدَها، وبالأمطارِ تُطَرِّيها وتُبارِكُ نَبْتَها. ١٢تُكلِّلُ السَّنةَ بِطَيِّباتِكَ، ومِمَّا تُطعِمُنا يسيلُ الدَّسَمُ. ١٣مراعي البرِّيَّةِ تَمتَلِـئُ خِصْبا، والتِّلالُ تَتَّزِرُ بِالبهجةِ. ١٤المُروجُ تكتَسي غَنَما، والأوديَةُ تكتَسي بالحِنطةِ، فيهتِفُ الجميعُ ويُنشِدونَ

مزمور ٦٦

الله يخلصنا فنشكره

١لِكبـيرِ المُغَنِّينَ. نشيدٌ. مزمورٌ: إهتِفوا للهِ يا جميعَ الأرضِ! ٢رتِّلوا لِمَجدِ ا‏سمِهِ‌، وهَلِّلوا لِمَجدِه تهليلا‌. ٣قولوا لَه: «ما أرهبَ أعمالَكَ! لِعظيمِ عِزَّتِكَ يتَذلَّلُ‌ أعداؤُكَ ٤جميعُ الأرضِ تسجُدُ لكَ. تُرتِّلُ لكَ، تُرتِّلُ لا‏سمِكَ». ٥تعالَوا انظُروا أعمالَ اللهِ. ما أرهَبَ صنائِعَهُ لِلبشَرِ. ٦حوَّلَ البحرَ إلى يَبَسٍ، وبالأرجلِ عَبَرَ آباؤُنا النَّهرَ‌. هُناكَ فَرِحْنا بهِ ٧مُتَسلِّطا أبدا بِـجَبَرُوتِهِ. عيناهُ تُراقِبانِ الأمَمَ، فلا يَتشامخُ المُتَمَرِّدونَ. ٨باركوا إلهَنا أيُّها الشُّعوبُ وا‏سمَعوا صوتَ التَّهليلِ. ٩هوَ الّذي أبقانا في الحياةِ ومَنعَ أقدامَنا عَنِ الزَّلَلِ، ١٠لأنَّكَ يا اللهُ جَرَّبْتَنا وَمَحَّصْتنا تمحيصَ الفِضَّةِ. ١١أنتَ أوقَعتَنا في المِصيدةِ‌ وألقَيتَ عِبْئا‌ على ظُهورِنا. ١٢أركبتَ أُناسا على رُؤُوسِنا‌ فَدخَلْنا النِّيرانَ والمياهَ، ولكنْ إلى الرَّخاءِ أَخرَجتَنا‌. ١٣سأدخُلُ بـيتَكَ بالمُحرَقاتِ وأوفِـيكَ يا ربُّ نُذُورا ١٤تَلفَّظَت بها شفتايَ ونَطَقْتُ بِها في الضِّيقِ. ١٥مُحرَقاتٌ سمينةٌ أُصعِدُها لكَ: كباشٌ رائِحتُها بَخُورٌ، وأُقدِّمُ بقَرا معَ تُيوسٍ. ١٦تَعالَوا ا‏سمَعوا يا خائِفي اللهِ، فأُخبِرَكُم بِما عَمِلَ لي. ١٧بِفَمي صَرَختُ إليهِ، وعَظَّمتُهُ بِلِساني. ١٨لو فَكَّرتُ بالإثْمِ في قلبـي لما سَمِعَ اللهُ لي. ١٩لكنَّ اللهَ سمِعَ لي وأَنصَتَ إلى صلاتي. ٢٠تباركَ اللهُ لم يُهمِلْ صلاتي ولم يَرُدَّ رَحمَتَهُ عنِّي

مزمور ٦٧

الأمم كلها تمدح الله

١لِكبـيرِ المُغَنِّينَ على القيثارةِ. نشيدٌ: مزمورٌ: ٢تَحنَّنْ يا اللهُ وبارِكْنا وأنِرْ بِوجهِكَ علَينا‌، ٣فَيعرِفَ أهلُ الأرضِ طريقَكَ وجميعُ الأمَمِ خلاصَكَ. ٤يحمَدُك الشُّعوبُ يا اللهُ، يحمَدُك الشُّعوبُ كُلُّهُم، ٥ويفرَحُ الأمَمُ ويُرَنِّمُونَ. تدينُ الشُّعوبَ بالاستِقامةِ وتَهدي الأمَمَ في الأرضِ‌. ٦يحمَدُكَ الشُّعوبُ يا اللهُ، يحمَدُكَ الشُّعوبُ كُلُّهُم. ٧الأرضُ أعطت غَلَّتَها، فَباركَنا اللهُ إلهُنا. ٨باركَنا اللهُ الّذي تخشَعُ لَه جميعُ أقاصي الأرضِ

مزمور ٦٨

مسيرة الرب إلى النصر

١لِكبـيرِ المُغَنِّينَ. لِداوُدَ. نشيدٌ: مزمورٌ: ٢يقومُ اللهُ فيتَشَتَّتُ أعداؤُهُ ويهرُبُ مُبغِضُوهُ مِنْ وجهِهِ. ٣كما يتَبَدَّدُ الدُّخانُ يُبَدِّدُهُم، وكما يذوبُ الشَّمْعُ أمامَ النَّارِ يَبـيدُ الأشرارُ أمامَ اللهِ. ٤أمَّا الأبرارُ فيفرَحونَ. يغتَبِطونَ أمامَ اللهِ وينشَرِحونَ. ٥أنشِدوا للهِ ورَتِّلوا لا‏سمِهِ! مَهِّدوا‌ للرَّاكبِ في البَراري‌. الرّبُّ ا‏سمُهُ فا‏هْتِفوا أمامَهُ. ٦أبو اليتامى ومُعينُ الأرامِلِ، هوَ اللهُ في مَحلِّهِ المُقدَّسِ. ٧اللهُ يُسكِنُ الشَّريدَ‌ بـيتا، ويُخرِجُ الأسرى إلى الانفِراجِ‌، أمَّا المُتَمَرِّدونَ فيَسكُنونَ الأرضَ القاحلةَ. ٨عِندَ خُروجِكَ‌ قُدَّامَ شعبِكَ وصُعُودِكَ يا اللهُ في البرِّيَّةِ ٩ا‏رتَعشَتِ الأرضُ‌ وقَطَرتِ السَّماءُ مِنْ وجهِكَ يا إلهَ سيناءَ. مِنْ وجهِكَ يا اللهُ، إلهَ إِسرائيلَ. ١٠خَيرا عميما أمطَرتَ يا اللهُ، وشعبُكَ‌ في ضَعفِهِ أنتَ قَوَّيتَهُ‌. ١١رعيَّتُكَ وجَدَت مَقاما هُناكَ، وبِـجودِكَ يا اللهُ هَيَّأتَ لِلمَساكينِ. ١٢الرّبُّ يُعطي أمرا، فيحمِلُ البُشْرى كثيرونَ: ١٣المُلوكُ وجيوشُهُم يَفِرُّونَ هارِبـينَ. رَبَّاتُ البُيوتِ يَقسِمْنَ الغنِـيمةَ. ١٤يَقُمْنَ بَينَ الحَظائِر كالحَمائِم بأجنِحَتِها المَطْليَّةِ بالفِضَّةِ وريشِها المُوَشَّحِ بِنَضيرِ الذَّهَبِ. ١٥عِندَما شَتَّتَ القديرُ مُلوكا هُناكَ تساقطَ الثَّلجُ في جَبلِ صَلْمُونَ‌. ١٦جَبلُ باشانَ‌، يا جَبلَ الشُّموخِ! جَبلُ باشانَ، يا جَبلَ الأعالي! ١٧لماذا يا قِمَمَهُ العاليةَ، تَرصُدينَ جَبلَ صِهيَونَ با‏زدِراءٍ، واللهُ ا‏رتضاهُ مُقاما لهُ؟ بل إلى الأبدِ يسكُنُهُ الرّبُّ؟ ١٨بألوفٍ مِنَ المَركباتِ جاءَ الرّبُّ مِنْ سيناءَ إلى المكانِ المُقدَّسِ‌. ١٩صَعِدْتَ إلى العَلاءِ أيُّها الرّبُّ تقودُ أسراكَ إلى الأسْرِ لِتَقبلَ جِزيَةَ‌ المُتَمَرِّدِينَ علَيكَ وتسكُنَ هُناكَ أيُّها الرّبُّ الإلهُ. ٢٠تبارَكَ الرّبُّ الإلهُ مُخَلِّصُنا، يوما فيوما يحمِلُ أعباءَنا. ٢١اللهُ لنا إلهُ خلاصٍ. الرّبُّ السَّيِّدُ يُخرِجُنا مِنَ الموتِ‌. ٢٢اللهُ يسحَقُ رُؤوسَ أعدائِهِ وفَرْوَةَ رأسِ‌ المُمْعِنِ في آثامِهِ ٢٣قالَ الرّبُّ: «مِنْ باشانَ أُرجِـعُ أعداءَكَ، وأُرجِعُهُم مِنْ أعماقِ البحرِ، ٢٤فَتَغسِلُ رِجلَيكَ بِدمائِهِم، فيما تَلحَسُها ألسِنَةُ كِلابِكَ». ٢٥تَراءَت مواكِبُكَ يا اللهُ، يا اللهُ مَلِكي، في المَوضِعِ المُقَدَّسِ. ٢٦المُنشِدونَ في المُقدِّمةِ والعازِفونَ خَلْفَهُم، وفي الوسَطِ عذارى يَنقُرْنَ الدُّفوفَ. ٢٧باركوا اللهَ الرّبَّ في المَجامِـعِ، يا مَنْ هُم مِنْ صُلْبِ إِسرائيلَ‌! ٢٨هُناكَ رؤساءُ بنيامينَ الصَّغيرِ الضَّعيفِ، ورؤساءُ يَهوذا الأشِدَّاءُ‌ ورؤساءُ زَبولونَ ونَفتالي. ٢٩أَظهِرْ يا اللهُ‌ عِزَّتَكَ، وأيِّدْ يا اللهُ ما عمِلتَ لنا. ٣٠مِنْ هَيكلِكَ في أورُشليمَ حيثُ المُلوكُ يُقَدِّمونَ لكَ الهدايا. ٣١إنتَهِرِ البقَرةَ الوحشيَّةَ‌ والثِّيرانَ والعُجولَ مِنَ الشُّعوبِ. شَتِّتْ شُعوبا يُسَرُّونَ بِالحروبِ، فَيتَذَلَّلونَ لكَ ويُقدِّمونَ الجِزيَةَ. ٣٢سَيأتيكَ يا اللهُ أشرافُ مِصْرَ‌، وتُسرِعُ كُوشُ بهداياها‌ إليكَ. ٣٣أنشِدوا للهِ يا مَمالِكَ الأرضِ، رَتِّلوا للرّبِّ كُلَّ التَّرتيلِ، ٣٤للرَّاكبِ في أعلى السَّماواتِ القديمةِ. ها هوَ يُطلِقُ صوتَهُ‌، صوتَ عِزَّتِهِ. ٣٥أُعطُوا العِزَّةَ للهِ، فعلى إِسرائيلَ جلالُهُ، وفي الغيومِ عِزَّتُهُ. ٣٦رهيـبٌ هوَ اللهُ في مَقدِسِهِ. إلهُ إِسرائيلَ هوَ، يُعَزِّزُ شعبَهُ ويُعَظِّمُهُ. تَباركَ اللهُ

مزمور ٦٩

إستغاثة من أعماق الضيق

١لِكبـيرِ المُغَنِّينَ على سِتَّةِ أوتارٍ‌. لِداوُدَ:  ٢خلِّصْني يا اللهُ لأنَّ المياهَ وصَلَت إلى مَنافِسي. ٣غَرِقتُ في مُستَنقعٍ عميقٍ لا مُستَقَرَّ فيهِ. دخَلْتُ إلى أعماقِ المياهِ، والسَّيلُ غَمَرني. ٤أوجَعَني صُراخي وبُحَّ حَلْقي، وكَلَّت عينايَ مِن ا‏نتظارِ إِلهي. ٥أكثَرُ مِنْ شَعْرِ رأسي الّذينَ يُبغِضونَني بِلا سبَبٍ‌ تعاظَمَ الّذينَ أسكَتوني، وهُم أَعدائي بِــغيرِ حَقٍّ، وجَعلوني أعودُ عَمَّا لم أقُلْهُ‌. ٦أنتَ يا اللهُ تعرِفُ حماقَتي وآثامي لا تَخفَى عَنكَ ٧لا يَخْزَ بـي الّذينَ يَرجونَكَ، أيُّها السَّيِّدُ، يا ربَّنا القدير، ولا يخجَلِ الّذينَ يطلُبونَكَ، يا إلَه إِسرائيلَ‌. ٨مِنْ أجلِكَ ا‏حْتَمَلتُ العارَ وغطَّى الخَجَلُ وجهي. ٩صِرْتُ أجنبـيًّا عِندَ إخوَتي وغريـبا عِندَ بَني أُمِّي. ١٠غَيرَتي على بَيتِكَ‌ أكَلَتني، وما يُعَيِّرونَكَ بهِ‌ وقَعَ عليَّ. ١١أَذْلَلْتُ‌ بالصَّومِ نفْسي فصارَ ذلِكَ عارا عليَّ. ١٢جَعَلتُ لِباسي مِسْحا، فصِرْتُ عِندَهُم مَثلا. ١٣يُعرِضونَ عنِّي في مجالِسِهِم‌، والسَّكارى يَنظِمونَ فيَّ الأغاني. ١٤إليكَ صلاتي يا ربُّ. يا اللهُ هذا أوانُ الرِّضَى. كنْ عونا لي بِكثرةِ رَحمَتِكَ، وخلِّصْني يا ربُّ بِـحَقِّكَ. ١٥أنقِذْني مِنَ الوَحْلِ فلا أَغرَقُ، نَجِّني مِنْ أعماقِ المياهِ ومِنَ الّذينَ يُبغِضُونَني. ١٦لا تَدَعِ السَّيلَ يَغمُرُني ولا الأعماقَ تبتَلِعُني، ولا الهاوية تُطْبِقُ فمَها عليَّ. ١٧أعنِّي يا ربُّ بَجُودِ رَحمتِكَ، وبِكثرةِ رَأفَتِكَ ا‏لتَفِتْ إليَّ. ١٨لا تَحجُبْ وجهَكَ عَنْ عبدِكَ. أسرِعْ إلى مَعونَتي فأنا في ضيقٍ. ١٩إقتَرِبْ مِنِّي وكُنْ وَليِّـي، ومِنْ أعدائِيَ ا‏فْتَدِني. ٢٠تعرِفُ عاريَ وخِزيـيَ وهَواني، وأمامَ عينَيكَ ما يُضايِقُني. ٢١كسَرَ العارُ قلبـي فَمَرِضْتُ. لا رِثاءَ وَجَدْتُ ولا عَزاءَ. ٢٢جعَلوا في طعامي عَلْقَما، وفي عطَشي سَقَوني خَلا‌. ٢٣لِتَكُنْ رُسُلُهُم قُدَّامَهُم فَخًّا، وكُلُّ سلامٍ شرَكا لهُم. ٢٤لِتُظلِمْ عُيونُهم فلا تُبصِرُ، ولتَرتَجِفْ مُتونُهُم كُلَّ حينٍ‌. ٢٥صُبَّ علَيهِم سَخَطَكَ، وَليَلحَقْ بِهم لهيـبُ غضَبِكَ. ٢٦لِتَصِرْ دِيارُهُم خَرابا، ولا يَكُنْ في خيامِهِم ساكِنٌ‌. ٢٧هُمُ ا‏ضْطَهَدوا الّذي ضَرَبْتَهُ، وضاعَفوا أوجاعَ‌ الّذي طَعَنْتَهُ. ٢٨زِدْ على إثْمِهِم إِثْما، ولا تشمُلْهُم بِــعَدلِكَ. ٢٩أمْحُهُم مِنْ كِتابِ الأحياءِ‌، ولا تكتُبْهُم معَ الصَّالِحينَ. ٣٠أنا مِسكينٌ كئيـبٌ وخلاصُكَ يااللهُ يرفَعُني ٣١أُهَلِّلُ لاسمِ اللهِ بالنَّشيدِ وأُعظِّمُهُ أبدا بالحَمدِ. ٣٢نَذَرْتُ للرّبِّ أَطيَبَ من ثَورٍ، أو مِنْ عِجْلٍ بِقُرونٍ وأظلافٍ‌. ٣٣يرَى المَساكِينُ فيَفرَحونَ، وتَحيا قلوبُ مَنْ يَطلبونَ اللهَ. ٣٤الرّبُّ يستَمِعُ لِلبُؤساءِ ولا يحتَقِرُ شعبَهُ الأسيرَ. ٣٥السَّماواتُ والأرضُ تُهلِّلُ لهُ، والبِـحارُ وكُلُّ ما يَدِّبُّ فيها! ٣٦اللهُ يُخَلِّصُ صِهيَونَ ويـبني مُدُنَ يَهوذا، فيُقيمُ عبـيدُهُ هُناكَ وتكونُ ميراثا لهُم. ٣٧نسلُ عبـيدِهِ يَملِكونَها ومُحِبُّو ا‏سمِهِ يسكُنونَ فيها

مزمور ٧٠

أسرع يا الله إلى نجدتي

١لِكبـيرِ المُغَنِّينَ. لِداوُدَ. لِلتَّذكِيرِ‌: ٢أسرِعْ يا اللهُ إلى نَجدَتي. أسرِعْ يا ربُّ إلى نُصرَتي. ٣الخِزْيُ والعارُ لِمَنْ يطلُبُ حياتي وليَنهزِمْ هَوانا مَنْ يُريدُ الشَّرَّ لي. ٤لِـيَرْتَدَّ على أعقابِهِم خِزْيا القائِلونَ لي: «هَه! هَه!» ٥فيَنشَرِحَ صَدرُ كُلِّ مَنْ يطلُبُكَ ويَفرَحَ بكَ كُلُّ مَنْ يُحِبُّ خلاصَكَ ويَهتِفَ دَوما ما أعظَمَ الرّبَّ. ٦أنا مسكينٌ وبائِسٌ، فأسرِعْ يا اللهُ إليَّ. نَصيري ومُنقِذِي أنتَ فيا ربُّ، لا تَتأخرْ

مزمور ٧١

الرب ملجأنا في الشيخوخة

١بِكَ يا ربُّ أحتَمي، فلا أَخزى إلى الأَبدِ. ٢بِــعَدلِكَ أنقِذْني ونَجِّني. أمِلْ إليَّ أُذُنَكَ وخَلِّصْني. ٣كُنْ لي صخرةَ عَونٍ ألتَجِـئُ إليها كُلَّ حينٍ‌. أوصيتَ بِتَخليصي يا ربُّ لأنَّكَ صخرتي وحِصْني‌. ٤نَجِّني يا اللهُ مِنْ يدِ الشِّرِّيرِ، من قَبضَةِ الجائِرينَ المُبغِضينَ. ٥رجائي أنتَ يا سيِّدي الرّب، وعلَيكَ ا‏تَّكَلْتُ مُنذُ صِبايَ. ٦إليكَ ا‏ستَنَدْتُ مِنَ الرَّحِمِ، ومِنْ أحشاءِ أُمِّي أنتَ كِفايَتي‌، ولكَ أُهَلِّلُ في كُلِّ حينٍ. ٧صِرْتُ أُعجوبَةً لِكثيرينَ، وأنتَ حِمايَ المَنيعُ. ٨يمتَلِـئُ فَمي مِنَ التَّهليلِ لكَ، ومِنْ تَمجيدِكَ نهارا وليلا. ٩لا تَرفُضْني في زَمَنِ شيخُوخَتي‌، ولا تـترُكْني عِندَ فَناءِ قُوَّتي. ١٠أعدائي يَتكَلَّمونَ عليَّ، يُراقِبونَني ويَتآمَرُونَ معا. ١١يقولونَ إِنَّ اللهَ تَركَهُ، فا‏لحَقُوهُ وأمسِكوهُ فلا مَنْ يُنقِذُهُ. ١٢لا تبتَعدْ يا اللهُ عنِّي، يا إلهي أسرِعْ إلى نصرَتي. ١٣البُؤسُ والفَناءُ لِمَنْ يُقاوِمُني، وَليُغطِّ العارُ والهَوانُ مَنْ يطلُبُ السُّوءَ لي. ١٤أنا أرجوكَ في كُلِّ حينٍ وأزيدُكَ تَهليلا على تَهليلٍ. ١٥أُحَدِّثُ بِــعَدلِكَ ليلَ نهار، وبِـخلاصِكَ الّذي لا أعرِفُ حدًّا لهُ‌. ١٦أُقِرُّ بجَبَروتِكَ‌ أيُّها السَّيِّدُ، وأَذكُرُ عَدلَكَ يا ربُّ وحدَكَ. ١٧علَّمْتَني يا اللهُ مُنذُ صِبايَ، وإلى الآنَ أُخبِرُ بِــعَجائِبِكَ. ١٨في المَشيـبِ والشَّيخوخةِ لا تـترُكْني، فأُخبِرَ هذا الجيلَ والأجيالَ الآتيةَ بِقُوَّةِ ذِراعِكَ وجَبَرُوتِكَ. ١٩عدلُكَ يا اللهُ يسمو إلى العُلى، مَنْ مِثلُكَ يا اللهُ يصنَعُ العظائِمَ؟ ٢٠أرَيتَني الكثيرَ مِنَ الضِّيقِ والبلايا، لكِنَّك يا اللهُ تعودُ فتُحيـيني، ومِنْ أعماقِ الأرضِ‌ ترفَعُني. ٢١تَزيدُ يا ربُّ في عَظَمَتي وتَرجِـعُ إليَّ فَتُعَزِّيني. ٢٢على القيثارةِ‌ أحمَدُكَ. لأنَّكَ يا إلهي أمينٌ لي وبالكَنَّارةِ أُرَتِّلُ لكَ يا قدُّوسَ إسرائيلَ. ٢٣تُرَنِّمُ شَفَتايَ وتُرَتِّلانِ لكَ ونفْسي الّتي ا‏فتَديتَها. ٢٤لِساني يلهَجُ بِــعَدلِكَ ليلَ نهار، لأنَّ الّذينَ طلَبُوا الشَّرَّ لي خَزُوا وخَجِلوا

مزمور ٧٢

الرب ملك السلام

١لِسليمانَ: عَلِّمِ المَلِكَ أحكامَكَ يا اللهُ وا‏بنَ المَلِكِ عَدالَتَكَ ٢لِـيدينَ شعبَكَ بالعَدلِ وعِبادَكَ المَساكينَ بالإنصافِ، ٣فتَحمِلَ الجِبالُ سلاما والرَّوابـي‌ عَدلا لِشعبِكَ. ٤ولِـيَحكُمْ لِمَساكينِ الشَّعبِ ويُخَلِّصِ البائسينَ ويَسحقْ ظالِميهِم، ٥فيَدومَ‌ ما دامتِ الشَّمسُ وما دامَ القمرُ جِيلا بَعدَ جيلٍ. ٦ينزِلُ كالنَّدى على الأعشابِ، وكالمَطَرِ الّذي يسقي الأرضَ. ٧يفرَحُ في أيّامِهِ الصِّدِّيقُ‌، ويَعِمُّ السَّلامُ حتّى زَوالِ القمرِ. ٨يَملِكُ مِنَ البحرِ إلى البحرِ‌، ومنَ النَّهرِ‌ إلى أقاصي الأرضِ. ٩أمامَهُ يسجُدُ أهلُ الصَّحراءِ‌، وأعداؤُهُ يلحَسونَ التُّرابَ. ١٠مُلوكُ تَرشِيشَ‌ والجُزُرِ‌ النَّائيةِ يحمِلونَ إليهِ الهدايا مُلوكُ سَبا‌ وشَبا‌ يُقَدِّمُونَ لَه العطايا. ١١جميعُ المُلوكِ يسجُدونَ لهُ، وتَتَعَبَّدُ لَه جميعُ الأمَمِ. ١٢يُنقِذُ البائِسَ المُستَغِيثَ والمِسكينَ الّذي لا نصيرَ لهُ. ١٣يحمي الذَّليلَ والبائِسَ ويُخَلِّصُ نُفوسَ الفُقَراءِ. ١٤مِنَ الأذى والعُنْفِ يَفتَديهِم، ويكونُ دمُهُم عزيزا علَيهِ‌. ١٥يحيا ويُعطي مِنْ ذَهَبِ شَبا ويُدعَى لَه في كُلِّ حينٍ. يـباركُكَ نهارا وليلا ١٦فتَكثُرُ السَّنابِلُ في الأرضِ. تـتمايَلُ على رؤوسِ الجِبالِ وتُثمِرُ كما في لبنانَ وتزدَهِرُ المُدُنُ بِسُكَّانِها مِثلَ ا‏زْدِهارِ العُشْبِ في الأرضِ. ١٧يكونُ ا‏سمُهُ إلى الأبدِ، ويدومُ‌ ذِكرُهُ ما دامتِ الشَّمسُ، فتَتباركُ بهِ جميعُ الشُّعوبِ وتُهَنِّئُهُ كُلُّ الأُمَمِ. ١٨تَبارَكَ الرّبُّ إلهُ إِسرائيلَ، الإلهُ الصَّانِعُ العَجائبَ وحدَهُ. ١٩تَبارَكَ ا‏سمُهُ المجيدُ إلى الأبدِ، ولتَمتَلِـئِ الأرضُ كُلُّها مِنْ مَجدِهِ. آمينَ ثُمَّ آمينَ‌. ٢٠تمَّتْ صَلواتُ داوُدَ بنِ يسَّى‌

مزمور ٧٣

نجاح الأشرار

١مزمورٌ لآسافَ‌: اللهُ صالِحٌ لِلمُستَقيمينَ‌ صالِحٌ لأنقياءِ القُلوبِ. ٢كادَت قَدَمايَ تَزيغانِ، ولولا قليلٌ لَزَلَّت خُطُواتي، ٣حِينَ غِرْتُ مِنَ المُتَباهينَ‌ ورأيتُ الأشرارَ في سلامٍ. ٤هُم لا يُقاسُونَ الشَّدائِدَ، وأجسامُهُم سليمةٌ سمينةٌ. ٥لا يتعَبونَ كسائِرِ النَّاسِ ولا يُصابُونَ مِثلَ البشَرِ. ٦لِذلِكَ تَقَلَّدُوا الكِبرِياءَ وا‏رتَدَوا ثيابَ العُنْفِ. ٧عيونُهُم جَحَظَت مِنَ الشَّحْمِ، وقلوبُهُم جاوَزَت كُلَّ شكوى‌. ٨يستَهزِئُونَ ويَنطِقُونَ بالسُّوءِ،ويَظلِمونَ ويَتكَلَّمونَ باستعلاءٍ. ٩يجعلونَ أفواهَهُم في السَّماءِ‌، وألسِنَتَهُم تسعى في الأرضِ. ١٠يشبَعونَ مِنَ الأكلِ حتّى التُّخْمةِ‌، وإلى الماءِ لا يعطَشونَ‌. ١١يقولونَ: «كيفَ يعلَمُ اللهُ؟ وهل عِندَ العليِّ مَعرِفَةٌ؟» ١٢هؤلاءِ هُمُ الأشرارُ الهانِئونَ، تزدادُ ثَروَتُهُم على الدَّوامِ. ١٣أمَّا أنا فعَبَثا طهَّرْتُ قلبـي وغسَلْتُ بالنَقاوَةِ يَدَيَّ‌، ١٤لأنَّكَ تُعَذِّبُني نهارا وليلا وتُؤدِّبُني في كُلِّ صباحٍ. ١٥لو قُلتُ مِثلَ هذا الكَلامِ لَغَدَرْتُ بأجيالِ بَنِـيكَ. ١٦حَسِبتُ أنِّي أعرِفُ ذلِكَ فرأيتُهُ عَسيرا عليَّ، ١٧إلى أنْ دَخَلتُ هَيكلَ اللهِ وتَبَيَّنتُ آخِرةَ الأشرارِ. ١٨في المَزالقِ حقًّا جعَلْتَهُم، وفي المَهالِك يا ربُّ أوقَعتَهُم. ١٩يصيرونَ إلى الخَرابِ في لحظةٍ، ويضمَحِلُّونَ ويفنَونَ مِنَ الأهوالِ. ٢٠كَحُلُمٍ عِندَ اليقظةِ يا ربُّ، عِندَ اليقظةِ تزولُ صُورتُهُم‌. ٢١عِندَما تَمَرمَرَ قلبـي، وفي كبِدي تَوَجَّعْتُ، ٢٢كنتُ غبـيًّا لا أعرِفُ، كنتُ كالبهيمِ عِندَكَ، ٢٣وأنا معَكَ في كُلِّ حينٍ، تُمسِكُني بِيَدي اليُمنى. ٢٤بِمَشُورَتِكَ تَهديني، وإلى المَجدِ تأخُذُني‌ مِنْ بَعدُ. ٢٥مَنْ لي في السَّماءِ سِواكَ، وفي الأرضِ لا أُريدُ غيرَكَ، ٢٦يفنَى لحمي وقلبـي، ويـبقى اللهُ صخرَتي ونَصيـبـي. ٢٧البُعَداءُ عنكَ يَبـيدونَ، وتُسكِتُ‌ كُلَّ مَنْ يَخونُكَ‌. ٢٨القُربُ مِنَ اللهِ يَطيـبُ لي، وفي السَّيِّدِ الرّبِّ جعَلْتُ حِمايَ لأحدِّثَ بِـجميعِ أعمالِهِ

مزمور ٧٤

بعد دمار الهيكل

١نشيدٌ‌ لآسافَ‌: لِماذا خَذَلْتنا يا اللهُ طويلا، وتصاعدَ غضَبُكَ على رَعيَّتِكَ‌ ٢أُذكُرْ جماعَتَكَ الّتي ا‏قتَنَيتَها مُنذُ القديمِ وا‏فْتَدَيتَها، وا‏ذكُرْ سِبْطا جعَلْتَهُ مُلْكا لكَ، وجبَلَ صِهيَونَ الّذي سكَنْتَهُ. ٣إرفعْ خُطُواتِكَ إلى الخرائِبِ الدَّائِمةِ، فالأعداءُ حطَّمُوا كُلَّ شيءٍ في مَقدِسِكَ. ٤زَمْجَروا في وسَطِ مَعبَدِكَ ورفَعوا راياتِهِم علامةَ النَّصرِ. ٥عمِلوا فُؤُوسَهُم في أخشابِهِ، كما في غابةٍ كثيفَةٍ، ٦حطَّموا المَنقوشاتِ كُلَّها بالمَطارقِ والمَعاولِ جميعا. ٧أحرَقوا بالنَّارِ مَقدِسَكَ، ودَنَّسوا وهَدَموا مَسكِنَ ا‏سمِكَ. ٨قالوا في قُلوبِهِم: «نُزيلُهُم جميعا!» وأحرَقوا‌ كُلَّ مَعبَدٍ للهِ في الأرضِ. ٩لا نرَى عَلامةً ولم يـبقَ نَبـيٌّ، ولا عِندَنا مَنْ يعرِفُ إلى متى؟ ١٠إلى متى يا اللهُ يُعيِّرُنا المُضايِقونَ، ويستهينُ العَدُوُّ با‏سمِكَ على الدَّوامِ؟ ١١لِماذا تَرُدُّ يَمينَكَ‌ يا اللهُ؟ أخرِجْها مِنْ جَيـبِكَ وا‏ضرِبْ. ١٢أنتَ يا اللهُ مَلِكي مِنَ القديمِ، صانِـعُ الخلاصِ في الأرضِ. ١٣شَقَقْتَ البحرَ بِقُدرَتِكَ، وكسَرْتَ رُؤوسَ التَّنانينِ‌ على المياهِ. ١٤أنتَ رَضَضْتَ رُؤوسَ لُوِياثانَ‌ وجعَلْتَهُ مأكلا لِحيتانِ البحرِ. ١٥أنتَ فَجَّرْتَ الينابـيعَ والسُّيولَ وَجَفَّفتَ أنهارا لا تَنقَطِـعُ. ١٦لكَ النَّهارُ ولكَ اللَّيلُ أيضا، فأنتَ كَوَّنتَ القمرَ‌ والشَّمسَ. ١٧رسَمْتَ جميعَ نُجومِ الأرضِ وأبدَعْتَ الصَّيفَ والشِّتاءَ. ١٨أُذكُرْ يا ربُّ أنَّ عَدُوا عَيَّرَكَ وشعبا جاهِلا أهانَ ا‏سمَكَ. ١٩لا تُسَلِّمْ إلى الوحوشِ شعبَكَ‌، ولا تنسَ أبدا نُفوسَ مَساكينِكَ. ٢٠أعلِنْ عَهدَك يا اللهُ، فالعُنْفُ يَملأُ ظلامَ مَساكِنِ الأرضِ. ٢١لا تَدَعِ المَقهورَ يَرجِـعُ في خِزْيٍ، وليُهَلِّلْ لاِسمِكَ المِسكينُ والبائِسُ. ٢٢قُمْ يا اللهُ وخاصِمْ مَنْ يُخاصِمُكَ، وا‏ذْكُرْ تعيـيرَ الجاهِلِ لكَ نهارا وليلا. ٢٣لا تَنسَ صوتَ مَنْ يُضايِقُكَ والضَّجيجَ الصَّاعِدَ مِمَّنْ يُقاوِمُكَ

مزمور ٧٥

الله ديان عادل

١لِكبـيرِ المُغَنِّينَ. على لحنِ أُغنيةِ «لا تُهلِكْ. . . ‌» مزمورٌ لآسافَ‌. نشيدٌ: ٢نحمَدُكَ يا اللهُ نحمَدُكَ. ندعو لاسمِكَ‌ ونُحَدِّثُ بِــعَجائِبِكَ. ٣تقولُ: «في الميعادِ الّذي أَختارُهُ أُجري أحكامي بِإنصافٍ. ٤إذا مادتِ الأرضُ وكُلُّ قاطنيها فأنتَ الّذي ثَبَّتَ أركانَها. ٥أقولُ لِلمُتباهينَ لا تَتَباهَوا، ولِلأشرارِ لا تَرفَعوا رُؤوسَكُم. ٦لا ترفَعوا إلى العَلاءِ رُؤوسَكُم، ولا تَتكَلَّموا بِصَلابةِ رَقبَةٍ‌». ٧فلا مِنَ المَشرقِ ولا مِنَ المَغرِبِ ولا مِنَ البرِّيَّةِ‌ تجيءُ الرَّأفَةُ. ٨اللهُ يقضي بالعَدلِ، فيَضَعُ هذا ويرفَعُ ذاكَ. ٩بِيَدِ الرّبِّ كأسُ خمرٍ مُعَتَّقَةٍ، مَزيجُها طافِحٌ يَصُبُّ مِنها. جميعُ أشرارِ الأرضِ يَجرَعونَها ويَشربونَ حتّى الثُمالةِ‌. ١٠أمَّا أنا فأُحَدِّثُ على الدَّوامِ وأُرَتِّلُ لإلهِ يَعقوبَ. ١١هوَ يقطَعُ‌ رُؤُوسَ الأشرارِ كُلِّهِم ويرفَعُ رُؤُوسَ الأبرارِ

مزمور ٧٦

نشيد الخلاص

١لِكبـيرِ المُغَنِّينَ على القيثارةِ. مزمورٌ لآسافَ‌. نشيدٌ: ٢اللهُ معروفٌ في يَهوذا واسمُهُ عظيمٌ في إِسرائيلَ. ٣في أورُشليمَ‌ مُقامُهُ، ومَسكِنُهُ في صِهيَونَ. ٤هُناكَ كسَرَ السِّهامَ البارِقَةَ‌ والتُّرْسَ والسَّيفَ وعَتادَ الحربِ. ٥أنتَ أبهى‌ أيُّها القديرُ مِنَ الجبالِ الرَّاسخةِ‌ إلى الأبدِ. ٦أقوياءُ القلُوبِ سُلِبت غنائِمُهُم‌ وغرِقوا في سُباتِ الموتِ، ٧وَمنِ ا‏نتِهارِكَ يا إلهَ يَعقوبَ صُعِقَ الفارسُ والجوادُ. ٨أنتَ رهيـبٌ يا اللهُ، ففي غضَبِكَ مَنْ يَقِفُ أمامَكَ؟ ٩مِنَ السَّماءِ تُسمِعُ أحكامَكَ، فتخافُ الأرضُ وتهدَأُ. ١٠وحينَ تقومُ للقضاءِ يا اللهُ تُخَلِّصُ جميعَ مساكينِ الأرضِ. ١١غضَبُكَ على أدومَ يحمَدُكَ، وثاراتُ حماةٍ تُعيِّدُ لكَ‌. ١٢أنذِروا وأوفُوا للرّبِّ إلهِكُم. قَدِّموا الهدايا لِلإلهِ المَهيـبِ، يا جميعَ الّذينَ حولَهُ. ١٣هوَ يقطَعُ أنفاسَ العُظَماءِ، وهوَ الرَّهيـبُ عِندَ مُلوكِ الأرضِ

مزمور ٧٧

صلاة إلى الرب في الضيق

١لِكبـيرَ المُغَنِّينَ. تلحينُ يدوثونَ‌ لآسافَ‌. مزمورٌ: ٢إلى اللهِ صوتي فأصرُخُ، إلى اللهِ صوتي فيُصغي إليَّ. ٣في يومِ ضِيقي أطلبُ الرّبَّ. أبسُطُ يَدِي ليلا فلا تكِلُّ، وتأبَـى نفْسي أن تَتعَزَّى‌. ٤أذكرُ اللهَ فأنوحُ، أتأمَّلُ فتَنكسِرُ روحي. ٥أُمسِكُ أجفانَ عينَيَّ، فأقلَقُ ولا أتكَلَّمُ. ٦أحسِبُ الأيّامَ القديمةَ وأذكرُ السِّنينَ الخواليَ. ٧أُناجي في اللَّيلِ قلبـي وأتأمَّلُ وأسألُ نفْسي: ٨أمَدَى الدَّهرِ يخذُلُنا الرّبُّ، ولا يعودُ يرضَى مِنْ بَعدُ؟ ٩أعلى الدَّوامِ ا‏نقَضَت رَحمتُهُ وا‏نقطعت مدَى الأجيالِ كلِمَتُهُ؟ ١٠أنَسيَ اللهُ الحَنانَ، أم أغلَقَ في غضَبٍ مَراحِمَهُ؟ ١١فقلتُ: «يا لها مِنْ مُصيـبةٍ! تَحَوَّلَت عنِّي يَمينُ العليِّ». ١٢أذكُرُ‌ أعمالَكَ يا ربُّ، فَمِنَ القديمِ عَجائِبُكَ. ١٣وألهَجُ بِـجميعِ أفعالِكَ، وفي أعمالِكَ أتأمَّلُ. ١٤طريقُكَ يا اللهُ مُقدَّسٌ، ولا إلهَ عظيمٌ مِثلَكَ. ١٥أنتَ الإلهُ الصَّانعُ العَجائِبَ، عَرَّفتَ الشُّعوبَ عِزَّتَكَ. ١٦ا‏فتديتَ بِذراعِكَ شعبَكَ، بَني يَعقوبَ وبَني يوسُفَ. ١٧رَأتْكَ المياهُ يا اللهُ، رَأتكَ المياهُ فتَحَوَّلَت. حتّى الأعماقُ أخذَت تضْطرِبُ. ١٨سكَبَتِ السُّحُبُ مياهَها وأطلقتِ الغيومُ صوتَها، وسِهامُكَ‌ تطايَرَت في كُلِّ صَوبٍ. ١٩صوتُ رَعدِكَ في الزَّوبَعةِ، ونورُ بُروقِكَ في الكَونِ، فالأرضُ ا‏ضْطَرَبَت وا‏رْتَعَشَت. ٢٠في البحرِ طريقُكَ يا اللهُ، وفي المياهِ الغزيرِةِ سُبُلُكَ، وآثارُ أقدامِكَ لا تُعرَفُ‌. ٢١هَدَيتَ شعبَكَ كالغنَمِ، على يدِ موسى وهرونَ

مزمور ٧٨

قصة العهد مع الرب

١قصيدةٌ‌ لآساف‌: أَصغوا يا شعبـي إلى شريعَتي. أميلوا آذانَكُم إلى أقوالي. ٢أفتَحُ فَمي بِالأَمثالِ وأبوحُ بألغازٍ مِنَ القديمِ‌ ٣بما سَمِعْناهُ وعَرَفناهُ وأخبَرَنا بهِ أباؤُنا. ٤لا نُخفِـيهِ عَنْ أبنائِنا، بل نُخبِرُ الجيلَ الآتيَ بأمجادِ الرّبِّ وَعِزَّتِهِ ومُعجِزاتِهِ الّتي صَنعَ. ٥أقامَ فريضةً في بَني يَعقوبَ، شريعةً في بَني إِسرائيلَ. أوصى آباءَنا فيها أنْ يصونوها لِبَنِـيهِم، ٦فيَعرِفَها الجيلُ الآتي، البنونَ الّذينَ سَيُولَدونَ ويُخبِرونَ بها بَنيهِم. ٧يجعلونَ على اللهِ ا‏عْتِمادَهُم ولا ينسَونَ أعمالَ اللهِ، بل يحفَظونَ جميعَ وصاياهُ ٨لا يكونونَ مِثلَ آبائِهِم جيلا عَقوقا مُتمَرِّدا، جِيلا لم يَستَقِمْ قلبُهُ ولا كانَ روحُهُ أمينا للهِ. ٩بنو أفرايمَ‌ قوسٌ خادِعَةٌ، هرَبوا في يومِ القِتالِ. ١٠لم يُراعوا عَهدَ اللهِ ولا سَلكوا في شريعَتِهِ. ١١نَسوا أعمالَهُ كُلَّها ومُعجِزاتِهِ الّتي أراهُم. ١٢صنعَ العَجائبَ‌ أمامَ آبائِهِم في أرضِ مِصْرَ، بلادِ صُوعَنَ‌. ١٣شقَّ البحرَ لهُم لِـيَعبروا ونصَبَ المياهَ كَتَلٍّ مُرتَفِـعٍ‌. ١٤هَداهُم بالسَّحابِ في النَّهارِ، وطُولَ اللَّيلِ بِضوءِ النَّارِ‌. ١٥شَقَّ صُخورا في البرِّيَّةِ، فسَقاهُم كأنَّما مِنْ لُجَجٍ. ١٦أخرجَ سواقيَ مِنَ الصَّخرةِ، وأجرَى المياهَ كالأَنهارِ‌. ١٧ثُمَّ عادوا يَخْطَأُونَ إليهِ، ويتَمَرَّدُونَ على العلـيِّ في القفْرِ. ١٨جَرَّبوا اللهَ في قُلوبِهِم، طالبـينَ طعاما يشتَهُونَهُ‌. ١٩فَتكَلَّمُوا على اللهِ وقالوا: أيَقدِرُ اللهُ أنْ يُهَيِّـئَ لنا مائدةً في هذِهِ البرِّيَّةِ؟ ٢٠فضَرَبَ الصَّخرةَ وإذا المياهُ تَسيلُ وتَفيضُ أنهارا. وقالوا: أيَقدِرُ أنْ يُعطيَ خبزا، أو يُهَيِّـئَ لحما لِشعبِهِ؟ ٢١فسَمِعَ الرّبُّ وا‏غتاظَ جدًّا، وثارَ غضَبُهُ على بَني إِسرائيلَ، على بَني يَعقوبَ، كنارٍ مُشتَعِلَةٍ، ٢٢لأنَّهُم لم يُؤمنوا باللهِ، ولا تَوكَّلوا على خلاصِهِ. ٢٣فأمرَ الغيومَ مِنْ فوقُ وفتحَ أبوابَ السَّماءِ. ٢٤فأمطرتْ مَنًّا لِـيأكُلوا، حِنطةً أعطاهُم مِنَ السَّماءِ‌. ٢٥فأكلَ الإنسانُ خُبزَ الملائكةِ، زادا أرسلَهُ لِلشَّبَعِ. ٢٦أطلَقَ رِيحا شرقِـيَّةً في السَّماءِ وساقَ رِيحَ الجَنوبِ  ِقُدْرَتِهِ، ٢٧فأمطَرَ علَيهِم لُحوما كالتُّرابِ وطُيورا مُجَنَّحَةً كرملِ البِـحارِ. ٢٨أوقَعَها في وسَطِ خيامِهِم، وحَولَ مساكِنِهِم مِنْ كُلِّ صَوبٍ، ٢٩فأكَلوا وشَبِــعوا جِدًّا وأتاهُم بِما يشتَهونَ. ٣٠وما كادوا يُشبِــعونَ شهوتَهُم والطَّعامُ بَعْدُ في أفواهِهِم، ٣١حتّى ثارَ علَيهِم غضَبُ اللهِ وقضى على الأقوياءِ مِنهُم، وصَرعَ النُّخْبةَ في بَني إِسرائيلَ. ٣٢معَ هذا كُلِّهِ عادوا يَخطَأُونَ ولا يُؤمِنونَ بِمُعجِزاتِهِ، ٣٣ فأفنى أيّامَهُم بِنَفخَةٍ وسنينَ حياتِهِم بِلَعنَةٍ. ٣٤كُلَّما فَتَكَ بِهِم طَلَبُوهُ وتابوا وبَكَّروا إليهِ ٣٥وذكَروا أنَّ اللهِ هوَ خالِقُهُم وأنَّ الإلهَ العليَّ هوَ فادِيهِم. ٣٦لكنَّهُم خادعوهُ بأفواهِهِم، وبألسنَتِهِم كذَبوا علَيهِ. ٣٧فما ثبَتَت قلوبُهُم معَهُ ولا كانوا أُمناءَ لِعَهدِهِ. ٣٨وهوَ رحومٌ يُكَفِّرُ عَنِ الإثْمِ، ولا يُريدُ هلاكَ أحدٍ. يُكثِرُ مِنْ رَدِّ غضَبِهِ، ولا يُثيرُ كُلَّ سَخَطِهِ. ٣٩يذكُرُ أنَّهُم بَشَرٌ، رِيحٌ عابِرةٌ لا تعودُ. ٤٠كم تَمَرَّدوا علَيه في البرِّيَّةِ، وأغضَبُوهُ في الأرضِ القَفْرِ. ٤١وكم عادوا وجَرَّبُوا اللهَ وأغاظوا قُدُّوسَ إِسرائيلَ. ٤٢لم يذكروا ما صَنَعَت يَدُهُ يومَ ا‏فتَدَاهُم مِنَ الضِّيقِ ٤٣بأنْ أجرى في مِصْرَ مُعجِزاتِهِ، في بلادِ صُوعَنَ عَجائِبَهُ، ٤٤فحوَّلَ أنهارَهُم إلى دَمٍ وسواقِـيَهُم لِكيلا يشرَبوا‌. ٤٥أرسلَ بَعوضا‌ فأكلَهُم وضفادِعَ فأفسَدَت أرضَهُم. ٤٦سَلَّمَ إلى الجَنادبِ غَلَّتَهُم، وإلى الجَرادِ ثِمارَ تَعَبِهِم‌. ٤٧قَضَى بالبَرَدِ على كُرومِهِم، وعلى جُمَّيزِهِم بالصَّقيعِ‌. ٤٨دفعَ إلى البَرَدِ‌ بهائِمَهُم وإلى الصَّواعِقِ مواشيَهُم. ٤٩أرسلَ علَيهِم حُمَيَّا غضَبِهِ وغَيظا وسَخَطا وضيقا، ٥٠مَهَّدَ سُبُلا لِغَضَبِهِ، أرسلَها معَ ملائكةِ الشَّرِّ. فلم يمنعِ الموتَ عَنْ نُفوسِهِم، بل أسلمَ حياتَهُم إلى الوَباءِ‌، ٥١وضرَبَ الأبكارَ كُلَّهُم في مِصْرَ، عُنفُوانَ القُدْرةِ‌ في أرضِ حامٍ‌. ٥٢ساقَ مِثلَ الغنَمِ شعبَهُ، وقادَهُم كالقطيعِ في البرِّيَّةِ. ٥٣هَداهُم آمنينَ فلم يَفزَعوا، وغَطَّى بِالبحرِ أعداءَهُم‌. ٥٤أدخلَهُم تُخومَه المُقدَّسةَ، الجبَلَ‌ الّذي اقتَنتْهُ يَمينُهُ‌، ٥٥وطَرَدَ الأمَمَ مِنْ وجوهِهِم. قَسمَ أرضَهُم‌ بِالحَبلِ ميراثا، وفي خيامِهِم أسكنَ أسباطَ إِسرائيلَ. ٥٦فعادوا وجرَّبوا اللهَ العليَّ وتَمَرَّدُوا ولم يحفظوا فرائِضَهُ‌. ٥٧إرتَدُّوا وغَدَروا مِثلَ آبائِهِم، وا‏نقَلَبوا كقَوسٍ خادِعةٍ. ٥٨كَدَّرُوهُ بِمَذابِـحِهِم في المُرتَفَعاتِ، وأَثارُوا بأصنامِهِم غَيرَتَهُ. ٥٩سَمِعَ اللهُ فا‏غتاظَ جِدًّا ورفَضَ إِسرائيلَ كُلَّ الرَّفْضِ. ٦٠نَبَذَ مَسكِنَهُ في شيلُو‌، خَيمَتَهُ‌ المَنصوبةَ بَينَ البشَرِ، ٦١وسَلَّمَ لِلسبْـي تابوتَ عَهدِهِ، وإلى الخُصوم رمزَ جلالِهِ‌. ٦٢إلى السَّيفِ أسلَمَ شعبَهُ، على ميراثِه ثارَ غَيظُهُ، ٦٣فأكلَتِ النَّارُ فِتيانَهُم ولم تفرَحْ فَتَياتُهُم بِــعُرْسٍ‌. ٦٤كهَنَتُهُم سقَطوا بِـحدِّ السَّيفِ، وأرامِلُهُم عَجِزنَ عَنِ البُكاءِ. ٦٥وأفاقَ الرّبُّ كما مِنْ نَومٍ، وكجَبَّارٍ رَنَّحَتْهُ الخمرُ، ٦٦فضرَبَ خُصُومَهُ وهُم هارِبونَ، وجَعَلَهُم عارا إلى الأبدِ. ٦٧لكنَّهُ رَفَضَ بَيتَ يوسُفَ‌، وما ا‏ختارَ سِبْطَ أفرايمَ،  ٦٨بلِ ا‏خْتار سِبْطَ يَهوذا، وجبَلَ صِهيَونَ الّذي أحبَّ. ٦٩هُناكَ بَنى مَقدِسَهُ كالعَلاءِ، وكالأرضِ أسَّسَهُ إلى الأبدِ. ٧٠وا‏ختارَ داوُدَ عبدَهُ. أخذَهُ مِنْ حَظائِر الغنَمِ، ٧١مِنْ خلْفِ النِّعاجِ جاءَ بهِ لِـيرعى بَني يَعقوبَ شعبَهُ، بَني إِسرائيلَ ميراثَه‌. ٧٢فرَعاهم بِسلامةِ قلبِهِ، وبـيدٍ ماهِرةٍ قادَهُم

مزمور ٧٩

رثاء على أورشليم المدمّرة

١مزمورٌ لآسافَ‌: الأمَمُ غَزَوا أرضَكَ يا اللهُ ونَجَّسوا هَيكلَك المُقدَّسَ. جعَلوا أُورُشليمَ أنقاضا ٢وأطعموا الطُّيورَ جُثـثَ عبـيدِكَ ووُحوشَ الأرضِ لُحومَ أتقيائِكَ. ٣سَفكوا دِماءَهُم حَولَ أورُشليمَ، فسالَت كالماءِ وما مِنْ دافنٍ‌. ٤صِرْنا عارا لِجيرانِنا وهُزْأةً وأُضحُوكةً لِمَنْ حَولَنا. ٥إلى متى يا ربُّ؟ أتَغضَبُ على الدَّوامِ وتَتَّقِدُ كالنَّارِ غَيرَتُكَ؟ ٦أُسكُبْ حِمَمَكَ على أُمَمٍ لا يعرِفونَكَ وعلى مَمالِكَ لا تدعو با‏سمِكَ، ٧لأنَّهُم أكلوا بَني يَعقوبَ، وأنزلوا بِديارِهِمِ الخرابَ. ٨لا تذكُرْ لنا ذُنوبَ الأَوَّلينَ. أسرِعْ بِمَراحِمِكَ إلينا لأنَّنا ذُلِّلنا جِدًّا. ٩أنصُرْنا يا اللهُ وخَلِّصْنا، لِمَجدِ ا‏سمِكَ. نَجِّنا وكَفِّرْ عَنْ خطايانا، مِنْ أجلِ ا‏سمِكَ. إكراما لاِسمِكَ المجيدِ. ١٠لِماذا تسألُ الأمَمُ أينَ إلهُهُم؟ فليتَ الأُمَمَ كُلَّهُم يعرِفونَ أنَّكَ ا‏نتَقَمْتَ أمامَ عيونِنا لِدماءِ عبـيدِكَ المَسفوكةِ‌. ١١دَعْ أنينَ الأسرى يَصِل إليكَ، وبِعَظَمةِ ذِراعِكَ أبقِهِم. أبعِدْ عَنهُمُ الموتَ. ١٢رُدَّ على جيرانِنا يا رَبُّ سَبعةَ أضعافِ ما عَيَّروكَ بِه، ١٣فنَحمَدُكَ إلى مدَى الدَّهرِ، نحنُ شعبَكَ وغنَمَ رَعيَّتِكَ، وإلى جيلٍ فجيلٍ نُهَلِّلُ لكَ

مزمور ٨٠

أعد بناء شعبك

١لِكبـيرِ المُغَنِّينَ. على سِتَّةِ أوتارٍ. مزمورٌ لآسافَ‌: شَهادةٌ: ٢يا راعيَ بَني إِسرائيلَ أصغِ إلينا، أنتَ يا هاديَ بَني يوسُفَ‌ كالقطيعِ. يا جالسا على الكروبـيمِ‌ أشرِفْ. ٣أمامَ أفرايمَ وبَنيامينَ ومنَسَّى أيقِظْ جَبرُوتَكَ وتعالَ لِخلاصِنا ٤أرجِعْنا إليكَ يا اللهُ، وأنِرْ بِوجهِكَ علَينا فنَخلُصَ. ٥إلى متى أيُّها الرّبُّ القديرُ تستَهِينُ بصلاةِ شعبِكَ؟ ٦أطعَمتَهمُ خبزَ الدُّموعِ يا ربُّ، وسَقَيتَهُم ماءَ العيونِ بالكَيلِ. ٧جعَلْتنا خاضِعينَ لِجيرانِنا، وا‏ستَهزَأَ بِنا‌ أعداؤُنا. ٨أرجِعْنا يا إِلهنا القديرَ، وأنِرْ بِوجهِكَ فنَخلُصَ. ٩نحنُ كرمةٌ‌ نَقَلْتَها مِنْ مِصْرَ وطَرَدْتَ أُمَما وغَرَسْتَها. ١٠مَهَّدْتَ لجُذورِها مكانا فَغَرَزَت ومَلأتِ الأرضَ‌. ١١غطَّى ظِلُّها الجِبالَ وأغصانُها أرْزَ‌ اللهِ. ١٢مدَّت غُصونَها إلى البحرِ‌ وفُروعَها الى ضِفافِ النَّهرِ‌. ١٣لِماذا هَدَمْتَ سياجَها، فقَطَفَها كُلُّ عابِرِ سبـيلٍ؟ ١٤أتلَفَها خِنزيرُ الوعرِ ورَعَتْها وُحوشُ البَرِّ. ١٥إرجِـعْ يا إلهَنا القديرَ وا‏ظْهَرْ مِنَ السَّماواتِ وا‏نظُرْ وتفَقَّدْ هذِهِ الكَرمةَ، ١٦فهيَ غَرسٌ‌ غَرَسَتْهُ يَمينُكَ، والفَرعُ‌ الّذي قَوَّيتَهُ لكَ. ١٧أحرقوها بالنَّارِ وكسَحوها، فا‏نتَهِرْهُم أمامَكَ فيَبـيدونَ. ١٨لِتكُنْ يَدُكَ على ا‏بنِ يَمينِكَ، على الرَّجلِ الّذي قَوَّيتَهُ لكَ‌.  ١٩نحنُ لنْ نرتَدَّ عَنكَ، تُحيـينا فندعو بِا‏سمِكَ. ٢٠أرجِعْنا أيُّها الرّبُّ القديرُ، وأنِرْ بِوجهِكَ علَينا فنَخلُصَ

مزمور ٨١

مواعيد الله الأمين

١لِكبـيرِ المُغَنِّينَ. نشيدُ القِطافِ‌. لآسافَ‌: ٢رنِّموا للهِ عِزَّتِنا. ا‏هتفوا لإلهِ يَعقوبَ! ٣إبدأوا العَزفَ وهاتوا دُفًّا وكَنَّارةً مُطرِبَةً وعُودا‌. ٤أُنفخوا بالبُوقِ في هَلَّةِ البَدرِ‌، وعِندَ ا‏كتمالِهِ لِـيومِ عيدِنا. ٥هذا واجبٌ على بَني إِسرائيلَ حُكْمٌ لإلهِ بَني يَعقوبَ، ٦جعَلَهُ فريضةً على بَني يوسُفَ‌ حينَ هجَمَ‌ على أرضِ مِصْرَ. أسمَعُ صوتا‌ لا أعرِفُهُ، قالَ: ٧«نَزَعْتُ الحِمْلَ‌ عَنْ كتِفِكَ وحَرَّرتُ يَدَيكَ مِنَ القُفَّةِ‌. ٨في الضِّيقِ دعَوتَني فخَلَّصْتُكَ، ومِنْ مَخبَأي في الرَّعدِ أعَنتُكَ وجَرَّبْتُكَ عِندَ مياهِ مَريـبَةَ‌. ٩إسمَعوا يا شعبـي فأُنذِرَكُم. يا بَني إِسرائيلَ لو تسمعونَ لي ١٠لا يَكنْ لكُم إلهٌ أجنَبـيٌّ، ولا تسجُدوا لإلهٍ غريـبٍ. ١١أنا الرّبُّ إلهُكُم، أصعدتُكم مِنْ أرضِ مِصْرَ وَوَسَّعتُ لكُم وساعَدتُكُم‌. ١٢«لَكِنَّ شعبـي لم يسمَعوا لِصوتي، بَنو إِسرائيلَ لم يأبَهوا لي، ١٣فَخَلَّيتُهُم والشَّرُّ في قُلوبِهِم، يسلُكونَ طريقَ مَعاصيهِم. ١٤لو سمِعَ لي شعبـي، لو سلَكَ بَنو إِسرائيلَ طُرُقي، ١٥لأخضَعْتُ أعداءَهُم سريعا وعاقَبْتُ خُصومَهُم بِيَدي، ١٦ولَكانَ الّذينَ يُبغضونَهُم تَذلَّلُوا لهُم وا‏سْتَمَرُّوا على ذلِكَ مدَى الدَّهرِ‌. ١٧أمَّا هُم فأُطعِمُهُم أجودَ الحِنطَةِ، وأُشبِــعُهُم مِنَ الصَّخرةِ عسَلا»

مزمور ٨٢

القضاة الأشرار

١مزمورٌ لآسافَ‌: اللهُ في مَجلِسِه الإلهيِّ، في وسَطِ الآلِهَةِ يقضي: ٢إلى متى تَقضونَ بالجَورِ وتَنحازونَ إلى الأشرارِ؟ ٣أُحكُموا للذليلِ واليتيمِ، وا‏نصِفوا المِسكينَ والفقيرَ. ٤أنقِذوا الوضيعَ والبائسَ ونَجُّوهُما مِنْ أيدي الأشرارِ. ٥بِـجهلٍ وبلاهةٍ تسلُكونَ في الظُّلمةِ فتَضْطرِبُ جميعُ أُسُسِ الأرضِ. ٦أنا قلتُ أنتُم آلهةٌ‌ وبَنو العليِّ كُلُّكُم. ٧لكِنَّكُم مِثلَ البشَرِ تموتونَ، ومِثلَ أيِّ عظيمٍ تسقُطونَ. ٨قُمْ يا اللهُ وا‏قْضِ في الأرضِ، فجميعُ الأمَمِ مُلْكٌ لكَ

مزمور ٨٣

أعداء الشعب تحالفوا

١نشيدٌ: مزمورٌ لآسافَ‌: ٢يا إلهَنا لا تكُنْ ساكِتا. لا تصمُتْ ولا تهدَأْ يا اللهُ. ٣فها أعداؤُكَ يضِجُّونَ، ومُبغِضُوكَ يرفَعونَ رُؤوسَهُم. ٤على شعبِكَ يأتَمِرونَ كَيدا، ويتَشاوَرونَ على الّذينَ في حِماكَ. ٥يقولونَ هيَّا نُزيلُهُم مِنَ الأمَمِ، فلا يُذْكَرُ ا‏سمُ إِسرائيلَ مِنْ بَعدُ. ٦تشاوَروا في قلوبِهِم مَعا، وعلَيكَ تعاهدوا عَهدا: ٧هُم قبائلُ أدومَ‌ وبَنو إِسماعيلَ‌، وبَنو مُوآبَ‌ وبَنو هاجرَ، ٨وسكَّانُ جَبالَ‌ وعَمُّونَ‌ وعَماليقَ‌، وأهلُ فِلسطيَّةَ‌ معَ أهلِ صُورَ‌. ٩أشُّورُ‌ أيضا ا‏نضَمَّت إليهِم وصارت حليفا قويًّا لِبَني لُوطٍ‌. ١٠إصنَعْ بِهِم كما بِمديانَ وسيسَرا، كما بـيابِينَ عِندَ نهرِ قَيشونَ‌، ١١الّذينَ دُمِّروا في عينِ دُورٍ‌ وصاروا زِبْلا لِلأرضِ. ١٢إجعَلْ عُظماءَهُم مِثلَ عوريـبَ وزَئيـبَ، ومِثلَ زَبَحَ وصَلَمُنَّاعَ أهلِكْ كُلَّ أُمَرائِهِم‌، ١٣لأنَّهُم قالوا تعالَوا نَرِثُ جميعَ مَساكِنِ اللهِ. ١٤إجعَلْهُم يا اللهُ كالغُبارِ وكالقَشِّ في مَهَبِّ الرِّيحِ. ١٥وكما تُشعِلُ النَّارُ الغابةَ، ويَحرِقُ اللَّهيـبُ الجِبالَ، ١٦كذلِكَ ا‏طرُدْهُم أنتَ بِزَوابِــعِكَ ورَوِّعْهُم ترويعا بِأعاصِيرِكَ. ١٧إملأْ وُجوهَهُم ذُلا، فيَطلُبوا ا‏سمَكَ يا ربُّ. ١٨يَخزَونَ ويُلعَنونَ إلى الأبدِ، ويخجَلونَ جميعا ويَبِيدُونَ، ١٩فيعرِفوا أنَّ الرّبَّ ا‏سمُكَ وأنَّكَ المُتعالي على كُلِّ الأرضِ

مزمور ٨٤

نشيد الحجاج

١لِكبـيرِ المُغَنِّين. نَشيدُ القِطافِ‌. مزمورٌ لِبَني قورَحَ‌: ٢ما أحبَّ مَساكِنَكَ يا رَبَّنا القديرَ! ٣تذوبُ نفْسي شَوقا إلى ديارِ الرّبِّ. قلبـي وجسمي يُرَنِّمانِ للإلهِ الحيِّ. ٤العُصفورُ يَجِدُ لَه بَيتا، واليمامةُ عُشًّا لِتَضَعَ أفراخَها عِندَ مذابِـحِكَ يا ربَّنا القديرَ، يا مَلِكي وإلهي. ٥هَنيئا لِلمُقيمينَ في بَيتِكَ، هُم على الدَّوامِ يُهَلِّلونَ لكَ. ٦هَنيئا للَّذينَ عِزَّتُهُم بِكَ، وبِقلوبِهِم يتَوجَّهونَ إليكَ‌. ٧يعبُرونَ في وادي الجَفافِ، فَيَجعَلونَهُ عُيونَ ماءٍ، بل بُركا يغمُرُها المَطَرُ. ٨يَنطَلِقُونَ مِنْ جبَلٍ إلى جبَلٍ لِـيَروا إلَهَ الآلهةِ في صِهيَونَ. ٩يا ربَّنا القديرَ ا‏سْتَمِعْ صلاتي. أصغِ يا إلهَ يَعقوبَ‌ ١٠يا اللهُ، يا تُرْسَنا تطَلَّعْ وا‏لتفِتْ إلى وجهِ المَلِكِ الّذي مَسَحْتَهُ. ١١يومٌ واحدٌ في ديارِكَ خَيرٌ لي مِنْ ألفٍ. أختارُ الوقوفَ في عتَبَةِ بَيتِ إلهي على السَّكَنِ في خيامِ الأشرارِ. ١٢الرّبُّ الإلهُ شمسٌ وتُرْسٌ. الرّبُّ يمنحُ النِّعمةَ والمَجدَ الرّبُّ لا يمنعُ الخَيرَ عَنْ أهلِهِ، عَنِ السَّالكينَ في سلامةِ القلبِ. ١٣هَنيئا لِمَن يتَّكِلُ علَيكَ يا ربُّ، يا إلهَنا القديرَ

مزمور ٨٥

الرب يتمّ خلاصه

١لِكبـيرِ المُغَنِّينَ. مزمورٌ لِبَني قورَحَ‌: ٢رَضيتَ يا ربُّ عن أرضِكَ وَرَدَدْتَ سَبْـيَ بَني يَعقوبَ‌. ٣رَفَعْتَ عَنْ شعبِكَ آثامَهُم وسَتَرتَ جميعَ خطاياهُم. ٤تأسَّفْتَ على غَيظِكَ كُلِّهِ ورَجَعْتَ عَنْ شِدَّةِ غضَبِكَ. ٥أرجِعْنا يا اللهُ مُخَلِّصنا وا‏صْرِفَ غَيظَكَ عَنَّا. ٦أتَغضَبُ إلى الأَبدِ علَينا؟ أتُطيلُ غضَبَكَ إلى جيلٍ فجيلٍ ٧ألا تعودُ تُحْيـينا يا اللهُ فيَفرَحَ شعبُكَ بكَ؟ ٨أرِنا يا ربُّ رَحمَتكَ وهَبْ لنا خلاصَكَ. ٩أسمَعُ الرّبَّ الإلهَ حينَ يَتكَلَّمُ بالسَّلامِ لِشعبِهِ والّذينَ يَتَّقُونَهُ، فلا يرجِعونَ إلى الحَماقةِ‌. ١٠خلاصُهُ قريـبٌ مِمَّن يَخافونَهُ ومَجدُهُ يسكُنُ في أَرضِنا. ١١الرَّحمَةُ والحَقُّ تلاقيَا، والعَدلُ والسَّلامُ تعانَقا. ١٢الحَقُّ مِنَ الأرضِ يَنبُتُ، والعَدلُ مِنَ السَّماءِ يُشرِفُ. ١٣الرّبُّ يَهَبُ الخَيرَ، وأرضُنا تُعطي غِلالَها. ١٤العَدلُ يسيرُ أمامَهُ ويُمَهِّدُ سبـيلا لِخُطواتِهِ‌

مزمور ٨٦

صلاة في الشدة والإضطهاد

١صلاةٌ لِداوُدَ: أمِلْ أُذُنَيكَ وا‏ستَجِبْ لي أنا يا ربُّ مِسكينٌ وبائسٌ. ٢أُحرُسْني يا إلهي لأنِّي تَقـيٌّ. خَلِّصْ عبدَكَ المُتَّكِلَ علَيكَ. ٣تَحَنَّنْ عليَّ يا إلهي، فإليكَ أصرُخُ نهارا وليلا. ٤فَرِّحْ نفْسَ عبدِكَ يا ربُّ، لأنِّي إليكَ رَفَعْتُ صلاتي. ٥أنتَ يا ربُّ صالِـحٌ وغفورٌ، وكثيرُ الرَّحمةِ لِمَنْ يدعوكَ. ٦أَصغَ يا ربُّ إلى صلاتي، وأنصِتْ إلى صوتِ تَضرُّعي. ٧في يومِ ضيقي أصرُخُ إليكَ، وأنتَ يا ربُّ تستَجيـبُ لي. ٨في الآلهةِ لا مَثيلَ لكَ، يا ربُّ، ولا لأعمالِكَ. ٩جميعُ الأمَمِ الّذينَ صَنعْتَهُم يجيئونَ ويسجُدونَ أمامَكَ. ويُمَجِّدُونَ ا‏سمَكَ يا ربُّ‌، ١٠لأنَّكَ عظيمٌ وصانِـعُ العَجائِبِ، ولا إلهَ إلاَّ أنتَ. ١١أرِني يا ربُّ طريقَكَ، فأسلُكَ يا اللهُ في حَقِّكَ ويشدوَ قلبـي ا‏بتِهاجا في مَخافَةِ ا‏سمِكَ. ١٢أحمَدُكَ يا ربُّ بكلِّ قلبـي، وإلى الأبدِ يا اللهُ أُمَجِّدُ ا‏سمَكَ، ١٣لأنَّ رَحمَتكَ عَظُمَت عليَّ، ومِنْ أعماقِ عالَمِ الأمواتِ نَجَّيتَني. ١٤المُتكَبِّرونَ قاموا عليَّ وزُمرَةُ الطُّغاةِ يطلُبونَ حياتي ولا يلتَفِتونَ إليكَ يا اللهُ ١٥وأنتَ يا ربُّ رحيمٌ حنونٌ، صبورٌ أمينٌ وكثيرُ الرَّحمةِ‌. ١٦فا‏لتَفِتْ وتَحَنَّنْ عليَّ وهَبِ العِزَّةَ والخلاصَ لي، أنا عبدُكَ وا‏بنُ أمَتِكَ. ١٧أعطِني دليلا على جُودِكَ فيَخْزى الّذينَ يُبغِضونَني، حينَ يرونَ أنَّكَ أنتَ يا ربُّ، نَصَرْتَني علَيهِم وعَزَّيتَني

مزمور ٨٧

صهيون أمّ الشعوب

١مزمورٌ لبَني قورَحَ‌. نشيدٌ: الرّبُّ أسَّسَ مدينتَهُ على الجبَلِ المُقدَّسِ ٢الرّبُّ يُحِبُّ أبوابَ صِهيَونَ على جميعِ مَساكنِ بَني يَعقوبَ. ٣بالأمجادِ يا مدينةَ اللهِ يُحَدَّثُ عنكِ ويُقالُ: ٤«أذكُرُ مِصْرَ‌ وبابِلَ بَينَ الّذينَ يعتَرِفونَ بـي، وأعُدُّ بَينَ الّذينَ وُلِدوا في أُورُشليمَ شعوبَ فِلسطيَّةَ وصُورَ وكوشَ‌». ٥وعَنْ صِهيَونَ سيُقالُ: «كُلُّ الأُمَمِ وُلِدوا فيها»، لأنَّ العلـيَّ هوَ الّذي كوَّنَها. ٦الرّبُّ يُدَوِّنُ في كتابِ الشُّعوبِ: أولئِكَ وُلِدوا هُناكَ. ٧يرقُصونَ ويُنشِدونَ قائِلينَ: «في صِهيَونَ يَنبُوعُ بَركاتِنا‌»

مزمور ٨٨

صلاة رجل قريب من الموت

١لِكبـيرِ المُغَنِّينَ. مزمورٌ لِبَني قورَحَ‌: نشيدٌ‌: قصيدةٌ لِهَيمانَ‌ الأَزراحيِّ‌: ٢أيُّها الرّبُّ الإلهُ مُخَلِّصُنا، في النَّهارِ واللَّيلِ صَرَختُ أمامَكَ‌. ٣دعْ صلاتي تَصِلُ إليكَ، وإلى صَيحَتي أمِلْ أُذُنَكَ. ٤نفْسي شَبِــعَت مِنَ المَصائِبِ ودَنَت إلى عالَمِ الأمواتِ حياتي. ٥حُسِبْتُ معَ المُنحَدِرينَ في الجُبِّ، وصِرْتُ كرَجُلٍ لا قوَّةَ لهُ‌، ٦كرَجُلٍ مَتروكٍ بـينَ الأمواتِ، بَينَ القَتلَى مِنَ المَطروحِينَ في القُبورِ، الّذينَ لا تذكُرُهُم مِنْ بَعدُ، ومَعونَةُ يَدِكَ ا‏نقَطَعَت عَنهُم.  ٧جعَلْتَني في الجُبِّ الأسفَلِ، هُناكَ في الظُّلُماتِ والظِّلالِ. ٨عليَّ ا‏سْتَقَرَّت حِدَّةُ غضَبِكَ، ولِجميعِ المَهالِكِ أخضَعتَني. ٩أبعَدْتَ عَنِّي مَعارِفي وجعَلتَني مَنبوذا مِنهُم. أنا سجينٌ لا أخرُجُ، ١٠وعيني ذابَت مِنَ العَناءِ. أدعوكَ يا ربُّ نهارا وليلا‌، وإليكَ أبسُطُ لِلصَّلاةِ كَفَّيَّ. ١١ألِلأَمواتِ تصنَعُ العَجائِبَ؟ أم يقومُ الأشباحُ لِـيَحمَدوكَ، ١٢أفي القبرِ يُحدَّثُ بِرحمتِكَ، وفي أرضِ الهلاكِ بأمانتِكَ؟ ١٣أفي الظُّلمةِ تُعرَفُ عَجائِبُكَ، وفي أرضِ النِّسيانِ عَدلُكَ؟ ١٤بِكَ يا ربُّ أستَغيثُ، وصلاتي باكرا تُبادِرُ إليكَ. ١٥لِماذا يا ربُّ تخذُلُني وتحجُبُ وجهَكَ عَنِّي؟ ١٦أنا مِسكينٌ ومُوجَعٌ مُنذُ صِبايَ، تحَمَّلْتُ أهوالَكَ فكدْتُ أفنَى‌. ١٧عَبَرَ عليَّ حَرُّ غضَبِكَ، وأسكتَني رُعبُكَ المُفاجئُ. ١٨كالمياهِ تُحيطُني نهارا وليلا، ومِنْ جميعِ الجوانبِ تغمُرُني. ١٩أبعَدْتَ عَنِّي المُحِبَّ والصِّديقَ، ولا رفيقَ لي سِوى الظَّلامِ

مزمور ٨٩

أين صارت مواعيد الرب ليسوع

١قصيدةٌ‌ لأيثانَ‌ الأزراحيِّ‌:  ٢بِرحمةِ الرّبِّ أُنشِدُ إلى الأبدِ، وإلى جيلٍ فَجيلٍ أُذيعُ أمانَتَكَ. ٣أقولُ: «إلى الأبدِ تُبنَى رحمتُكَ، وفي السَّماواتِ تـثبُتُ أمانَتُكَ. ٤أمَا قُلتَ: عاهدْتُ الّذي ا‏ختَرتُهُ، حَلَفتُ لِداوُدَ عبدي: ٥إلى الأبدِ أُثَبِّتُ نَسلَكَ، وإلى جيلٍ فَجيلٍ أبني عرشَكَ‌». ٦السَّماواتُ تَحمَدُ عَجائِبَكَ يا ربُّ وأمانَتَكَ في جماعةِ القِدِّيسينَ. ٧فَمَنْ فَوقَ الغُيوم يُزاحِمُ الرّبَّ، أو يُشبِهُ الرّبَّ بَينَ أبناءِ الآلِهةِ؟ ٨اللهُ مَهيـبٌ في مَجلسِ القِدِّيسينَ، عظيمٌ ورَهيـبٌ عِندَ الّذينَ حَولَهُ. ٩أيُّها الرّبُّ القديرُ مَنْ مِثلُكَ؟ ربٌّ قويٌّ أنتَ وأمانَتُكَ تُحيطُكَ. ١٠لكَ سُلطانٌ على هَيجانِ البحرِ، فَتُهَدِّئُ أمواجَهُ عِندَ ا‏رتِفاعِها. ١١بِطَعْنَةٍ واحدةٍ قَتَلتَ رَهَبَ‌، وبِقوَّةِ ذِراعِكَ فرَّقْتَ أعداءَكَ. ١٢لكَ السَّماواتُ والأرضُ جميعا، والكونُ وما فيهِ أنتَ أسَّستَهُ. ١٣أنتَ خَلَقْتَ الشِّمالَ والجَنوبَ، ولا‏سمِكَ يُرنِّمُ تابورُ وحَرَمونُ‌. ١٤لكَ ذِراعٌ كُلُّها جَبَروتٌ. تَعُزُّ يَدُكَ وتعلو يَمينُكَ‌. ١٥الحُكْمُ بالعَدلِ قاعِدةُ عرشِكَ، والرَّحمةُ والحَقُّ قُدَّامَ وجهِكَ. ١٦هَنيئا لشعبٍ يعرِفونَ الهُتافَ لكَ، فبِنورِ وجهِكَ يا ربُّ يسلُكونَ. ١٧با‏سْمِكَ يـبتَهِجونَ نهارا وليلا، وبِــعَدلِكَ يرفعونَ آياتِ الحَمدِ. ١٨أنتَ يا ربُّ يَنبوعُ عِزَّتِهِم، وبرِضاكَ يرتَفِـعُ شأنُنا‌. ١٩الرّبُّ هوَ تُرْسُنا‌، قدُّوسُ إِسرائيلَ مَلِكُنا. ٢٠يومَ كلَّمْتَ تقيَّكَ في رُؤْيا قُلتَ لَه: «نَصَرْتُكَ أيُّها الجَبَّارُ. ا‏ختَرتُكَ‌ ورفَعتُكَ مِنَ الشَّعبِ. ٢١وجَدْتُ داوُدَ عبدي، وبِزَيتي المُقدَّسِ مَسَحتُهُ‌. ٢٢معَهُ تكونُ يَدي، وذِراعي تُؤيِّدُهُ. ٢٣لا يَغلِبُهُ عَدُوٌّ، ولا يَقهَرُهُ جائِرٌ. ٢٤أُحَطِّمُ خُصومَهُ مِنْ أمامِهِ وأضرِبُ الّذين يُبغِضونَهُ. ٢٥أمانتي ورحمتي معَهُ، وبا‏سمي يرتفعُ شأنُهُ. ٢٦على البحرِ أُسَلِّطُ يدَهُ، وعلى الأنهارِ يَمينَهُ. ٢٧يُناديني أنتَ أبـي وإلهي وصخرةُ خلاصي، ٢٨وأنا أجعَلُهُ بِكْري، عليا فَوقَ مُلوكِ الأرضِ‌ ٢٩إلى الأبدِ أحفَظُ لَه رحمَتي، ويـبقى عَهدي أمينا لهُ. ٣٠أجعَلُ نسلَهُ إلى الأبدِ، وعرشَهُ ما دامتِ السَّماءُ. ٣١إنِ ا‏بْتَعَدَ بَنوهُ عَنْ شريعَتي ولم يسلُكوا في أحكامي، ٣٢وإنْ أخلُّوا بِفرائضي، ولم يَحرَصوا على وصايايَ، ٣٣أُعاقِبُ مَعصيتَهُم بالعصا، وبالضَّرَباتِ آثامَهُم، ٣٤لكنِّي لا أحرِمُهُ رحمَتي، ولا أخونُ أبدا أمانتي، ٣٥لا أُخِلُّ بِــعَهدي لهُ، ولا أغيِّرُ كَلامي. ٣٦مَرَّةً حَلَفْتُ بِقداسَتي، ولا أكذِبُ على داوُدَ. ٣٧نسلُهُ يكونُ إلى الأبدِ، وعرشُهُ كالشَّمسِ أمامي. ٣٨مِثلَ القمرِ يثبُتُ على الدَّوامِ، ويـبقى في الفضاءِ آمِنا». ٣٩لكِنَّكَ خذَلْتَ المَلِكَ الّذي مَسَحْتَهُ ورَفَضْتَهُ مِنْ غَيظِكَ علَيهِ. ٤٠أنكَرْتَ عَهدَكَ لِعبدِكَ ومَرَّغْتَ تاجَهُ في التُّرابِ. ٤١هَدْمتَ أسوارَهُ كُلَّها وجعَلْتَ حُصونَهُ خَرابا. ٤٢سَلَبَهُ كُلُّ عابِري الطَّريقِ، وصارَ عارا لِجيرانِهِ. ٤٣أعلَيتَ يَمينَ خُصُومِهِ وفَرَّحْتَ كُلَّ أعادِيهِ. ٤٤رَدَدْتَ حَدَّ سَيفِهِ‌ وما نَصَرْتَهُ في القِتالِ. ٤٥كسَرتَ صَولجانَ مَجدِهِ‌، وألقَيتَ عرشَهُ إلى الأرضِ. ٤٦قَصَّرْتَ أيّامَ شَبابِهِ وغَطَّيتَهُ بالخِزْيِ. ٤٧إلى متى يا ربُّ تَحتَجِبُ، وتَتَّقِدُ كالنَّارِ حِدَّةُ غضَبِكَ؟ ٤٨أُذكُرْ كيفَ أنا زائِلٌ، ألِلباطِلِ خَلَقْتَ بَني آدمَ؟ ٤٩أيحيا الإنسانُ ولا يَرى الموتَ؟ أيُنجِّي نفْسَهُ مِنْ يَدِ الهاويةِ؟ ٥٠أينَ مَراحِمُكَ القديمةُ يا ربُّ حَلَفْتَ لِداوُدَ مِنْ أجلِها بِأمانةٍ. ٥١أُذكُرْ يا ربُّ عارَ عبـيدِكَ‌ وما ا‏حتَمَلوهُ مِنْ شُعوبٍ كثيرينَ. ٥٢بهِ يُعَيِّرُ أعداؤُكَ يا ربُّ، يُعَيِّرونَ نَسلَ المَلِكِ الّذي مسحْتَهُ. ٥٣تَبارَكَ الرّبُّ إلى الأبدِ. آمينَ ثُمَّ آمينَ‌

مزمور ٩٠

حياة الإنسان قصيرة وبائسة

١صلاةٌ لموسى، رجلِ اللهِ: يا ربُّ مِنْ جيلٍ إلى جيلٍ كُنتَ مُعينا لنا. ٢مِنْ قَبلِ أنْ تُولَدَ الجِبالُ وتَنشأَ الأرضُ وساكِنوها، مِنَ الأزَلِ إلى الأبدِ أنتَ اللهُ. ٣تُعيدُ الإنسانَ إلى الغُبارِ‌ وتقولُ: «عودوا يا بَني آدمَ». ٤ألفُ سنَةٍ في عينَيكَ كيومِ أمسِ الّذي عَبَرَ، أو كهُنَيهَةٍ مِنَ اللَّيلِ‌. ٥تَجْرِفُهُم فَيكونونَ كالغَفوَةِ، وكعُشْبٍ سُرعانَ ما يزولُ‌. ٦في الصَّباحِ ينبُتُ ويُزهِرُ وعِندَ المساءِ يَذبُلُ ويَيْبَسُ. ٧نحنُ نَفنى بِــغضَبِكَ ونرتَعِبُ بِـحدَّةٍ غَيظِكَ. ٨تَظهَرُ آثامُنا أمامَكَ وخفايانا في نُورِ وجهِكَ، ٩فتزولُ أيّامُنا بغَيظِكَ وتَفنى سَنَواتُنا كالسَّرابِ. ١٠سَنَواتُ حياتِنا سَبعونَ سنَةً، أو ثمانونَ إذا كنَّا أقوياءَ. زهوتُها تَعَبٌ وعَنَاءٌ، وتمرُّ سريعا مُرورَ الطَّيرِ. ١١مَنْ يعرِفُ شِدَّةَ غضَبِكَ؟ بل أيُّ خوفٍ يجلِبُهُ غَيظُكَ‌. ١٢علِّمْنا أنَّ أيَّامَنا مَعدُودَةٌ، فتَدخُلَ إلى قلوبِنا الحِكْمةُ. ١٣إرجِـعْ يا ربُّ، حتّى متى؟ وكنْ عَزاءً لِعبـيدِكَ. ١٤أشبِــعْنا باكرا مِنْ رَحمتِكَ، فنرنِّمَ ونفرَحَ كُلَّ أيّامِنا. ١٥فَرِّحْنا عَنْ أيّامِ عَنائِنا وعَنْ سِنينَ رَأينا فيها الشَّرَّ. ١٦دعْ فَضلَكَ يَظهَرُ لِعبِيدكَ، وجلالَكَ يتَجَلَّى لِبَنيهِم. ١٧أَنعِمْ يا ربُّ علَينا، وا‏حفَظْ لنا عمَلَ أيدينا. عمَلُ أيدينا ا‏حفَظْهُ لنا

مزمور ٩١

في حمى العلي

١مَنْ يُقيمُ في حِمى العليِّ، وفي ظِلِّ القديرِ يَبـيتُ ٢يقولُ‌ للرّبِّ حِماي وحِصني أنتَ، إلهي الّذي أتَّكِلُ علَيهِ. ٣الرّبُّ يُنَجِّيكَ مِنْ فخِّ الصَّيَّادِ ومِنْ عاقبةِ السُّقوطِ في المَهاوي. ٤بِريشِ جَناحَيهِ يُظَلِّلُكَ، وفي كنَفِهِ تحتَمي. ٥فلا تخافُ مِنْ هَولِ اللَّيلِ، ولا مِنْ سَهمٍ يَطيرُ في النَّهارِ، ٦ولا مِنْ وباءٍ يَسري في الغُروبِ، ولا مِنْ آفةٍ‌ تسودُ في الظَّهيرةِ، ٧تسقُطُ عَنْ جانِبَيكَ الألوفُ، وعَنْ يَمينِكَ عشَراتُ الألوفِ، وأنتَ لا يَمَسُّكَ أذًى. ٨لِـيتَكَ تنظُرُ بِــعينَيكَ وترى مُعاقبةَ الأشرارِ. ٩لأنَّكَ قُلتَ الرّبُّ حِماي، وجعَلْتَ العليَّ مُعينَكَ‌، ١٠لا يُصيـبُكَ أيُّ سُوءٍ ولا تقْتَربُ نكبةٌ مِنْ مَسكَنِكَ. ١١يُوصي ملائِكتَهُ بِكَ ليَحرُسوكَ في جميعِ طُرُقِكَ. ١٢على أيديهِم يحمِلونَكَ، لِئلاَّ تَصدِمَ بِـحجرٍ رِجْلَكَ‌. ١٣تَطَأُ الصِلَّ والأَفْعَى وتدوسُ الشِّبْلَ والتِّنِّينَ‌. ١٤ويقولُ اللهُ: «أُنَجِّيهِ لأنَّهُ تعَلَّقَ بـي. أرفَعُهُ لأِنَّهُ عرَفَ ا‏سمي. ١٥يدعوني فَأستجيـبُ لهُ، ومَعَهُ أنا في الضِّيقِ. أُخَلِّصُهُ وأُمجِّدُهُ، ١٦ومِنْ طُولِ الأيّامِ أُشبِــعُهُ وأُريهِ خلاصي»

مزمور ٩٢

نشيد إلى الرب الديان

١نشيدٌ ليومِ السَّبتِ‌: مزمورٌ: ٢ما أحسَنَ الحَمدَ لِلرّبِّ والتَّرتيلَ لا‏سمِكَ أيُّها العليُّ. ٣أُعلِنُ رَحمتَكَ في الصَّباحِ وأمانَتَكَ في اللَّيالي ٤على عُودٍ بِــعَشَرَةِ أوتارٍ وكَنّارةٍ‌ شَجِيَّةِ الألحانِ. ٥أنتَ يا ربُّ فرَّحتَني بِفضلِكَ لأِعمالِ يَدَيكَ أُرنِّمُ. ٦ما أعظَمَ أعمالَكَ يا ربُّ، وما أعمقَ أفكارَكَ! ٧الغبـيُّ لا يعرِفُ هذا، والبليدُ لا يتبـيَّنُ مَعناهُ: ٨إذا نَبَتَ الأشرارُ كالعُشْبِ وأزهرَ كُلُّ مَنْ يفعَلُ الإثْمَ، فهُم يَزولونَ إلى الأبدِ. ٩أمَّا أنتَ أيُّها الرّبُّ فمُتَعالٍ على الدَّوامِ. ١٠ها أعداؤُكَ يا ربُّ ها أعداؤُكَ يَبـيدونَ ويتَبَدَّدُ كُلُّ مَنْ يفعَلُ الإثْمَ. ١١جعَلْتَني قويًّا‌ كثورٍ وَحشيٍّ ودَهَنتَني بِزيتٍ طَريٍّ‌، ١٢فرَأت عينايَ هَزيمةَ الأشرارِ‌ وسَمِعَت أُذُنايَ صُراخَ القائِمينَ عليَّ. ١٣الصِّدِّيقُ كالنَّخلِ يَزهو، وكأرْزِ لبنانَ يَنمو. ١٤ينغَرِسُ في بَيتِ الرّبِّ ويُزهِرُ في ديارِ إلهِنا. ١٥يُثمِرُ حتّى في المَشيـبِ ويكونُ سَمينا غضًّا، فيُعلِنُ أنَّ الرّبَّ مُستَقيمٌ، وهوَ خالقي ولا جَورَ فيهِ

مزمور ٩٣

الرب ملك الكون

١الرّبُّ ملَكَ ولبِسَ الجاهَ الرّبُّ ا‏رتدى العِزَّةَ وا‏تَّزرَ بِها. ثبَّتَ الكونَ في مكانِهِ ولا يتَزَعزَعُ إلى الأبدِ. ٢عرشُكَ ثابِتٌ مِنَ البَدْءِ، ومُنذُ الأزَلِ أنتَ‌. ٣رفَعَتِ الأنهارُ يا ربُّ، رفَعَتْ الأنهارُ صوتَها رفَعَتْ عَجيجَها ٤لا صوتُ المياهِ الغزيرةِ ولا هديرُ أمواجِ البحرِ كهديرِ الرّبِّ في عُلاه. ٥فَرائِضُكَ أمينةٌ جِدًّا، وبِبَيتِكَ تَليقُ القداسةُ، يا ربُّ طُولَ الأيّامِ

مزمور ٩٤

الرب إله عادل

١يا إلهَ النَّقْمةِ يا ربُّ، يا إلهَ النَّقْمةِ أشرِفْ! ٢إنْهَضْ وا‏قْضِ في الأرضِ وعاقِبِ المُتكَبِّرينَ على صَنيعِهِم. ٣إلى متى الأشرارُ يا ربُّ، إلى متى الأَشرارُ يَمرَحونَ؟ ٤يُثَرثِرونَ ويَتكَلَّمونَ بِوَقاحةٍ، ويَتآمَرونَ معَ كُلِّ مَنْ يفعلُ الإثْمَ. ٥يسحَقونَ شعبَكَ يا ربُّ، ويُذِلُّونَهُم وهُم ميراثُكَ. ٦يقتلونَ الأرملةَ والغريـبَ، ويُحَطِّمونَ اليتيمَ فيما بَينَنا. ٧يقولونَ: «الرّبُّ لا يرانا، إلهُ يَعقوبَ لا يتبـيَّنُ أمرَنا‌». ٨تأمَّلوا يا أغبـياءَ الشَّعبِ. ويا جُهلاءَهُ متى تعقِلونَ؟ ٩غارسُ الأذُنِ ألا يسمَعُ؟ وصانعُ العينِ ألا يُبصِرُ؟ ١٠مُؤدِّبُ الأمَمِ ألا يُوَبِّخُ؟ ومُعَلِّمُ البشَرِ ألا يَعلَمُ‌؟ ١١الرّبُّ يعرِفُ أفكارَ البشرِ، ويَعْرِفُ أنَّها نَفْخةُ رِيحٍ‌. ١٢هَنيئا لِمَنْ تُؤدِّبُهُ يا ربُّ، وتُعَلِّمُهُ أحكامَ شريعتِكَ ١٣لِتريحَهُ مِنْ أيّامِ السُّوءِ إلى أن تُحفَرَ لِلشِّرِّيرِ حُفرَةٌ. ١٤الرّبُّ لا ينبُذُ شعبَهُ. الرّبُّ لا يترُكُ ميراثَهُ. ١٥فيُعيدُ العَدلَ إلى الأحكامِ، ويتبَعُهُ كُلُّ مُستقيمِ القلبِ. ١٦مَنْ يقومُ معي على الأشرارِ؟ مَنْ يَقِفُ معي على مَنْ يفعَلُ الإثْمَ؟ ١٧لولا أنَّ الرّبَّ نصيري لَسكَنتُ سريعا أرضَ السُّكُوتِ. ١٨حينَ قُلتُ تَزَعزَعَت قَدَمي، ساعَدَتْني يا ربُّ رَحمتُكَ، ١٩وحينَ تكاثَرَت فيَّ الهُمُومُ أنعَشَت نفْسي تعزياتُكَ. ٢٠أيَسُرُّكَ أهواءُ الحُكَّامِ، هُم يَنصُرونَ الفسادَ على الحَقِّ. ٢١يَجورونَ على حياةِ الصِّدِّيقِ ويحكُمونَ على البَريءِ بالموتِ. ٢٢لكِنَّ الرّبَّ حِصنٌ لي، إلهي صخرةٌ أحتمي بها. ٢٣يرُدُّ علَيهِم كَيدَهُم، ويُسكِتُهُم جَزَاءَ شُرورِهِم. يُسكِتُهُمُ الرّبُّ إِلهُنا

مزمور ٩٥

رنّموا للرب

١تعالَوا نُرَنِّمُ للرّبِّ ونهتِفُ للخالِقِ مُخلِّصِنا ٢نَتقَدَّمُ أمامَهُ بالحَمدِ، ونهتِفُ لَه بالتَّراتيلِ، ٣لأِنَّ الرّبَّ إلهٌ عظيمٌ ومَلِكٌ عظيمٌ على جميعِ الآلهةِ. ٤بِيَدِهِ أعماقُ الأرضِ، ولَه أعالي الجِبالِ. ٥لَه البحرُ وهوَ صنَعَهُ، ويَداهُ صَوَّرتا اليابِسةَ. ٦تعالَوا نسجُدُ ونركعُ لهُ ونَنحَني أمامَ الرّبِّ خالِقِنا. ٧هوَ إلهُنا ونَحنُ شعبُهُ، رعيَّتُهُ الّتي يرعاها بِيَدِهِ. إسمَعوا اليومَ صوتَهُ يقولُ: ٨«لا تُقَسُّوا قُلوبَكُم كما عِندَ مرِيـبةَ‌، كما في ذلِكَ اليومِ عِندَ مَسَّةَ‌ في البرِّيَّةِ‌، ٩حيثُ جَرَّبني آباؤُكُم وا‏مْتَحنوني معَ أنَّهُم شاهدوا أفعالي. ١٠أربعينَ سنَةً‌ أبغَضتُ فيها ذلِكَ الجيلَ وقُلتُ فيهِم: هُم شعبٌ قُلوبُهُم في ضلالٍ، وهُمْ لا يعرِفون طُرُقي، ١١حتّى أقسَمْتُ‌ في غضَبـي أن لَن يَدخُلوا دياري‌»

مزمور ٩٦

الرب إله الكون وسيده

١أنشِدوا للرّبِّ نشيدا جديدا أنشِدوا للرّبِّ يا جميعَ الأرضِ‌. ٢أنشِدوا للرّبِّ وباركوا ا‏سْمَهُ. بَشِّروا مِنْ يومٍ إلى يومٍ بِـخلاصِهِ. ٣حَدِّثُوا في الأمَمِ بِمَجدِهِ، وفي جميعِ الشُّعوبِ بِــعَجائِبِه. ٤الرّبُّ عظيمٌ ولَه التَّهليلُ، مَرهوبٌ فوقَ جميعِ الآلهةِ. ٥آلِهةُ الشُّعوبِ كُلُّها أصنامٌ، والرّبُّ هوَ صَنَعَ السَّماواتِ. ٦الجَلالُ والبَهاءُ أمامَهُ، والعِزَّةُ والرَّوعةُ في مَقدِسِهِ. ٧قدِّموا للرّبِّ يا جميعَ الشُّعوبِ، قدِّموا للرّبِّ مجدا وعزَّةً. ٨قدِّموا للرّبِّ مَجدَ ا‏سْمِهِ، وا‏دخلوا بِتَقدِمةٍ إلى ديارِهِ. ٩أُسجُدوا للرّبِّ في بهاءِ قُدْسِهِ. إرتَعِدوا أمامَهُ يا جميعَ الأرضِ‌. ١٠نادوا في الأمَمِ يَملِكُ الرّبُّ. يُثَبِّتُ الكونَ فلا يتَزَعزَعُ، ويَدينُ الشُّعوبَ بالاستِقامةِ. ١١لِتَفرَحِ السَّماواتُ وتبتَهِـجِ الأرضُ، وليَهدِرِ البحرُ وكُلُّ ما يَملأهُ. ١٢لِتَغتبِطِ الحُقولُ وكُلُّ ما فيها، وَليُرَنِّمْ جميعُ أشجارِ الغابِ. ١٣أمامَ الرّبِّ لاِنهُ آتٍ، آتٍ لِـيقضِيَ في الأرضِ، يقضي في العالَمِ بالعَدلِ، وفي الشُّعوبِ بالأمانةِ

مزمور ٩٧

الرب يتغلّب على الآلهة الكاذبة

١الرّبُّ يَملِكُ فلتَبتَهِـجِ الأرضُ، ولتَفرَحِ البِـحارُ الكثيرةُ. ٢السَّحابُ والضَّبابُ مِنْ حَولِهِ، وقضاؤُهُ العادلُ قاعِدَةُ عرشِهِ. ٣النَّارُ تنطَلِقُ أمامَهُ وتحرِقُ مِنْ حَولِهِ خُصومَهُ. ٤بُروقُهُ تُنيرُ الكونَ، وتراها الأرضُ فتَرتَعِدُ. ٥الجبالُ تذوبُ مِثلَ الشَّمْعِ أمامَ الرّبِّ سيِّدِ الأرضِ. ٦السَّماواتُ تُحَدِّثُ بِــعَدلِهِ، وجميعُ الشُّعوبِ تُعايِنُ مَجدَهُ. ٧يَخزَى كُلُّ مَنْ عَبَدَ الأصنامَ وكُلُّ مَنْ تَهلَّلَ بِالأوثانِ، فا‏سجُدوا لَه يا جميعَ الآلِهةِ. ٨سَمِعَت صِهيَونُ ففَرِحَت، ومِنْ أجلِ أحكامِكَ يا ربُّ ا‏بتَهَجَت مُدُنُ يَهوذا. ٩عليٌّ أنتَ على كُلِّ الأرضِ، مُتَعالٍ جِدًّا على جميعِ الآلِهةِ. ١٠مَنْ أحَبَّ الرّبَّ يُبغِضُ الشَّرَّ‌، فالرّبُّ يحرُسُ حياةَ أتقيائِهِ، ومِنْ أيدي الأشرارِ يُنقِذُهُم. ١١النُّورُ يُشرِقُ‌ على الصِّدِّيقِ، والفرَحُ على مُستَقيمِ القلبِ. ١٢إفرَحوا بالرّبِّ أيُّها الصِّدِّيقونَ، وا‏حْمَدُوهُ عِندَ ذِكْرِ قداسَتِهِ

مزمور ٩٨

الرب ينتصر وهو الديان

١مزمورٌ: أَنشِدوا للرّبِّ نشيدا جديدا، لأنَّ الرّبَّ صَنَعَ العَجائِبَ. يَمينُهُ وذِراعُهُ المُقَدَّسةُ أحرَزَتا لنا الخلاصَ. ٢الرّبُّ أَعلنَ خلاصَهُ ولِعُيونِ الأمَمِ تَجلَّى عَدلُهُ. ٣تَذَكَّرَ رَحمتَهُ وأمانَتَهُ لِبَيتِ إِسرائيلَ شعبِهِ، فَرأت جميعُ شعوبِ الأرضِ إلى أقاصيها خلاصَ إلهِنا. ٤إِهْتِفوا للرّبِّ يا جميعَ الأرضِ، غنُّوا ورَنِّموا ورَتِّلوا. ٥رَتِّلوا للرّبِّ بالكَنَّارةِ، بالكنَّارَةِ وصوتِ المِزمارِ. ٦بالأبواقِ وصوتِ النَّفيرِ إهتِفوا أمامَ الرّبِّ المَلِكِ. ٧لِـيَهْدِرِ البحرُ وكُلُّ ما فيهِ، والعالَمُ والمُقيمونَ بهِ. ٨لِتُصَفِّقِ الأنهارُ بالأيدي، ولِتُرَنِّمِ الجبالُ جميعا. ٩أمامَ الرّبِّ لأِنَّهُ آتٍ، آتٍ لِـيَدينَ الأرضَ، لِـيَدينَ العالَمَ بالعَدلِ والشُّعوبَ بالاستِقامةِ

مزمور ٩٩

الرب ملك عظيم وقدوس

١الرّبُّ يملكُ فتَرتَعِدُ الشُّعوبُ. يجلِسُ على الكروبـيمِ‌ فتَرتَجِفُ الأرضُ. ٢الرّبُّ عظيمٌ في صِهيَونَ‌، مُتَعالٍ على جميعِ الشُّعوبِ. ٣الحَمدُ لاسْمِهِ العظيمِ، مَرهوبٌ وقُدُّوسٌ هوَ. ٤مَلِكٌ عزيزٌ يُحبُّ الإنصافَ. أجرَى الاستقامةَ في بَني يَعقوبَ وأقامَ العَدلَ والحَقَّ. ٥إرفَعوا الرّبَّ إلهَنا وا‏سجُدوا لِمَوطئِ قَدَمَيهِ‌ الرّبُّ إِلهُنا قدُّوسٌ. ٦موسى‌ وهرونُ‌ بَينَ كهَنتِهِ، وصموئيلُ‌ بَينَ الدَّاعينَ با‏سْمِهِ. دَعَوا الرّبَّ فا‏سْتجابَ لهُم، ٧وفي عمودِ السَّحابِ‌ كلَّمَهُم. راعَوا فرائِضَهُ الّتي أعطاهُم. والحقَّ الّذي لَه علَيهِم. ٨يا ربُّ أنتَ ا‏سْتَجَبْتَ لهُم، وكُنتَ لهُم إلها غَفورا ومُعاقبا لهُم على أعمالِهِم‌. ٩إرفَعوا الرّبَّ إلهَنا وا‏سْجُدوا لِجبَلِهِ المُقدَّسِ‌. الرّبُّ إلهُنا قدُّوسٌ

مزمور ١٠٠

إحمدوا الرب في هيكله

١مزمورٌ للحَمدِ: إهتِفوا للرّبِّ يا جميعَ الأرضِ. ٢أُعبُدوا الرّبَّ بالفرَحِ. تَعالَوا إلى أمامِهِ مُرَنِّمينَ: ٣إعْتَرِفوا أنَّ الرّبَّ هوَ اللهُ. هوَ صنَعَنا ولَه نحنُ‌، نحنُ شعبُهُ ورعيَّتُهُ. ٤أُدخُلوا أبوابَهُ بالحَمدِ، ديارَهُ بالتَّهلِـيلِ. إِحمَدُوهُ وباركوا ا‏سْمَهُ. ٥الرّبُّ صالحٌ وإلى الأبدِ رَحمتُهُ‌. وإلى جيلٍ فَجيلٍ أمانتُهُ

مزمور ١٠١

الملك المثالي

١مزمورٌ لِداوُدَ: للرَّحمةِ والعَدلِ نشيد. لكَ يا ربُّ أُرتِّلُ. ٢بَتَعقُّلٍ أسعى إلى الكمالِ، مَهما يا ربُ حَلَّ بـي. بِقَلبٍ سليمٍ أسلُكُ في بَيتي ٣ولا أضَعُ اللُّؤمَ أمامَ عينَيَّ. أُبغِضُ أعمالَ المُتَقَلِّبـينَ، فلا تعلَقُ أبدا بـي. ٤إعوجاجُ القلبِ بعيدٌ عنِّي، ولا أُريدُ أنْ أعرِفَ الشَّرَّ. ٥أُسكِتُ مَنْ يغتابُ الآخرينَ، ولا أُجالِسُ المُتَرفِّعَ المُتكَبِّرَ. ٦ليتَ أُمَناءَ الأرضِ يُقيمونَ معي، والسَّالِكونَ طريقَ الكمالِ يخدِمونَني. ٧لا يُقيمُ في بَيتي مَنْ يعمَلُ بِمكْرٍ، ولا يقِفُ أمامَ عينَيَّ مَنْ يَنطِقُ بالكَذِبِ. ٨أُبـيدُ في الحالِ جميعَ أشرارِ الأرضِ، فيَنقَطِـعُ مِنْ مدينةِ الرّبِّ كُلُّ مَنْ يفعَلُ الإثْمَ

مزمور ١٠٢

صلاة بائس في الضيق

١صلاةُ مِسكينٍ انهارت عَزيمتُهُ، فسَكبَ شكواهُ أمامَ اللهِ: ٢يا ربُّ ا‏سَتَمِعْ صلاتي، وليَصِلْ إليكَ صُراخي، ٣في يومِ الضِّيقِ يا ربُّ لا تحجُبْ وجهَكَ عنِّي. أمِلْ أُذُنَكَ وأجِبْني سريعا يومَ أدعُوكَ. ٤أيّامي تلاشَت كالدُّخانِ، وعِظامي تَجَمَّرَت كالوقودِ. ٥أُصِيـبَ قلبـي ويَبِسَ كالعُشْبِ، حتّى سَهَوتُ عَنْ أكلِ خُبزي. ٦مِنْ صوتِ نُواحي يا ربُّ، لَصِقَ جِلْدي بِــعَظْمي. ٧صرتُ شَبـيها بِــغُرابِ البَرِّ ومِثلَ بومةِ الخَرائِبِ. ٨أسهَرُ اللَّيالي وحيدا‌ كعُصفورٍ مُنفَرِدٍ على السَّطْحِ. ٩يُعَيِّرُني أعدائي ليلَ نهار، والمُهَلِّلونَ لي يشتِمونَني. ١٠آكُلُ الرَّمادَ مِثلَ الخبزِ وأمزُجُ الشَّرابَ بالدُّموعِ. ١١مِنْ شِدَّةِ سَخَطِكَ وغَيظِكَ رفَعتَني عاليا وطرَحتَني. ١٢أيّامي كظِلٍّ مائِلٍ، وأنا يَبِسْتُ كالعُشْبِ. ١٣وأنتَ يا ربُّ مُقيمٌ إلى الأبدِ، وإلى جيلٍ فجيلٍ ذِكراكَ. ١٤سَتَقومُ وترحمُ صِهيَونَ، فحنانُكَ حانَ مَوعِدُهُ. ١٥عبـيدُكَ يُسَرُّونَ بِـحِجارَتِها، ويحِنُّونَ حنينا إلى تُرابِها‌. ١٦ستَخافُ الأُمَمُ ا‏سْمَكَ، وكُلُّ مُلوكِ الأرضِ مَجدَكَ. ١٧عِندَما يـبني الرّبُّ صِهيَونَ ويتَراءى في بَهاءِ مَجدِهِ، ١٨يلتَفتُ إلى ا‏بتِهالِ المَحرومينَ ولا يحتَقِرُ صَلواتِهِم. ١٩فيُكْتَبُ هذا للجيلِ الآتي، لِـيُهلِّلَ لَه الشَّعبُ الّذي سَيُخْلَقُ‌: ٢٠الرّبُّ يُشرِفُ مِنْ عَلاءِ قُدسِهِ، ومِنَ السَّماءِ إلى الأرضِ ينظُرُ. ٢١لِـيَسمَعَ تَنَهُّداتِ الأسرى ويُفرِجَ عَنْ أبناءِ الموتِ، ٢٢فيُحدَّثُ في صِهيَونَ با‏سمِ الرّبِّ ويُهَلَّلُ لَه في أُورُشليمَ. ٢٣حينَ تجتَمِـعُ الشُّعوبُ والمَمالِكُ، تجتَمِـعُ معا لِـيَعبُدوا الرّبَّ. ٢٤أضعَفْتَ في طريقِ العُمْرِ قوَّتي وقَصَّرْتَ يا ربُّ حياتي ٢٥أقولُ إلهي لا تنتَزِعْني وأنا في عِزِّ أيّامي، وأنتَ إلى مُنتَهى الأجيالِ سِنوكَ ٢٦مِنْ قديمٍ أسَّسْتَ الأرضَ، والسَّماواتُ مِنْ صُنْعِ يدَيكَ. ٢٧فهيَ تَبـيدُ وأنتَ تبقى، وكُلُّها كالثَّوبِ تَبلى، وكاللِّباسِ تُغَيِّرُها فَتـتَغيَّرُ. ٢٨أمَّا أنتَ فلا تـتَغَيَّرُ، وسِنوكَ يا ربُّ لن تفنى‌. ٢٩بَنو عبـيدكَ يسكنونَ آمِنينَ، وذُرِّيَّتُهُم تـثبُتُ أمامَكَ

مزمور ١٠٣

رحمة الله

١لِداوُدَ: باركي يا نفْسي الرّبَّ، ويا كُلَّ أحشائي ا‏سمَهُ القدُّوسَ. ٢باركي يا نفْسي الرّبَّ ولا تَنسَي جميعَ حسَناتِهِ، ٣يغفِرُ جميعَ ذنوبـي ويشْفي جميعَ أمراضي. ٤يفتَدي مِنَ الهُوَّةِ حياتي، وبالرَّحمةِ والرَّأفةِ يُكلِّلُني. ٥يُشبِـعُ بالطَّيِّباتِ جُوعي‌، فيَتَجَدَّدُ كالنَّسْرِ شبابـي. ٦الرّبُّ يُجري العَدلَ. ويَقضي لِجميعِ المظلومينَ. ٧عَرَّفَ موسى طُرُقَهُ وبَني إِسرائيلَ أعمالَهُ. ٨الرّبُّ رحومٌ حنونٌ، صَبورٌ وكثيرُ الرَّحمةِ‌. ٩لا يُخاصِمُ على الدَّوامِ، ولا إلى الأبدِ يحقُدُ. ١٠لا يُعامِلُنا حسَبَ خطايانا ولا حسَبَ ذُنُوبِنا يُجازِينا. ١١كا‏رتِفاعِ السَّماءِ عَنِ الأرضِ ترتَفِـعُ رَحمتُهُ على خائِفيهِ. ١٢كبُعدِ المشرِقِ مِنَ المغربِ يُبعِدُ عنَّا معاصيَنا. ١٣كرحمَةِ الأبِ على بَنيهِ يرحَمُ الرّبُّ أتقياءَهُ، ١٤لأنَّهُ عالِمٌ بِـجَبلتِنا ويذكُرُ أننا تُرابٌ. ١٥الإنسانُ كالعُشْبِ أيّامُهُ، وكزهرِ الحقلِ يُزهِرُ. ١٦تعبُرُ رِيحٌ فلا يكونُ، ولا يُعرَفُ مَوضِعُهُ مِنْ بَعدُ. ١٧أمَّا رَحمةُ الرّبِّ فمِنَ الأزَلِ وإلى الأبدِ على خائِفيهِ.  عَدلُهُ لِبَني البنينَ، ١٨للَّذينَ يُراعونَ عَهدَهُ ويذكُرونَ فيَعمَلونَ بأوامِرِهِ. ١٩عرشُ الرّبِّ ثابِتٌ في السَّماءِ، وملكوتُهُ يسُودُ على الجميعِ. ٢٠باركوا الرّبَّ يا ملائِكَتَهُ، أيُّها المُقتَدِرونَ المُطيعونَ أمرَهُ عِندَ سَماعِ صوتِ كَلامِهِ. ٢١باركوا الرّبَّ يا جميعَ جُندِهِ. يا خُدَّامَهُ العامِلينَ ما يُرضيهِ. ٢٢باركي الرّبَّ يا جميعَ أعمالِهِ في كُلِّ مَواضِعِ سُلطانِهِ. باركي يا نفْسي الرّبَّ

مزمور ١٠٤

نشيد للرب الخالق

١باركي يا نفْسي الرّبَّ. أيُّها الرّبُّ إلهي ما أعظَمَكَ، جلالا وبهاءً لَبِسْتَ. ٢تغطَّيتَ بالنُّورِ كثوبٍ، ونصَبْتَ السَّماءَ كخَيمَةٍ. ٣جعَلْتَ المياهَ سقفَ علاليكَ وسحابَ السَّماءِ مَركبَةً لكَ. سِرْتَ على أجنِحَةِ الرِّيحِ، ٤وصَنَعْتَ الرِّياحَ رُسُلَكَ ولهيـبَ النِّيرانِ خُدَّامَكَ‌. ٥أسَّسْتَ الأرضَ على قواعِدِها فلا تـتَزعزَعُ إلى الأبدِ. ٦كسَوتَها الغَمْرَ لِباسا‌، وعلى الجِبالِ أوقَفْتَ المياهَ. ٧نَهَرْتَها فهَرَبَت في الحالِ، وا‏بتَعَدَت مِنْ صوتِ رَعدِكَ. ٨صَعدَت صُعُودا إلى الجِبالِ ونَزَلَت نُزولا إلى الأوديةِ، إلى موضِعٍ أسَّسْتَهُ لها. ٩رَسَمْتَ حَدًّا لا تَتَعَدَّاهُ ولا تعودُ تُغَطِّي الأرضَ. ١٠تُفَجِّرُ الينابِيعَ أنهارا فتجري الأنهارُ بَينَ الجِبالِ ١١لِتَسقيَ جميعَ وحوشِ البَرِّ، وبها تكسِرُ الفِراءُ عَطَشَها. ١٢علَيها تسكُنُ طُيورُ السَّماءِ وتُغَرِّدُ مِنْ بَينِ الأغصانِ. ١٣تسقي الجِبالَ مِنْ علاليكَ، ومِنْ ثَمَرةِ أعمالِكَ تشبَعُ الأرضُ. ١٤تُنبِتُ العُشْبَ لِلبهائِمِ والخُضرةَ لِخِدمةِ البشَرِ، فيُخرِجُونَ قُوتا مِنَ الأرضِ، ١٥خَمرا تُفَرِّحُ قلبَ الإنسانِ وزَيتا يجعَلُ وجهَهُ مُشرِقا وخبزا يَسنُدُ بهِ قلبَهُ. ١٦أشجارُ الرّبِّ تشبَعُ مَطَرا، أرْزُ لبنانَ الّذي غرَسَهُ. ١٧هُناكَ تُعَشِّشُ العصافِـيرُ، ولِلُّقلُقِ بَيتٌ في السَّرْوِ. ١٨لِلوُعولِ جِبالُها الشَّامخةُ، ولِلوِبارِ‌ ملجَأُها في الصُّخورِ. ١٩صَنَعْتَ القمرَ للمَواعيدِ، وعَرَّفْتَ الشَّمسَ مَدارَها. ٢٠جعَلْتَ الظَّلامَ فكانَ ليلٌ، فيهِ تَدِبُّ وحُوشُ الغابِ ٢١وتزأرُ الأشبالُ لِلافتِراسِ والتماسِ طَعامِها مِنَ اللهِ. ٢٢تُشرِقُ الشَّمسُ فتنصَرِفُ وتعودُ لِتَربُضَ في مَـآويها، ٢٣فيخرُجُ الإنسانُ إلى عمَلِهِ وإلى شُغلِهِ حتّى المساءِ. ٢٤ما أعظَمَ أعمالَكَ يا ربُّ. بالحِكمةِ صنَعْتَها جميعا، فا‏متَلأتِ الأرضُ مِنْ غِناكَ. ٢٥هُناكَ البحرُ العظيمُ الواسِعُ، حيثُ يَدِبُّ ما لا يُحصَى مِنْ صِغارِ الحيواناتِ وكِبارِها، ٢٦وحيثُ تجري السُّفنُ مَجراها ويمرَحُ لوياثانُ الّذي صَوَّرتَهُ. ٢٧هذِهِ كُلُّها تنظُرُ إليكَ لِتُرْزقَها قُوْتَها في حينِهِ. ٢٨تُعطيها رِزْقَها فتَلقُطُهُ، وتفتَحُ يَدَكَ فتَشبَعُ خَيرا. ٢٩تحْجُبُ وجهَكَ فتَفْزعُ، وتنزَعُ أرواحَها فتموتُ، وإلى تُرابِها تعودُ. ٣٠تُرسِلُ روحَكَ فتُخْلَقُ وتُجَدِّدُ وجهَ الأرضِ. ٣١مَجدُ الرّبِّ إلى الأبدِ، والرّبُّ يفرَحُ بِأعمالِهِ. ٣٢ينظُرُ إلى الأرضِ فترتَعِدُ، ويَلمِسُ الجِبالَ فتَصيرُ دُخانا. ٣٣للرّبِّ أُنشِدُ طُولَ حياتي. للهِ أُرَتِّلُ ما دُمتُ. ٣٤عسَى يَروقُهُ نشيدي، فأفرَحُ كُلَّ الفرَحِ بالرّبِّ. ٣٥يَنقَرِضُ الخاطِئونَ مِنَ الأرضِ ولا يـبقَى فيها الأشرارُ. باركي يا نفْسي الرّبَّ. هلِّلويا

مزمور ١٠٥

بركات الله لشعبه

١إحمَدوا الرّبَّ وا‏دْعوا باسمِهِ، وعرِّفوا في الشُّعوبِ بأعمالِهِ. ٢أنشِدوا للرّبِّ ورتِّلوا لهُ، وتأمَّلُوا في جميعِ عَجائِبِهِ. ٣هلِّلوا لاسمِهِ القُدُّوسِ، وا‏طْلُبوهُ فتَفرَحَ قلوبُكُم. ٤إلتَمِسوا الرّبَّ وعِزَّتَهُ، وا‏طْلُبوا وجهَهُ كُلَّ حينٍ. ٥أُذكُروا عجائِبَهُ الّتي صَنَعَ، ومُعجِزاتِهِ وأحكامَ فمِهِ، ٦يا نَسلَ إبراهيمَ عبدِهِ، يا بَني يَعقوبَ الّذي ا‏خْتارَهُ. ٧هوَ الرّبُّ إلهُنا، في كُلِّ الأرضِ أحكامُهُ. ٨يذكُرُ إلى الأبدِ عَهدَهُ، وصيّتَهُ إلى ألفِ جيلٍ‌، ٩العَهدَ الّذي قطَعَهُ لإبراهيمَ‌، اليمينَ الّتي حَلَفَها لإسحَقَ‌ ١٠وأَثبَتَها حَقًّا ليعقوبَ‌، عَهدا أبديًّا لإسرائيلَ‌. ١١قالَ: «أُعطيكُم أرضَ كنعانَ قِسْمةَ ميراثٍ لكُم‌»، ١٢حينَ كانوا عددا ضئيلا، قليلينَ غُرَباءَ فيها‌، ١٣مُتَنَقِّلينَ مِنْ أُمَّةٍ إلى أُمَّةٍ، ومِنْ مَملَكةٍ إلى مَملَكةٍ. ١٤لم يَدَعْ أحدا يَظلِمُهُم، بل وَبَّخَ المُلوكَ مِنْ أجلِهِم. ١٥قالَ: «لا تَمَسُّوا الّذينَ ا‏خْتَرتُهُم، ولا تُسيئُوا إلى أنبـيائي‌». ١٦دعا بالجُوعِ‌ على الأرضِ، وقَطَعَ قُوتَ الخبزِ كُلَّهُ. ١٧أرسَلَ أمامَهُم إنسانا، يوسُفَ الّذي بِيعَ عَبدا. ١٨حبَسوا رِجلِـيهِ بالقُيودِ، وأدخَلوا عُنُقَه في الحديدِ، ١٩إلى أنْ تَتِمَّ كلِمَتُهُ ويُبَرهِنَ صِدْقَها قولُ الرّبِّ‌. ٢٠أرسلَ المَلِكُ فَحَلَّ قُيودَهُ، سلطانُ الشُّعوبِ فأخلى سَبـيلَهُ‌. ٢١أقامَهُ سيِّدا على بـيتِهِ وسَلَّطَهُ على جميعِ مُقتَناهُ‌، ٢٢يُؤدِّبُ أعوانَهُ كما يشاءُ‌ ويُعَلِّمُ شُيوخَهُ الحِكمةَ. ٢٣وجاءَ إِسرائيلُ إلى مِصْرَ يَعقوبُ‌ تَغَرَّبَ في أرضِ حامٍ‌. ٢٤فزادَ الرّبُّ شعبَه نُمُوًّا وجعَلَهُ أقوى مِنْ جميعِ خُصومِهِ. ٢٥لَكِنَّهُ حوَّلَ قلوبَ المِصْريِّينَ.  فأبغَضوا شعبَهُ ونكَّلوا بِــعبـيدِهِ‌، ٢٦فأرسلَ موسى عبدَهُ إليهِم وهرونَ الّذي ا‏خْتارَهُ‌، ٢٧فصَنَعا آياتِهِ ومُعجِزاتِهِ، هُناكَ في أرضِ حامٍ. ٢٨أرسلَ الظَّلامَ‌ فأظلَمَت، وما نفَعَهُم تدبـيرُهُ‌. ٢٩حوَّلَ مياهَهُم إلى دَمٍ وأماتَ كُلَّ أسماكِهِم‌. ٣٠فاضَت أرضُهُم ضَفادِعَ، حتّى في مَخادِعِ مُلوكِهِم‌، ٣١أمرَ الذُّبابَ والبَعوضَ فاجتاحَ جميعَ أرضِهِم‌. ٣٢جعلَ أمطارَهُم بَرَدا ونارا في أرضِهم تلتَهِبُ، ٣٣وضَرَبَ كُرومَهُم وتِـينَهُم وكسَّرَ أشجارَ أرضِهِم‌. ٣٤أمرَ الجَرادَ والجَنادِبَ فجاءَ مِنها ما لا يُحصَى. ٣٥فأكلَ عُشْبَ أرضِهِم كُلَّهُ والتَهَمَ ثِمارَ تُربَتِهِم‌. ٣٦ضَرَبَ الأبكارَ كُلَّهُم في مِصْرَ‌، عُنفوانَ كُلِّ قُدرةٍ لهُم، ٣٧وأخرجَ الشَّعبَ بِفِضَّةٍ وذهَبٍ ولم يسقُطْ مِنْ أسباطِهِم واحدٌ‌. ٣٨ففَرِحَت مِصْرُ بِـخُروجِهِم مِنها، لأنَّ الرُّعبَ حَلَّ علَيها‌. ٣٩بَسَطَ سَحابا ظَلَّلَهُم ونارا أضاءَت لهُم في اللَّيلِ‌. ٤٠طلَبوا‌ فجاءَهُم بالسَّلوى، ومِنْ خبزِ السَّماءِ أشبَعَهُم‌. ٤١فتَحَ الصَّخرَةَ فسالتِ المياهُ وجَرَت أنهارا في القِفارِ‌. ٤٢هكذا ذكَرَ كلِمَتَهُ المُقدَّسَةَ، كلِمَتَهُ لإبرهيمَ عبدِهِ‌، ٤٣فأخرجَ شعبَهُ المُختارَ، أخرَجَهُم بالسُّرور والتَّرنِـيمِ. ٤٤ومنَحَهُم أرضَ الأمَمِ فوَرِثُوا تَعَبَ الشُّعوبِ‌ ٤٥لِـيَسهَروا على حُقوقِهِ ويَنصُروا شرائعَهُ. هلِّلويا

مزمور ١٠٦

الشعب أنكر جميل ربّه

١هلِّلويا! إحمَدُوا الرّبَّ‌ لأنَّه صالِـحٌ، لأنَّ إلى الأبدِ رَحمَتَهُ. ٢كَيفَ أُحدِّثُ بِـجَبَروتِ الرّبِّ وأُسمِعُ كُلَّ تَهليلٍ لَه؟ ٣هَنيئا لِمَنْ يُراعي العَدلَ ويعمَلُ بِالصِّدْقِ في كُلِّ حينٍ. ٤أُذكُرني‌ بِرِضاكَ على شعبِكَ، وافْتَقِدْني يا ربُّ يومَ خلاصِهِم، ٥لأِرى هَناءَ الّذينَ ا‏خْتَرتَهُم، وأفرَحَ بِفرَحِ أُمَّتِكَ وأتَهَلَّلَ معَهُم وهُم ميراثُكَ. ٦خَطِئْنا نحنُ وآباؤُنا، وفَعَلْنا الإثْمَ والشَّرَّ. ٧آباؤُنا في أرضِ مِصْرَ لم يُدرِكوا عجائِبَكَ، ولا ذكَروا كثرةَ رَحمتِكَ، بل تَمَرَّدُوا على الرّبِّ العليِّ، هُناكَ عِندَ البحرِ الأحمرِ‌. ٨لكِنَّهُ لأجلِ ا‏سْمِهِ خلَّصَهُم لِـيُعَرِّفَ بِـجَبَروتِهِ. ٩إنتَهَرَ البحرَ الأحمرَ فَجَفَّ، فَسَيَّرَهُم في لُجَجٍ كالقَفْرِ، ١٠وخَلَّصَهُم مِنْ يَدِ المُبغِضِ وا‏فتَداهُم مِنْ يدِ العَدُوِّ. ١١غَمَرَتِ المياهُ خُصومَهُم، فما بقيَ مِنهُم أحدٌ‌. ١٢فآمَنوا بِكلامِ الرّبِّ وأنشَدوا وهَلَّلوا لهُ‌. ١٣أسرَعوا فنَسَوا أعمالَهُ ولم ينتَظِروا مَشورَتَهُ‌. ١٤إِشْتَهَوا شهوَةً في البرِّيَّةِ وجَرَّبُوا اللهَ في القَفْرِ، ١٥فمَنَحَهُم ما طَلَبوهُ، وأَشبَعَهُم حتّى التُّخْمةِ‌. ١٦حسَدوا موسى في مَحلَّتِهِم وهرونَ قُدُّوسَ الرّبِّ، ١٧فا‏نفَتَحَتِ الأرضُ وا‏بتَلَعَت داثانَ وأطبَقَت على جماعةِ أبِيرامَ، ١٨وا‏شتعلت نارٌ في جماعَتِهِم، فأحرَقَ اللَّهيـبُ الأشرارَ‌. ١٩صنَعوا عِجْلا في حوريـبَ وسَجَدوا لِتِمثالٍ مَسبوكٍ، ٢٠فأبدَلوا اللهَ المَجيدَ بِشَكلِ ثورٍ يأكُلُ العُشْبَ. ٢١نسَوا اللهَ مُخَلِّصَهُم صانعَ العَظائمِ في مِصْرَ، ٢٢العَجائبِ في أرضِ حامٍ‌ والأهوالِ عِندَ البحرِ الأحمرِ. ٢٣فهَمَّ الرّبُّ أنْ يُدَمِّرَهُم لو لم يقِفْ موسى مُختارُهُ في سَفْحِ الجبَلِ‌ أمامَهُ ليرُدَّ غضَبَهُ عَنْ إهلاكِهِم. ٢٤رفَضوا الأرضَ الشَّهيَّةَ، ولم يؤمِنُوا بِكلمَتِهِ، ٢٥بل تذَمَّروا في خيامِهِم ولم يسمعوا لِصوتِ الرّبِّ. ٢٦فرَفَعَ يدَهُ مُهَدِّدا بِأنْ يُسقِطَهُم في البرِّيَّةِ‌، ٢٧ويُسقِطَ نَسلَهُم في الأمَمِ ويُبَدِّدَهُم في البُلدانِ‌. ٢٨تعَلَّقوا بِبَعلِ فَغورَ‌ وأكلوا ذبائحَ الأصنامِ‌ ٢٩وغاظوا الرّبَّ بِأعمالِهِم، فا‏نتَشَرَ الوباءُ في ما بَينَهُم. ٣٠قامَ فِنحاسُ وسيطا لهُم فكَفَّ الوباءُ عَنِ الفَتْكِ بِهِم. ٣١فَحُسِبَ لَه ذلِكَ الفَضْلُ، جيلا بَعدَ جيلٍ إلى الأبدِ‌. ٣٢أغضَبوا الرّبَّ عِندَ ماءِ مَريـبَةَ، فتأذَّى موسى مِنْ أجلِهِم. ٣٣فثارت ثائِرَتُهُ علَيهِم، وهجاهُم بِكلامٍ تجاوز الحدَّ‌. ٣٤لم يُدَمِّروا تِلكَ الشُّعوبَ، كما أمرَ الرّبُّ أن يفعَلُوا‌، ٣٥بلِ ا‏خْتَلَطُوا بالأمَمِ، وتَعَلَّمُوا سُوءَ أعمالِهِم. ٣٦عبَدوا أصنامَ آلهِتهِم فصارَت شَركا لهُم‌، ٣٧وقَدَّموا بَنيهِم وبَناتِهِم ذبـيحةً لِتلكَ الشَّياطينِ‌. ٣٨ذبَحوهُم لأِصنامِ كنعانَ وسَفكوا دَمَهُمُ الزَّكيَ فتَدَنَّستِ الأرضُ بالدِّماءِ‌. ٣٩تنَجَّسوا بأعمالِهِم وزَنَوا‌ بِما ا‏رْتَكبوا مِنْ أفعالٍ، ٤٠فغَضِبَ الرّبُّ على شعبِهِ، وكَرِهَهُم وهُم ميراثُهُ. ٤١سَلَّمَهُم إلى أيدي الأُمَمِ، فَتَسَلَّطَ علَيهِم مُبغِضوهُم، ٤٢ضَيَّقَ علَيهِم أعداؤُهُم، فخَضَعوا تَحتَ أيديهِم. ٤٣وكثيرا ما أنقَذَهُم فا‏ستَمَرُّوا على عِصيانِهِم وهَلَكوا في ذُنوبِهِم. ٤٤لكنَّهُ رأى ضِيقَهُم، عِندَ سَماعِهِ صُراخَهُم. ٤٥فَذكَرَ عَهدَهُ لهُم ونَدِمَ لِكثرةِ رَحمتِهِ. ٤٦أبدى لهُم رأفَتَهُ، أمامَ الّذينَ سَبَوهُم‌. ٤٧خَلِّصْنا يا ربُّ إلهَنا، وا‏جْمَعْنا مِنْ بَينِ الأُمَمِ لِنَحمَدَ ا‏سمَكَ القُدُّوسَ ونُسَبِّحَ ونُهَلِّلَ لكَ. ٤٨تبارَكَ الرّبُّ إلهُ إِسرائيلَ، مِنَ الأزَلِ وإلى الأبدِ. يقولُ كُلُّ الشَّعبِ آمينَ. هَلِّلويا‌

مزمور ١٠٧

الرب يخلّصنا من الضيق

١إحمدوا الرّبَّ لأنَّهُ صالحٌ، لأِنَّ إلى الأبدِ رحمتَهُ‌. ٢لِـيقُلْ ذلِكَ الّذينَ ا‏فْتَداهُم، ا‏فْتَداهُمُ الرّبُّ مِنْ يَدِ الضِّيقِ ٣وجَمَعَهُم مِنْ كلِّ البُلدانِ، مِنَ المشرِقِ والمغرِبِ، والشِّمالِ والجَنوبِ‌. ٤بعضُهُم تاهَ في برِّيَّةٍ مُقفِرَةٍ ولم يجدوا طريقا لهُم إلى مدينةٍ يُقيمونَ بها. ٥كانوا جياعا عِطاشا تخورُ نُفوسُهُم فيهِم، ٦‌فصرَخوا إلى الرّبِّ في ضيقِهِم، فأنقَذَهُم مِنْ سُوءِ حالِهِم ٧وهَداهُم طريقا مُستقيما توصِلُهم إلى مدينةٍ لِلإقامةِ. ٨فَليَحمَدوا الرّبَّ على رَحمتِهِ وعلى عَجائِبِه لِبَني البشَرِ، ٩لأنَّه أشبَعَ النَّفْسَ المُشتَهيةَ وملأَ النَّفْسَ الرَّاغِبةَ خَيرا. ١٠بعضُهُم في الظَّلامِ وظِلِّ الموتِ جلَسوا أسرى يُعانونَ القُيودَ، ١١لأنَّهُم عَصَوا كلامَ اللهِ وا‏سْتَهانُوا بِمَشورَةِ العليِّ. ١٢أذَلَّ قُلوبَهُم بالتَّعَبِ، وتساقَطوا ولا نصيرَ لهُم. ١٣صرَخوا إلى الرّبِّ في ضيقِهِم، فخَلَّصَهُم مِنْ سُوءِ حالِهِم. ١٤أخرَجَهُم مِنَ الظَّلامِ وظِلِّ الموتِ وقَطَعَ لهُم قُيودَهُم. ١٥فلْيَحمَدوا الرّبَّ على رَحمتِهِ وعلى عَجائِبِهِ لِبَني البشَرِ، ١٦لأنَّهُ حطَّمَ أبوابَ النُّحاسِ وكسَرَ مَغاليقَ الحديدِ‌. ١٧وبعضُهُم حَمْقى لِسُلوكِ المَعاصي، ومِنْ آثامِهِم كانوا يُعانونَ. ١٨عافَت نُفوسُهُم كُلَّ طعَامٍ وبَلَغوا إلى أبوابِ الموتِ. ١٩صرَخوا إلى الرّبِّ في ضيقِهِم، فخَلَّصَهُم مِنْ سُوءِ حالِهِم. ٢٠أرسلَ كلِمَتهُ فشَفاهُم ونَجَّاهُم مِنْ مَهالِكِهم. ٢١فَليَحمَدوا الرّبَّ على رَحمتِهِ وعلى عَجائِبِه لِبَني البشَرِ. ٢٢وليَذبَحوا ذَبائِـحَ الحَمدِ، وليُخْبِروا عَنْ أعمالِهِ بالتَّرنيمِ. ٢٣وآخرونَ أبحروا في السُّفُنِ. ليُتاجروا في المياهِ الغزيرةِ، ٢٤فرأوا أعمالَ الرّبِّ وعَجائِبَهُ في اللُّجَجِ. ٢٥أمرَ فثارَت ريحٌ عاصِفةٌ وهَيَّجَت أمواجَ البحرِ، ٢٦فكانت تعلو إلى السَّماءِ وتهبُطُ بِهِم إلى الأعماقِ، فَتَرَجَّحَت حياتُهُم في الخَطَرِ. ٢٧تَرَنَّحوا ومالوا كالسُّكارى، وكُلُّ حِكمَتِهِم ذهَبَت عَبَثا. ٢٨فصرَخوا إلى الرّبِّ في ضيقِهِم، فأنقَذَهُم مِنْ سُوءِ حالِهم. ٢٩هدَّأَ الزَّوبعَةَ فَسكَنَت وسكَتَت أمواجُ البحرِ. ٣٠ففَرِحوا حينَ سكَنَت وهداهُم إلى ميناءٍ أرادوها. ٣١فَليَحمَدوا الرّبَّ على رَحمتِهِ وعلى عَجائبه لِبَني البشَرِ، ٣٢وليَرفَعوهُ في جماعةِ الشَّعبِ، وليُهَلِّلوا لَه في مَجلِسِ شيوخِهِم. ٣٣‌يجعَلُ الأنهارَ قَفرا ومجاريَ المياهِ جَفافا. ٣٤والتُّربَةَ المُخصِبةَ مِلْحا لِشَرِّ المُقيمينَ بها. ٣٥يجعَلُ القَفْرَ مَرْجا والأرضَ القاحلةَ مجاريَ مياهٍ، ٣٦فيسكُنُ هُناكَ الجياعُ ويُقيمونَ لهُم مدينةَ سُكْنى. ٣٧يزرَعونَ حُقولا ويغرِسون كُروما فتـثمِرُ لهُم غِلالا. ٣٨يُبارِكُهُم فَيكثُرونَ جِدًّا ولا يُقلِّلُ بَهائِمَهُم. ٣٩حينَ يَقِلُّونَ ويَنحَنُون ذُلا تحت ثِقْلِ الأذى والحَسْرَةِ. ٤٠يصُبُّ الذُّلَّ على أسيادِهِم ويقودُهم في تيهٍ بِلا طريقٍ. ٤١يرفعُ البؤساءَ مِنْ عَنائِهِم، ويُكثِرُ عَشائِرَهُم كقُطْعانِ الغنَمِ‌. ٤٢فيَنظُرُ المُستَقِـيمونَ ويفرَحونَ، ويَسُدُّ كُلُّ جائرٍ فَمَهُ. ٤٣مَنْ كانَ حكيما يُراعي هذا، ويَتَبَيَّنُ مَراحمَ الرّبِّ

مزمور ١٠٨

العدو يهدّدنا

١مزمورٌ لِداوُدَ. نشيدٌ: ٢قلبـي ثابتٌ يا اللهُ. أُنشِدُ وأُرتِّلُ لكَ. أفيقي يا نفْسي. ٣أفِقْ يا عودُ، يا كَنَّارةُ، لأُوقِظَ السَّحَرَ. ٤أحمَدُكَ في الشُّعوبِ يا ربُّ، وأُرتِّلُ لكَ في الأمَمِ. ٥عَظُمَت إلى السَّماواتِ رَحمتُكَ، وإلى الغُيومِ أمانَتُكَ. ٦إرتَفِـعْ على السَّماواتِ يا اللهُ ولْيَكُن مَجدُكَ على كُلِّ الأرضِ‌. ٧خَلِّصْنا بِيَمينِكَ وأعِنَّا، فيخْلُصُ الّذينَ تُحبُّهُم. ٨قالَ اللهُ في هَيكلِهِ‌: «بغُبْطةٍ أقسِمُ شكيمَ‌ وأقيسُ وادي سكُّوتَ. ٩لي جَلعادُ ولي منَسَّى. أفرايمُ خوذَتي ويَهوذا صَولَجانِـي. ١٠مُوآبُ مَغسلَتي وعلى أدومَ أُلقي أنا الرّبُّ حِذائي، وعلى الفِلسطيِّينَ هُتافُ ا‏نتصاري.» ١١مَنْ يقودُني إلى المدينةِ الحصينةِ؟ مَنْ يَهديني بَعدُ إلى أدومَ؟ ١٢أحَقًّا خذَلْتَنا يا اللهُ وما عُدْتَ تخرُجُ مَعَ جيوشِنا؟ ١٣كُنْ نصيرا لنا في الضِّيقِ، فَعَبَثا يُخَلِّصُنا البشَرُ. ١٤باللهِ نُقاتِلُ بِبَسالةٍ، وهوَ يدوسُ‌ أعداءَنا‌.

مزمور ١٠٩

دعوة على الأعداء

١لِكبـيرِ المُغَنِّينَ. مزمورٌ لِداوُدَ: سُبحانَكَ يا اللهُ لا تَصمُتْ، ٢فالأشرارُ والماكرونَ جميعا فَتَحوا أفواهَهُم عليَّ وتكلَّموا بِلِسانٍ كاذِبٍ. ٣بِكَلامِ بُغضٍ يُحيطونَ بـي، وبِلا سبَبٍ يُقاتِلونَني. ٤يُبادلونَني الحُبَّ بالخُصومَةِ، وأنا مِنْ أجلِهِم أُصلِّي‌. ٥يُكافِئونَني الشَّرَّ بالخَيرِ، والبُغْضَ بِمَحَبَّتي لهُم. ٦لِنَبْحثْ عَنْ شاهِدٍ شِرِّيرٍ‌، وخَصْمٍ يقِفُ عَنْ يَمينِهِ، ٧فإذا حُوكِمَ خرَجَ مُذنِبا، وصلاتُهُ تُعَدُّ خطيئةً. ٨لِتكُنْ أيّامُهُ قليلَةً‌، وليأخُذْ وظيفَتَهُ آخرُ. ٩لِـيَكُنْ بَنوهُ يَتامى، وا‏مرأتُهُ مِنْ بَعدهِ أرمَلَةً. ١٠فيَتشَرَّد‌ بَنوهُ ويَتَسوَّلونَ ويُمحَى أثَرُهُم مِنْ بُيوتِهِم. ١١لِـيأخذِ المُرابـي كُلَّ ما يَملُكُ وليَبْتَزَّ الغُرباءُ تَعَبَهُ. ١٢لا يكُنْ هُناكَ مَنْ يرحَمُهُ، ولا مَنْ يَتَحَنَّنُ على أيتامِهِ. ١٣لِـيَنقَطِعْ نَسلُهُ فلا يكون، وليُمْحَ ا‏سمُهُ في الجيل الآتي. ١٤لِـيَذْكُرِ الرّبُّ آثامَ آبائِهِ، ولا تُمْحَ خطيئةُ أُمِّهِ، ١٥بل تكونُ أمامَ الرّبِّ كُلَّ حينٍ لِـيَنقَطِعْ مِنَ الأرضِ ذِكْرُهُ، ١٦لأنَّه لم يُفكِّرْ أنْ يَرحَمَ، بل ا‏ضْطَهدَ المَساكينَ حتّى الموتِ وكُلَّ بائسٍ مَقهورِ القلبِ. ١٧أحبَّ اللَّعنَةَ فَلَحِقَت بِه، وكَرِهَ البرَكَةَ فا‏بْتَعَدت عَنهُ‌. ١٨لَبِسَ اللَّعنةَ كقميصٍ لهُ، فدخَلَت أحشاءَهُ كالماءِ‌ وفي عِظامِهِ كالزَّيتِ. ١٩فلتَكُنْ كثوبٍ يُغطِّيهِ، وكحِزامٍ على وَسطِهِ كُلَّ حينٍ‌. ٢٠لكِنْ مِنَ الرّبِّ عِقابُ خُصومي والّذينَ يُدَبِّرونَ الشَّرَّ لي. ٢١وأنتَ أيُّها الرّبُّ سيِّدي، أحسِنْ إِليَّ إكراما لاسمِكَ. نَجِّني لِطِيْبِ رَحمتِكَ. ٢٢أنا مِسكينٌ وبائسٌ، وقلبـي في داخِلي جريحٌ. ٢٣كظِلٍّ مائِلٍ أمضي، وكجَرادةٍ في مَهَبِّ الرِّيحِ. ٢٤وهَنَت رُكْبَتاي مِنَ الصَّومِ، ولحمي هَزيلٌ بِلا شَحْمٍ. ٢٥صِرْتُ عارا عِندَ النَّاسِ، يرَونَني فيَهِزُّونَ رُوُوسَهُم‌. ٢٦أُنصُرْنِـي أيَّها الرّبُّ. خَلِّصْني يا إلهي بِرحمتِكَ. ٢٧فيَعرِفوا أنَّ يَدَكَ يا ربُّ هيَ الّتي فعَلَت هذا. ٢٨هُم يَلعَنونَ وأنتَ تُبارِكُ. يُقاومُونَني ويفشَلونَ، فيَشْمتُ بِهِم عبدُكَ. ٢٩خُصومي يلبَسونَ الذُّلَّ، ويُغَطِّيهِم عارُهُم كالرِّداءِ. ٣٠أحمَدُ الرّبَّ كثيرا بِفَمي، وبَينَ الكَثيرينَ أُهَلِّلُ لهُ، ٣١لأنَّه يقِفُ عَنْ يَمينِ‌ البائِسِ لِـيُخَلِّصَهُ مِمَّنْ يحكُمونَ علَيهِ

مزمور ١١٠

كلام الرب للملك

١مزمورٌ لِداوُدَ: قالَ الرّبُّ لسيِّدي الملِكِ: «إجلسْ عَنْ يَميني‌ حتّى أجعَلَ أعداءَكَ مَوطِئا‌ لِقدَمَيكَ». ٢صَولجانُ عِزِّكَ يُرسِلُهُ الرّبُّ مِنْ صِهيَونَ، ويقولُ: «تسَلَّطْ في وسَطِ أعدائِكَ». ٣شعبُكَ يَلتَفُّ حَولَكَ‌ طَوعا يومَ تقودُ جنودَكَ على الجِبالِ المُقدَّسةِ‌، فَمِنْ رَحِمِ الفَجْرِ حَلَّ كالنَّدى شبابُكَ‌. ٤أقسَمَ الرّبُّ ولن يندَمَ: «أنتَ كاهنٌ إلى الأبدِ على رُتبَةِ مَلكيصادَقَ‌». ٥الرّبُّ يقِفُ عَنْ يَمينِكَ‌ ويُهَشِّمُ المُلوكَ يومَ غضَبِهِ. ٦يَدينُ في الأمَمِ، وبالجُثَثِ يملأُ الأوديةَ‌. تحْمَرُّ تِلالُ الأرضِ الشَّاهِقَةُ‌ ٧وتُسقَى الأوديةُ دِماءً‌، فيرتَفِـعُ رَأسُكَ أيُّها المَلِكُ

مزمور ١١١

حمد الرب من أجل أعماله

١هلِّلويا‌! أحمَدُ الرّبَّ بِكُل قلبـي في مَجلِسِ المُستَقيمينَ وفي الجماعةِ. ٢أعمالُ الرّبِّ عظيمةٌ ودَرْسٌ لِكُلِّ مَنْ يُسَرُّ بها. ٣عَمَلُهُ جليلٌ بَهيٌّ وعَدلُهُ دائِمٌ إلى الأبدِ. ٤لِعَجائِبِهِ ذِكْرٌ على الدَّوامِ، وهوَ حَنونٌ رحيمٌ. ٥يُعطي أتقياءَهُ طعاما، ويذكُرُ إلى الأبدِ عَهدَهُ. ٦أظهَرَ قُوَّتَهُ لِشعبِهِ، فأعطاهُم أرضَ‌ الأمَمِ. ٧أعمالُ يَدَيهِ حَقٌّ وإنصافٌ وأوامِرُهُ كُلُّها أمينَةٌ. ٨تبقَى راسخةً مدَى الدَّهرِ، وقِوامُها الأمانَةُ والاستِقامةُ‌. ٩أرسَلَ الفِدَاءَ لِشعبِهِ، وعاهَدَهُم عَهدا أبديًّا. قدُّوسٌ ومَرهُوبٌ ا‏سمُهُ. ١٠رأسُ الحِكمةِ‌ مخافَةُ الرّبِّ، والعاقِلُ مَنْ يعمَلُ بِوَصاياهُ‌. هلِّلويا إلى الأَبدِ

مزمور ١١٢

سعادة الصديقين

١هلِّلويا. هَنيئا لِمَنْ يَخافُ الرّبَّ ويُسَرُّ بِوصاياهُ جِدًّا‌. ٢يكونُ نَسلُهُ قويًّا في الأرضِ، فالمُستَقيمونَ يُبارِكُهُمُ الرّبُّ، ٣ويكونُ المالُ والغِنى في بـيتِهِ، وحقُّهُ يدومُ إلى الأبدِ. ٤النُّورُ يُضيءُ في الظَّلامِ لِلمُستَقيمينَ، لأنَّ الرّبَّ حَنونٌ ورحيمٌ وعادِلٌ‌. ٥الرَّجُلُ الصَّالِـحُ يتَحَنَّنُ ويُقرِضُ ويُدبِّرُ أمُورَهُ بالإنصافِ. ٦الصِّدِّيقُ لن يَتزَعزَعَ إلى الأَبدِ، وذِكْرُهُ يـبقَى مدَى الدَّهرِ. ٧لا يخافُ مِنْ خَبَرِ السُّوءِ، وبِقلبٍ ثابِتٍ يَتَّكِلُ على الرّبِّ، ٨قلبُهُ راسخٌ فلا يخافُ حينما يرى خُصومَهُ. ٩يُوزِّعُ ويُعطي البائِسينَ، ففَضْلُهُ يدومُ إلى الأبدِ ورأسُه يرتَفِـعُ بالمَجدِ‌، ١٠يراهُ الشِّرِّيرُ فيَغتَمُّ ويَصُرُّ بأسنانِهِ ويذُوبُ. فرَغَباتُ الشِّرِّيرِ تَبـيدُ‌

مزمور ١١٣

الرب إله المساكين

١هلِّلويا. هلِّلوا يا عبـيدَ الرّبِّ. هلِّلوا لاسمِ الرّبِّ. ٢لِـيكُنِ ا‏سمُ الرّبِّ مُبارَكا مِنَ الآنَ وإلى الأبدِ. ٣مِنْ مشرِقِ الشَّمسِ إلى مغرِبِها يُهَلِّلُ البشَرُ لاسمِ الرّبِّ. ٤الرّبُّ مُتَعالٍ على الأمَمِ، وفوقَ السَّماواتِ مَجدُهُ. ٥مَنْ مِثْلُ الرّبِّ إلهِنا، ذاكَ المُقيمُ في الأعالي؟ ٦لكِنَّهُ ينحَني مِنْ أعاليهِ لِـيرَى السَّماواتِ والأرضَ. ٧يُقيمُ المِسكينَ عَنِ التُّرابِ ويَرفَعُ البائِسَ مِنَ المَزبَلَةِ ٨لِـيُجلِسَهُ معَ العُظَماءِ، معَ عُظماءِ شعبِهِ يُجلِسُهُ‌. ٩يجعَلُ العاقِرَ في بَيتِها أُمَّ بَنينَ فرحانَةً. هلِّلويا

مزمور ١١٤

معجزات الخروج

١عِندَ خُروجِ بَني إِسرائيلَ مِنْ مِصْرَ، بَني يَعقوبَ مِنْ أرضِ شعبٍ أعجَميّ‌: ٢صارَت يَهوذا مَقْدِسَهُ وإِسرائيلُ مَوضِعَ سُلطانِهِ‌. ٣البحرُ‌ رَأى ذلِكَ فهَرَبَ، والأردُنُّ‌ تراجعَ إلى الوراءِ ٤الجِبالُ قفَزَت مِثلَ الكِباشِ، والتِّلالُ كأولادِ الغنَمِ. ٥ما لكَ يا بَحرُ تهرُبُ، يا أُردُنُّ تَثِبُ إلى الوراءِ، ٦يا جِبالُ تقفزينَ مِثلَ الكِباشِ، ويا تِلالُ مِثلَ صغارِ الغنَمِ. ٧تَزَلزَلي يا أرضُ أمامَ الرّبِّ، أمامَ الرّبِّ إلهِ يَعقوبَ. ٨حَوَّلَ الصَّخرَ إلى بُحَيراتٍ والصَّوَّانَ إلى عُيونِ ماءٍ‌

مزمور ١١٥

عظمة الرب وصلاحه

١لا لنا يا ربُّ لا لنا، بل لا‏سْمِكَ أعطِ المَجدَ مِنْ أجلِ رَحمتِكَ وأمانَتِكَ. ٢لِماذا تقولُ الأمَمُ: «أينَ اللهُ إلهُهُم‌؟» ٣إلهُنا في السَّماءِ. كُلَّ ما شاءَ صَنَعَ. ٤أصنامُهُم فِضَّةٌ وذهَبٌ مِنْ صُنْعِ أيدي البشَرِ‌. ٥لها أفواهٌ ولا تَتَكَلَّمُ. لها عيونٌ ولا تُبصِرُ. ٦لها آذانٌ ولا تسمَعُ. لها أُنوفٌ ولا تَشِمُّ. ٧لها أيدٍ ولا تَلمُسُ. لها أرجُلٌ ولا تَمشي، ولا تَنطِقُ بِـحَناجِرِها. ٨مِثلَها يكونُ صانِعُوها وجميعُ المُتَّكِلينَ علَيها‌. ٩يا بَني إِسرائيلَ اتَّكلُوا على الرّبِّ، فهوَ نصيرُكُم وتُرْسُكُم. ١٠يا بَيتَ هرونَ ا‏تَّكلوا على الرّبِّ، فهوَ نصيرُكُم وترْسُكُم. ١١يا خائِفي الرّبِّ ا‏تَّكِلوا على الرّبِّ، فهوَ نصيرُكُم وتُرْسُكُم‌. ١٢الرّبُّ يذكُرُنا ويُبارِكُنا: يُباركُ بَيتَ إِسرائيلَ ويـبارِكُ بَيتَ هرونَ. ١٣الرّبُّ يُبارِكُ أتقياءَهُ، الصِّغارَ مع الكِبارِ‌. ١٤لِـيَزِدِ الرّبُّ علَيكُم، علَيكُم وعلى بَنيكُم. ١٥مُبارَكُونَ أنتُم منَ الرّبِّ صانعِ السَّماواتِ والأرضِ. ١٦السَّماواتُ سَمَواتٌ للرّبِّ، والأرضُ منَحَها لِلبشَرِ. ١٧الأمواتُ لا يُهَلِّلونَ لِلرّبِّ ولا الهابِطونَ إلى أرضِ السُّكُوتِ. ١٨أمَّا نحنُ فَنُبارِكُ الرّبَّ مِنَ الآنَ وإلى الأبدِ. هَلِّلويا

مزمور ١١٦

شكر بعد النجاة

١أحببتُ الرّبَّ لأنَّهُ يستَمِـعُ إلى صوتِ تَضَرُّعي. ٢يُميلُ أُذُنَه إليَّ كُلَّما صرَختُ إليهِ‌. ٣أحاطَت بـي حَبائِلُ الموتِ وأصابَتْني شدائِدُ عالمِ الأمواتِ. قاسَيتُ الحَسرَةَ والضِّيقَ، ٤فَدَعَوتُ با‏سْمِ الرّبِّ: «آهِ يا ربُّ نَجِّنِـي». ٥الرّبُّ حَنونٌ وعادِلٌ. الرّبُّ إلهُنا رحيمٌ. ٦الرّبُّ يحرُسُ البُسَطاءَ. لَه أتَذَلَّلُ فيُخَلِّصُني. ٧إرجعي يا نفْسي إلى هُدوئِكِ، لأنَّ الرّبَّ أحسَنَ إليكِ. ٨خَلَّصَ حياتي مِنَ الموتِ وعينَيَّ مِنَ الدُّموعِ وقَدَميَّ مِنَ الزَّلَلِ، ٩لأسيرَ أمامَ الرّبِّ في أرضِ الأحياءِ. ١٠أُؤْمِنُ بالرّبِّ وإنْ قُلتُ‌: «ما أشَدَّ عَنائي». ١١أو قُلتُ في ا‏بْتِعادي عَنكَ: «كُلُّ إنسانٍ كاذِبٌ»‌. ١٢ماذا أردُّ إلى الرّبِّ عَنْ كُلِّ إحسانِهِ إليَّ. ١٣أرفَعُ كأسَ الخلاصِ‌ وبا‏سْمِ الرّبِّ أدعو. ١٤أُوفي نُذُوري للرّبِّ أمامَ كُلِّ شعبِهِ. ١٥عزيزٌ في عينَيِ الرّبِّ موتُ أحدِ أتقيائِهِ. ١٦يا ربُّ أنا عبدُكَ. عبدُكَ وا‏بنُ أمَتِكَ. أنتَ حَلَلتَ قُيودي. ١٧لكَ أذبَحُ ذبـيحةَ الحَمدِ وبا‏سمِكَ يا ربُّ أدعو. ١٨أُوفي نُذُوري للرّبِّ أمامَ كُلِّ شعبِهِ، ١٩في ديارِ بَيتِ الرّبِّ، في وسَطِكِ يا أُورُشليمُ. هلِّلويا

مزمور ١١٧

نشيد الكون

١هلِّلوا للرّبِّ يا جميعَ الأمَمِ سَبِّحوهُ يا جميعَ الشُّعوبِ‌، ٢رَحمتُهُ عظيمةٌ علَينا، وحَقُّهُ يدومُ إلى الأبدِ. هَلِّلويا

مزمور ١١٨

نشيد شكر في الهيكل

١إحمَدُوا الرّبَّ لأنَّه صالِـحٌ، وإلى الأَبدِ رحمَتُهُ‌. ٢لِـيَقُلْ بَيتُ إِسرائيلَ: «إلى الأبدِ رَحمتُهُ». ٣لِـيَقُلْ بـيتُ هرونَ‌: «إلى الأبدِ رَحمتُهُ». ٤لِـيَقُلْ خائِفو الرّبِّ: «إلى الأبدِ رَحمتُهُ». ٥مِنَ الضِّيقِ دَعَوتُ الرّبَّ فا‏سْتَجابَ وأفرَجَ عنِّي. ٦الرّبُّ مُعينٌ فلا أخافُ، فالإنسانُ ماذا يفعَلُ لي؟‌ ٧الرّبُّ معي وهوَ نصيري، فأرى هَزيمةَ مَنْ يُبغِضُني. ٨الاحتِماءُ بالرّبِّ خَيرٌ لي مِنَ الاتِّكالِ على البشَرِ. ٩الاحتِماءُ بالرّبِّ خَيرٌ لي من الاتِّكالِ على العُظَماءِ. ١٠أحاطَ بـي جميعُ الأمَمِ، وبا‏سم الرّبِّ أُزيلُهُم. ١١أحَاطوا بـي ثُمَّ أحاطوا بـي، وبا‏سمِ الرّبِّ أُزيلهم. ١٢أحاطوا بـي كالنَّحْلِ ثُمَّ خَمَدوا كَنارِ الشَّوكِ، وبا‏سمِ الرّبِّ أُزيلُهُم. ١٣دَفَعوني‌ دَفْعا لأسقُطَ، لكِنَّ الرّبَّ نَصَرَني. ١٤أُرَتِّلُ للرّبِّ العزيزِ، فهوَ خلاصٌ لي‌. ١٥هذِهِ تَرنيمةُ الخلاصِ في خيامِ الصِّدِّيقينَ: «يَمينُ الرّبِّ مُقتَدِرَةٌ. ١٦يَمينُ الرّبِّ مُرتَفِعَةٌ. يَمينُ الرّبِّ مُقتَدِرَةٌ». ١٧لا أموتُ بل أحيا وأُحَدِّثُ بِأعمالِ الربِّ. ١٨يعِظُني الرّبُّ ويُرشِدُني ولا يُسَلِّمُني إلى الموتِ‌. ١٩إفتَحوا لي أبوابَ‌ الصِّدِّيقينَ، فأدخُلَ وأحمَدَ الرّبَّ. ٢٠هيَ أبوابٌ إلى الرّبِّ، وفيها يَدخُلُ الصِّدِّيقونَ. ٢١أحمَدُكَ لأنَّكَ أعَنتَني وكُنتَ لي خلاصا. ٢٢الحَجَرُ الّذي رفَضَهُ البَنَّاؤونَ صارَ رأسَ الزَّاويةِ‌. ٢٣مِنْ عِندِ الرّبِّ كانَ ذلِكَ، وهوَ عجيـبٌ في عيونِنا‌. ٢٤هذا يومٌ صَنَعَهُ الرّبُّ، فلنَبتَهِـجْ ونفرَحْ بهِ. ٢٥آهِ يا ربُّ خَلِّصْ‌. آهِ يا ربُّ أحسِنْ إلينا. ٢٦تبارَكَ الآتي باسمِ الرّبِّ. نُبارِكُكُم مِنْ بَيتِ الرّبِّ‌. ٢٧الرّبُّ هوَ اللهُ الّذي أنارَنا‌. زَيِّنوا المَوكِبَ‌ بالأَغصانِ المُورِقَةِ إلى قرونِ المذبَحِ‌. ٢٨أنتَ إِلهي فأحمَدُكَ. أنتَ إلهي فأرفَعُكَ. ٢٩ا‏حمَدوا الرّبَّ لأنَّهُ صالِحٌ، لأنَّ إلى الأبدِ رَحمتَهُ

مزمور ١١٩

امتداح شريعة الرب

(أ)

١هَنيئا للسَّائِرينَ في الكمالِ، للسَّالكينَ في شريعةِ الرّبِّ‌. ٢هَنيئا لِمَنْ يحفَظُ فرائِضَهُ، وَلِمَنْ يَطلُبُهُ بِكُلِّ قلبِهِ، ٣ولِلَّذينَ لا يَجورونَ، بل يَسلُكونَ في طُرُقِهِ. ٤أنتَ أعطَيتَنا وصاياكَ، وأمَرْتَ أنْ نحفَظَها جيِّدا. ٥ يا ليتَ طُرُقي ثابِتَةٌ في مُراعاةِ حُقوقِكَ. ٦أنا لا أخزَى أبدا إذا تأمَّلتُ وصاياكَ. ٧أتعَلَّمُ أحكامَكَ العادِلةَ، وبِقلبٍ مُستَقيمٍ أحمَدُكَ. ٨أراعي حُقوقَكَ يا ربُّ، فلا تـترُكْني أبدا

(ب)

٩بِماذا يُصلِـحُ الشَّابُّ سُلوكَهُ؟ يُبرِّرُه بِـحِفْظِ كلامِكَ. ١٠بِكلِّ قلبـي طَلَبْتُكَ. فلا تُضَلِّلني عَنْ وصاياكَ. ١١في قلبـي صُنْتُ كَلِمَتَكَ، لِئلاَّ أخطَأَ إليكَ. ١٢مُبارَكٌ أنتَ يا ربُّ، فَعَلِّمْني إِرشاداتِكَ. ١٣بِشَفَتيَّ أُحَدِّثُ دَوما بِكلِّ أحكامِ فَمِكَ. ١٤يَسُرُّني اتِّباعُ فرائضِكَ أكثرَ مِنْ كُلِّ ثَروةٍ. ١٥في أوامِرِكَ أتأمَّلُ، وأُعاينُ سُبُلَكَ. ١٦بإرشاداتِكَ أستَنيرُ، ولا أنسَى كَلامَكَ

(ج)

١٧أحسِنْ إلى عبدِكَ فأحيا وأُراعيَ كَلامَكَ. ١٨إفتَحْ عينَيَّ فَأُبصِرَ عَجائِبَ مِنْ شريعَتِكَ. ١٩أنا في الأرضِ غريـبٌ فلا تَحجُبْ عنِّي وصاياكَ. ٢٠نفْسي تَحِنُّ ا‏شْتياقا إلى أحكامِكَ كُلَّ حينٍ. ٢١تنتَهِرُ المُتَكبِّرينَ المَلاعينَ الّذينَ ضَلُّوا عَنْ وَصاياكَ. ٢٢أزِلْ عنِّي المَهانَةَ والعارَ، فأنا أحفَظُ فَرائِضَكَ. ٢٣يجلِسُ الرُّؤساءُ ويَتكَلَّمونَ عليَّ، وعبدُكَ يَتأمَّلُ في إرشاداتِكَ. ٢٤فَرائِضُكَ نُورٌ لي، وهيَ مصدرُ مَشورَتي

(د)

٢٥لَصِقَت بالتُّرابِ نفْسي، فأحيني بِـحسَبِ كَلامِكَ. ٢٦أصلَحْتُ سيرتي فأعَنتَني. يا ربُّ عَلِّمْني حُقوقَكَ. ٢٧فَهِّمْني طريقَةَ أوامِرِكَ، فأتأمَّلَ في عَجائِبِكَ. ٢٨سالَت نفْسي مِنَ الحَسرَةِ، فَقَوِّمْني بِـحسَبِ كَلامِكَ. ٢٩أبعِدْني عَنْ طريقِ الكَذِبِ، وبِشريعَتِكَ تَحَنَّنْ عليَّ. ٣٠إختَرْتُ طريقَ الحَقِّ وجعَلتُ أمامي أحكامَكَ. ٣١تمَسَّكتُ يا ربُّ بِفَرائِضِكَ، فلا تَجعَلْني أخزَى. ٣٢أُسرِعُ في طريقِ وصاياكَ، لأنَّكَ تفتحُ قلبـي

(هـ)

٣٣أرِني طريقَ حُقوقِكَ، فأحفَظَها يا ربُّ إلى النِّهايةِ. ٣٤فَهِّمْني شريعَتَكَ فأحفَظَها وأرعاها بِكُلِّ قلبـي. ٣٥إهدِني سَبـيلَ وصاياكَ، لأنِّي بِها سُرِرْتُ. ٣٦أمِلْ قلبـي إلى فرائِضِكَ، لا إلى طَلَبِ الرِّبحِ. ٣٧حَوِّلْ عينَيَّ عَنِ الباطلِ، وفي طَريقِكَ أحيني. ٣٨حَقِّقْ لِعبدِكَ قولَكَ، فأنا مِنَ الّذينَ يَخافونَكَ. ٣٩جَنِّبْني العارَ الّذي أخشاهُ، فأحكامُكَ يا ربُّ صالِحَةٌ. ٤٠أشتاقُ إلى أوامِرِكَ، فأحيني يا ربُّ بِــعَدلِكَ

(و )

٤١لِتَأْتِني رَحمَتُكَ يا ربُّ، وخلاصُكَ بِـحسَبِ قولِكَ، ٤٢فَأُجيـبَ مَنْ يُعَيِّرُني أنِّي اتَّكَلْتُ على كَلامِكَ. ٤٣لا تَنزِعْ مِنْ فَمي كَلامَ الحَقِّ، فأنا رَجَوتُ أحكامَكَ. ٤٤أُراعي شريعَتَكَ كُلَّ حينٍ، مدَى الدَّهرِ وإلى الأبدِ. ٤٥أسيرُ مُنشَرِحَ الصَّدْرِ لأنِّي طَلَبْتُ أوامِرَكَ. ٤٦أنطقُ يا ربُّ بِفرائِضِكَ أمامَ المُلوكِ ولا أخزَى. ٤٧أستَنيرُ يا ربُّ بِوصاياكَ، فهيَ الّتي أُحِبُّ. ٤٨أرفعُ كَفَّيَّ حُبًّا بوَصاياكَ وأتأمَّلُ في إرشاداتِكَ‌

(ز )

٤٩أُذْكُرْ قولَكَ لِعبدِكَ، وهوَ ما جَعَلْتَني أرجوهُ. ٥٠تَعزِيتي في عَنائي أنَّ كَلِمَتَكَ تُحْيـيني. ٥١يستَهزِئُ بـيَ المُتكَبِّرونَ، فلا أميلُ عَنْ شريعتِكَ. ٥٢أتذَكَّرُ يا ربُّ أحكامَكَ مُنذُ القديمِ فَأتَعَزَّى. ٥٣تأخذُني حِدَّةُ الغَضَبِ مِنَ الأشرارِ المُهمِلينَ شريعتَكَ. ٥٤كانَت لي حقوقُكَ تراتيلَ في دارِ غُربَتي‌. ٥٥في اللَّيلِ أذكُرُ اسمَكَ يا ربُّ وأُناجي شريعتَكَ. ٥٦كانَ ذلِكَ نَصيـبـي، لأنِّي حَفِظْتُ أوامِرَكَ

(ح)

٥٧أقولُ حَظِّي يا ربُّ أنْ أحفَظَ كَلامَكَ. ٥٨بِكُلِّ قلبـي أستَعطِفُكَ، فتَحَنَّنْ بِـحسَبِ قولِكَ. ٥٩فكَّرتُ يا ربُّ في طُرُقي، فعُدتُ إلى فرائِضِكَ. ٦٠أسرَعتُ وما تَمَهَّلتُ إلى السَّهَرِ على وصاياكَ. ٦١حَبائِلُ الأشرارِ ا‏لتَفَّت عليَّ وما نَسِيتُ شريعتَكَ. ٦٢في نِصفِ اللَّيلِ أقومُ لأحمَدَكَ على عَدلِ أحكامِكَ. ٦٣أنا واحدٌ مِمَّنْ يخافونَكَ ويسهرونَ على أوامِرِكَ. ٦٤مِنْ رَحمتِكَ ا‏مْتَلأتِ الأرضُ، فعَلِّمْني يا ربُّ إرشاداتِكَ

(ط)

٦٥صَنَعْتَ خَيرا مع عبدِكَ، يا ربُّ بِـحسَبِ كَلامِكَ. ٦٦أطعِمْني أطايـيبَ المعرِفَةِ، لأنِّي مُؤمِنٌ بِوَصاياكَ. ٦٧ضَلَلْتُ قبلَ أنْ تُعينَني، والآنَ أسهَرُ على كَلِمَتِكَ. ٦٨صالِـحٌ أنتَ ومُصلِـحٌ فَعَلِّمْني إرشاداتِكَ ٦٩يفتَري عليَّ المُتكَبِّرونَ، وبِكُلِّ قلبـي أحفظُ أوامِرَكَ. ٧٠جَمَدَت قُلوبُهُم كالشَّحْمِ، وأنا أستَنيرُ بِشريعتِكَ. ٧١ما عانَيتُهُ كانَ لِخَيري، لأنِّي تَعَلَّمْتُ إِرشاداتِكَ. ٧٢كَلامُ شريعتِكَ خَيرٌ لي مِنْ أُلوفِ ذهبٍ وفِضَّةٍ

(ي)

٧٣يَداكَ صَنَعَتاني وكَوَّنَتاني. فَهِّمْني فأتَعَلَّمَ وصاياكَ. ٧٤يَراني الّذينَ يخافونَكَ فيَفرَحونَ لِرَجائي بِكَلامِكَ. ٧٥أعرِفُ أنَّ أحكامَكَ عادِلةٌ، وأنتَ بِأمانَةٍ أعَنْتَني. ٧٦رحمتُكَ عزاءٌ لي بِـحسَبِ قولِكَ لِعبدِكَ. ٧٧تَأتيني مَراحِمُكَ فَأحيا وأستَنيرُ بِشريعتِكَ. ٧٨يخزَى المُتكبِّرونَ المُفتَرُونَ، أمَّا أنا فأتَأمَّلُ أوامِرَكَ. ٧٩ليتَ أتقياءَكَ يرجعونَ إليَّ فأُعَرِّفَهُم فرائِضَكَ‌. ٨٠لِـيكُنْ قلبـي سليما في حَقِّكَ فلا تجعَلْني أخزَى

(ك)

٨١تاقَت نفْسي إلى خلاصِكَ، وفي كَلامِكَ رجائي ٨٢تاقَت عينايَ إلى كَلِمَتِكَ، وأنا أقولُ: «متى تُعَزِّيني؟» ٨٣صِرْتُ كَزِقٍّ أفسَدَهُ الدُّخانُ، فما نسِيتُ حقوقَكَ. ٨٤إلى متى ينتَظِر عبدُكَ لِتَحكُمَ على مَنْ يَضْطَهِدُني؟ ٨٥المُتكَبِّرونَ حفَروا لي حَفائِرَ، وما ذلِكَ بِـحسَبِ شريعتِكَ. ٨٦جميعُ وصاياكَ صادِقَةٌ. هُم يَضطَهِدونَني فَانْصُرْني. ٨٧كادُوا يُزيلونَني مِنَ الأرضِ، وما ا‏بْتَعَدْتُ عَنْ أوامِرِكَ. ٨٨أحيني بِـحسَبِ رَحمتِكَ، فأسهَرَ على فرائِضِكَ

(ل)

٨٩كَلامُكَ يا ربُّ ثابتٌ في السَّماواتِ إلى الأبدِ، ٩٠وأمانَتُكَ إلى جيلٍ فجيلٍ. كوَّنْتَ الأرضَ فهيَ ثابتةٌ. ٩١ثَبَتَت على أحكامِكَ إلى اليومِ، والكُلُّ عبـيدٌ لكَ. ٩٢شريعتُكَ نُورٌ لي لولاها هَلَكْتُ في شَقائي. ٩٣لا أنسَى أبدا أوامِرَكَ لأنَّكَ بها أحيَيتَني. ٩٤أنا لكَ فَخَلِّصْني، لأنِّي طَلَبْتُ أوامِرَكَ. ٩٥إنتَظرَني الأشرارُ لِـيُهلِكُوني، وأنا أتَفهَّمُ فَرائِضَكَ. ٩٦لِكُلِّ كمالٍ رأيتُ حَدًّا، أمَّا وَصِيَّتُكَ فلا حَدَّ لها

(م)

٩٧كم أُحِبُّ شريعتَكَ، أتَأمَّلُها نهارا وليلا. ٩٨وصيَّتُكَ الّتي لا تُفارِقُني جعَلَتْني أحكَمَ مِنْ أعدائي. ٩٩أنا أعقَلُ مِمَّنْ عَلَّمُوني، لأنِّي أتأمَّلُ فَرائِضَكَ، ١٠٠وأكثرُ مِنَ الشُّيوخِ فَهْما، لأنِّي أحفَظُ أوامِرَكَ. ١٠١عَنْ طريقِ السُّوءِ أمنَعُ قَدَمَيَّ لأسهَرَ يا ربُّ على كَلامِكَ. ١٠٢أنا لا أحيدُ عن أحكامِكَ، فأنتَ أشَرْتَ بها عليَّ. ١٠٣ما أحلى كَلِمَتَكَ في حَلْقي هيَ أحلى مِنَ العسَلِ في فَمي. ١٠٤تفَهَّمتُ أوامِرَكَ يا ربُّ فأَبغضْتُ طريقَ الكاذِبـينَ

(ن)

١٠٥كلامُكَ سِراجٌ لِخُطواتي، ونورٌ يا ربُّ لِطريقي. ١٠٦أقسَمْتُ وسأقومُ بِقَسَمِـي، فأسهَرُ على أحكامِكَ العادِلةِ. ١٠٧عانَيتُ يا ربُّ كثيرا، فَأحْيني بِـحسَبِ كَلامِكَ. ١٠٨تقَبَّلْ‌ مَدائِـحَ فَمي وعلِّمْني يا ربُّ أحكامَكَ. ١٠٩رُوحي في كفي كُلَّ حينٍ، لكنِّي لا أنسى شرِيعتَكَ. ١١٠نَصَبَ الأشرارُ لي فَخًّا، فما ا‏نْحَرَفْتُ عَنْ أوامِرِكَ. ١١١وَرِثْتُ فرائِضَكَ إلى الأبدِ لأنَّها سُرورٌ لِقلبـي. ١١٢وَجَّهْتُ قلبـي لأقضِيَ حقوقَكَ وأتْبَعَها يا ربُّ على الدَّوامِ

(س)

١١٣أُبغِضُ المُتَقَلِّبـينَ يا ربُّ وأُحِبُّ أحكامَ شريعتِكَ. ١١٤سِتْري وتُرْسي أنتَ، وكَلامُكَ هوَ رجائي. ١١٥حيدوا عَنِّي يا أهلَ السُّوءِ، فأحفَظَ وصايا إلهي. ١١٦أسنِدْني بِكَلِمَتِكَ فأحيا، ولا تُخَيِّبْ رجائي. ١١٧ساعِدْني يا ربُّ فأخلُصَ وأقضيَ حقوقَكَ كُلَّ حينٍ. ١١٨تُهمِلُ الضَّالينَ عَنْ حقوقِكَ لأنَّ نِـيَّاتِهِم كاذِبَةٌ. ١١٩تَحسِبُ أشرارَ الأرضِ نِفايةً، لِذلِكَ أحبَبْتُ فرائِضَكَ. ١٢٠جسَدي يرتَعِشُ رُعْبا، ومِنْ أحكامِكَ أخافُ

(ع)

١٢١أعمَلُ بالحِكمَةِ والعَدلِ، فلا تُخْضِعْني إلى مَنْ يَظلِمونَني. ١٢٢أُضْمُنِ الخَيرَ لِعبدِكَ لِئلاَّ يَظْلِمَني المُتَكبِّرونَ. ١٢٣تُحَدِّقُ عينايَ إلى خلاصِكَ وإلى عَدلِ كَلِمَتِكَ. ١٢٤عامِلْ عبدَكَ بالرَّحمةِ، وعَلِّمْني يا ربُّ حقوقَكَ. ١٢٥أنا عبدُكَ يا اللهُ. فَهِّمْني فَأعرِفَ فرائِضَكَ. ١٢٦حانَ أنْ تعمَلَ يا ربُّ، فَهُم نَقَضوا شريعتَكَ. ١٢٧حقًّا‌ أُحِبُّ وَصاياكَ أكثرَ مِنَ الذَّهَبِ والإبريزِ ١٢٨وأُسَرُّ بِكُلِّ أوامِرِكَ، وأُبغِضُ طريقَ الكاذِبـينَ

(ف)

١٢٩فرائِضُكَ عجيـبةٌ يا ربُّ، لذلِكَ أنا أَحفَظُها. ١٣٠فَتْحُ كلامِكَ يُنيرُ، ويَتفَهَّمُهُ حتّى البُسَطاءُ. ١٣١أفتَحُ فمي وألهَثُ مُتَلَهِّفا إلى وصاياكَ. ١٣٢ا‏لْتَفِتْ وتَحَنَّنْ عليَّ، فَتُنصِفَ مَنْ يُحبُّ ا‏سمَكَ. ١٣٣ثَبِّتْ خُطواتي في كَلِمَتِكَ، فلا يتَسَلَّطَ عليَّ إِثْمٌ. ١٣٤إِفْتَدِني مِنْ ظُلْمِ البشَرِ، فأسهَرَ على أوامِرِكَ. ١٣٥أنِرْ بِوجهِكَ على عبدِكَ وعَلِّمْني يا ربُّ حقوقَكَ. ١٣٦جَرَت دُموعي أَنهارا، لأنَّهُم لا يُراعونَ شريعتَكَ

(ص)

١٣٧أنتَ عادِلٌ يا ربُّ وأحكامُكَ مُستَقيمَةٌ. ١٣٨فرائِضُكَ الّتي أوصَيتَ بِها، كُلُّها حَقٌّ وصِدْقٌ. ١٣٩أخرَسَتْني غَيرَتي على كَلامِكَ، لأنَّ خُصومي يا ربُّ نَسَوها. ١٤٠كلِمَتُكَ نَقيَّةٌ جِدًّا. أُحِبُّها أنا عبدُكَ. ١٤١صغيرٌ أنا وحقيرٌ، لكنِّي لا أنسَى أوامِرَكَ. ١٤٢عَدالَتُكَ عَدلٌ إلى الأبدِ، وأحكامُ شَريعتِكَ حَقٌّ. ١٤٣أصابَني ضَرَرٌ وضيقٌ، لكِنَّ وصاياكَ نُورٌ لي. ١٤٤فرائِضُكَ عَدلٌ على الدَّوامِ. بـيِّنْها لي فأحيا

(ق)

١٤٥دَعَوتُ بِكُلِّ قلبـي فا‏سْتَجِبْ لي يا ربُّ. ١٤٦دعَوتُكَ يا ربُّ فَخَلِّصْني لأرعى فرائِضَكَ. ١٤٧أستَبِقُ الفَجرَ وأستغيثُ، وكَلامُكَ يا ربُّ رجائي. ١٤٨تَستَبِقُ عينايَ هُنَيهاتِ اللَّيلِ حتّى ألهَجَ بأقوالِك. ١٤٩بِرحمتِكَ اسمَعْ صَوتي، وأَحيني يا ربُّ بِأَحكامِكَ. ١٥٠يتَقَرَّبُ إليكَ كلُّ ذَميمٍ‌، وهوَ بعيدٌ عَنْ شريعتِكَ. ١٥١أنتَ يا ربُّ قريـبٌ مِنِّي وجميعُ وصاياكَ حَقٌّ. ١٥٢مِنْ زمانٍ عرَفْتُ عن فرائِضِكَ أنَّكَ إلى الأبدِ أسَّسْتَها

(ر )

١٥٣أُنظُرْ إلى عَنائي وخَلِّصْني. أنا لا أنسَى شريعتَكَ. ١٥٤خاصِمْ مَنْ يُخاصِمُني وا‏فْتَدِني. أحيني يا ربُّ بِكَلِمَتِكَ. ١٥٥الخلاصُ بعيدٌ عَنِ الأشرارِ. هُم لا يلتَمِسون حقوقَكَ. ١٥٦مراحِمُكَ كثيرةٌ جِدًّا. أحْيني يا ربُّ بأَحكامِكَ ١٥٧كَثُرَ خُصومي الّذينَ يضطَهِدونَني، لكنِّي لا أَميلُ عَنْ فَرائِضِكَ. ١٥٨أرى الغادِرِينَ فأمقُتُهُم، فَهُم لا يُراعونَ كَلِمَتَكَ. ١٥٩أُنظُرْ كيف أُحِبُّ أوامِرَكَ، أَحيني يا ربُّ بِرحمتِكَ. ١٦٠أساسُ كَلامِكَ حَقٌّ، وعَدلُ أحكامِكَ إلى الأبدِ

(ش)

١٦١أعيانُهُم يضطَهِدونَني باطلا، وقلبـي يرتَعِبُ مِنْ كَلامِكَ. ١٦٢أنا أُسَرُّ بِكَلِمتِكَ كمَنْ وجَدَ غَنيمَةً وافِرةً. ١٦٣أُبغِضُ الكذِبَ وأكرَهُهُ، ولا أُحِبُّ إلاَّ شريعتَكَ. ١٦٤أُهَلِّلُ سَبْعَ مرَّاتٍ في النَّهارِ، يا ربُّ لِعَدلِ أحكامِكَ. ١٦٥يسلَمُ الّذينَ يُحِبُّونَ شريعتَكَ، لأنَّ لا شيءَ به يعثَرونَ. ١٦٦أنتظِرُ يا ربُّ خلاصَكَ، وأعمَلُ دَوما بِوَصاياكَ. ١٦٧أنا أُراعي فرائِضَكَ، لأنِّي أُحبُّها جِدًّا. ١٦٨أُراعي أوامِرَكَ وفرائِضَكَ، وجميعُ طُرُقي أمامَكَ

(ت)

١٦٩دَعْ صُراخي يَصِلُ إليكَ. ويا ربُّ فَهمْني كَلامَكَ. ١٧٠دَعْ تَضَرُّعي يـبلُغُ إلى أمامِكَ، ونَجِّني بِـحَسَبِ قولِكَ ١٧١تَفيضُ شَفتايَ بالتَّهليلِ لأنَّك عَلَّمْتَني إرشاداتِكَ. ١٧٢يَتَغَنَّى لِساني بِكَلِمتِكَ، فكُلُّ وصاياكَ عَدلٌ. ١٧٣تَنْصُرُني يدُكَ يا ربُّ، لأنِّي ا‏خْتَرْتُ أوامِرَكَ. ١٧٤أشتاقُ إلى خلاصِكَ يا ربُّ، وشريعتُكَ نورٌ لي. ١٧٥أحيني لأهَلِّلَ لَكَ، وانصُرْني يا ربُّ بِأَحكامِكَ. ١٧٦ضَلَلْتُ كالخروفِ الضَّائِـعِ، فا‏بحَثْ يا ربُّ عَنْ عبدِكَ. أنا لا أَنسى وصاياكَ

مزمور ١٢٠

نداء ضد ألسنة السوء

١نشيدُ الحُجَّاجِ‌: في ضيقي صَرَخْتُ إلى الرّبِّ، فا‏ستجابَ الرّبُّ لي. ٢مِنْ شِفاهِ الكاذِبـينَ يا ربُّ، ومِنْ ألسِنَةِ الماكِرينَ نَجِّني. ٣ماذا يُعطَى أو يُزادُ لكَ، أيُّها اللِّسانُ الماكِرُ‌؟ ٤غيرَ سهامِ جبَّارٍ مَسنونَةٍ، وغيرَ جَمْرِ حَطَبِ البُطْمِ؟ ٥وَيلٌ لِغُرْبَتي في ماشِكَ‌، لِسكَني في خيامِ قيدارَ. ٦طالَت عليَّ السُّكْنى معَ الّذينَ يُبغِضُونَ السَّلامَ. ٧أنا بالسِّلمِ أُنادي، وهُمْ بالحربِ يُنادونَ

مزمور ١٢١

الرب حامي شعبه

١نشيدُ الحُجَّاجِ: أرفَعُ عينَيَّ إلى الجبالِ، إلى حيثُ يأتي عَوني. ٢عَوني مِنْ عِندِ الرّبِّ، خالقِ السَّماواتِ والأرضِ. ٣لا يَدَعُ قَدَمَك تَزِلُّ. لأنَّ حارسَكَ لا ينامُ. ٤حارسُ إِسرائيلَ لا ينامُ. حارسُ إِسرائيلَ لا ينعَسُ. ٥الرّبُّ حارسٌ لكَ، الرّبُّ ظِلٌّ عَنْ يَمينِكَ، ٦فلا تُؤذيكَ شمسُ النَّهارِ، ولا يُؤْذيكَ القمرُ في اللَّيلِ. ٧يَحرُسُكَ الرّبُّ مِنْ كُلِّ سُوءٍ. يَحرُسُ الرّبُّ نفْسَكَ. ٨يَحرُسُها في رَواحِك ومَجيئِكَ. مِنَ الآنَ وإلى الأبدِ

مزمور ١٢٢

الخلاص لأورشليم

١نشيدُ الحُجَّاجِ لِداوُدَ: فَرِحتُ بالقائلينَ لي إلى بَيتِ الرّبِّ نذهَبُ. ٢تَقِفُ أَقدامُنا هُناكَ في أبوابِكِ يا أورُشليمُ. ٣أورُشليمُ المَبنيَّةُ كمدينةٍ تُوحِّدُ وتَجمَعُ بَينَنا. ٤إلى هُناكَ تَصعَدُ‌ الأسباطُ، أسباطُ بَني إِسرائيلَ لِـيَحمَدُوا ا‏سمَ الرّبِّ حسَبَ فَرائِضِهِ لهُم. ٥هُناكَ أُقيمَت عروشُ الحُكَّامِ عروشُ حُكَّامِ بَيتِ داوُدَ. ٦أُطلبوا السَّلامَ لأورُشليمَ. قولوا: «لِـيَسعَدْ أحِباؤُكِ. ٧لِـيكُنِ السَّلامُ في أسوارِكِ والسَّعادةُ في قُصورِكِ. ٨إكراما لإخوتي ورِفاقي أدعو لكِ بالسَّلامِ. ٩إكراما لِبَيتِ الرّبِّ إلهِنا أطلُبُ لكِ الخَيرَ»

مزمور ١٢٣

شعب متضايق ينادي ربه

١نشيدُ الحُجَّاجِ: إليكَ رَفَعْتُ عينَيَّ يا مُقيما بالسَّماواتِ. ٢كما ينظُرُ العبـيدُ إلى أيدي أَسيادِهِم، كما تنظُرُ الجاريةُ إلى يدِ سيِّدَتِها، كذلِكَ ننظُرُ نحنُ إلى الرّبِّ إلهِنا حتّى يتَحَنَّنَ علَينا. ٣تحَنَّنْ يا ربُّ تَحَنَّنْ علَينا. كم شَبِــعْنا مِنَ الذُّلِّ كم شَبِــعَت نُفوسُنا ٤مِنْ هُزءِ أصحابِ الشَّأنِ وإهانَةِ المُستكبِرينَ علَينا

مزمور ١٢٤

شكر للرب مخلّص شعبه

١نشيدُ الحُجَّاجِ لِداوُدَ: لو لم يكُنِ الرّبُّ معَنا، رَدِّدُوا يا بَني إِسرائيلَ: ٢«لو لم يكُنِ الرّبُّ مَعَنا عِندَما قامَ الآخرونَ علَينا، ٣لابْتَلَعونا ونحنُ أحياءٌ يومَ ا‏حتَدَّ غضَبُهُم علَينا. ٤ولجرَفتْنا المياهُ بعيدا وعَبَرتِ السُّيول علَينا. ٥نعم، لعَبَرَت علَينا تِلكَ المياهُ الطَّاغيةُ». ٦تبارَكَ الّذي لم يَجعَلْنا فريسةً لأسنانِ أعدائِنا. ٧نَجَونا كالعُصفورِ مِنْ فَخِّ الصَّيَّادينَ. ا‏نكَسَرَ الفَخُّ ونحنُ نَجَونا. ٨إستَعَنَّا با‏سمِ الرّبِّ إلهِنا، خالِق السَّماواتِ والأرضِ

مزمور ١٢٥

المتكلون على الرب

١نشيدُ الحُجَّاجِ: المُتَوَكِّلونَ على الرّبِّ هُم كجبَلِ صِهيَونَ، لا يَتزعزَعُ بل يثبُتُ إلى الأبدِ. ٢كما تُحيطُ الجِبالُ بأُورُشليمَ كذلِكَ يُحيطُ الرّبُّ بِشعبِهِ، مِنَ الآنَ وإلى الأبدِ. ٣لا يُقِمْ سِبطُ الأشرارِ بأرضِ الصِّدِّيقينَ لِئلاَّ يَسلِبوا الصِّدِّيقينَ جَنى أيديهِم. ٤فأَحسِنْ يا ربُّ إلى المُحسِنينَ وإلى كُلِّ مُستقيمِ القلبِ. ٥المائِلونَ إلى طُرُقٍ مُعوَجَّةٍ يُهلِكُهُمُ الرّبُّ معَ مَنْ يفعَلُ الإثْمَ. سلامٌ على إِسرائيلَ

مزمور ١٢٦

إجمع شمل شعبك

١نشيدُ الحُجَّاجِ: عِندَما ردَّ الرّبُّ زَهوةَ صِهيونَ‌ كُنَّا كالحالمينَ، ٢فامْتَلأت أفواهُنا ضِحْكا وألسِنَتُنا تَرنيما، وقيلَ في الأمَمِ: «الرّبُّ صَنَعَ معَهم صَنيعا عظيما». ٣حَقًّا صَنَعَ الرّبُّ معَنا صَنيعا عظيما وصِرْنا فرحينَ. ٤أعِدْنا يا ربُّ مِنَ السَّبْـي، مِثلَما تُعيدُ إلى الجداولِ في النَّقَبِ مياهَهَا بَعدَ جَفافٍ. ٥مَنْ يزرَعْ بالدُّموعِ يَحصُدْ بالتَّرنيمِ. ٦مَنْ يَذهَبْ باكيا، وهوَ يَحمِلُ بُذورا للزَّرعِ، يَرجِـعْ مُرنِّما وهوَ يَحمِلُ حُزَمَهُ‌

مزمور ١٢٧

الرب ينبوع كل خير

١نشيدُ الحُجَّاجِ لِسُليمانَ: إنْ لم يَبنِ الرّبُّ البـيتَ فباطِلا يَتعَبُ البنَّاؤُونَ. إنْ لم يَحرُسِ الرّبُّ المدينةَ، فباطِلا يَسهَرُ الحارِسُ. ٢باطِلٌ لَكُم أنْ تُفيقوا مُبَكِّرينَ، وتناموا مُتأخِّرينَ، وتأكُلوا خبزَ الجوعِ. الرّبُّ هوَ الّذي يُزَوِّدُ أحِباءَهُ وهُم نائِمونَ. ٣البَنونَ ميراثٌ مِنَ الرّبِّ، وثَمَرةُ البَطنِ ثوابٌ مِنهُ. ٤أبناءُ الإنسانِ في شبابِهِ كَسِهامٍ بِيَدِ الجبَّارِ. ٥هَنيئا لِمَنْ يَملأُ جُعبَتَهُ مِنهُم، فهوَ لا يخزَى إذا خاصَمَهُ أعداؤُهُ أمامَ القضاءِ‌

مزمور ١٢٨

سعادة البار في بيته

١نشيدُ الحُجَّاجِ: هنيئا لِمَنْ يَتَّقي الرّبَّ ويَسلُكُ في طُرُقِهِ. ٢إذا أكَلْتَ مِنْ تَعبِ يَدَيكَ، فَلَكَ الهناءُ والخَيرُ، ٣مِثْلَ كرمةٍ مُثمِرَةٍ تكونُ أمرأتُكَ في جوانبِ بَيتِكَ، ومِثْلَ أغراسِ الزَّيتونِ يكونُ بَنوكَ حَولَ مائِدَتِكَ. ٤هكذا يُبارِكُ الرّبُّ الّذينَ يَتَّقونَهُ. ٥يُبارِكُكَ الرّبُّ مِنْ صِهيَونَ لِتَرى خَيرَ أُورُشليمَ كُلَّ أيّامِ حياتِكَ، ٦وترى بَني بَنيكَ. سلامٌ على إِسرائيلَ

مزمور ١٢٩

الخزي لأعدائنا

١نشيدُ الحُجَّاجِ: قُلْ يا إِسرائيلُ كم ضايقوكَ مُنذُ نَشْأتِكَ؟ ٢«ضايقوني كثيرا مُنذُ نَشْأتي، وما قدِروا عليَّ. ٣على ظَهري حَرَثَ الحارِثونَ وطَوَّلوا أتلامَهُم. ٤الرّبُّ صالحٌ. قَطَعَ قُيودَ الأشرارِ». ٥الخِزْيُ والهزيمةُ لكُلِّ الّذينَ يُبغِضونَ صِهيَونَ. ٦يكونونَ كعُشْبِ السُّطوحِ الّذي يَيـبسُ قَبلَ أنْ ينمو‌، ٧فلا يَملأُ الحاصِدُ كَفَّهُ مِنهُ ولا حازِمُ الحُزَمِ حِضْنَهُ، ٨ولا يقولُ العابرونَ لهُم: «بَرَكَةُ الرّبِّ علَيكُم‌ نُبارِكُكُم با‏سمِ الرّبِّ»

مزمور ١٣٠

من الأعماق

١نشيدُ الحُجَّاجِ: مِنَ الأعماقِ صرَخْتُ إليكَ يا ربُّ. ٢يا ربُّ ا‏سمَعْ صوتي. لِتُصْغِ أُذُناكَ إلى صوتِ تَضَرُّعي. ٣إنْ كُنتَ تُراقِبُ الآثامَ‌ يا ربُّ، يا سيِّدُ، فمَنْ يقِفُ بَريئا؟ ٤لكِنَّكَ تغفِرُ لنا، فنَخافُكَ. ٥أنتَظِرُ الرّبَّ، تنتَظِرُهُ نفْسي، وأرجو كَلِمتَهُ. ٦ترجو نفْسي الرّبَّ أكثرَ مِمَّا يرجو الحُرَّاسُ طُلوعَ الفَجْرِ. ٧إجعَل يا إِسرائيلُ رَجاءَكَ في الرّبِّ. عِندَ الرّبِّ رَحمةٌ وفِداءٌ كثيرٌ. ٨هوَ الّذي يفتَدي إِسرائيلَ مِنْ جميعِ آثامِهِ‌

مزمور ١٣١

الإستسلام للرب

١نشيدُ الحُجَّاجِ: يا ربُّ لا يَتكبَّرُ قلبـي، ولا تستَعلي عينايَ، ولا أتَهالَكُ على ما هوَ أعظمُ وأحَبُّ مِنِّي. ٢بل أُهَدِّئُ نفْسي وأُسكِتُها مِثلَ مَفطومٍ في حِضْنِ أُمِّهِ، مِثلَ مَفطومٍ أُهَدِّئُ نفْسي. ٣إجعَلْ يا إِسرائيلُ رَجاءَكَ في الرّبِّ مِنَ الآنَ وإلى الأبدِ

مزمور ١٣٢

تذكير الرب بمواعيده

١نشيدُ الحُجَّاجِ: أُذكُرْ يا ربُّ داوُدَ وكُلَّ عَنائِهِ، ٢كَيفَ حَلَفَ للرّبِّ ونَذَرَ لِلقديرِ، إلهِ يَعقوبَ: ٣«أنا لن أدخُلَ خَيمةَ مَبـيتي، ولن أصعَدَ سريري، ٤ولن أُعطيَ عينيَّ رُقادا، ولا أجفاني نوما، ٥إلى أنْ أجِدَ مُقاما للرّبِّ، مَسكِنا للقديرِ إلهِ يَعقوبَ». ٦سَمِعنا أنَّ تابوتَ العَهدِ‌ في أفراتَةَ‌. وَجَدناهُ في حُقولِ يَعَرَ‌. ٧لِنَدخُلْ إلى مَساكنِ الرّبِّ. لِنَسجُدْ لِمَوطئِ قَدَمَيهِ‌. ٨قُمْ أيُّها الربُّ إلى ديارِكَ، أنتَ وتابوتُ عِزَّتِكَ. ٩لِـيَلبَسْ كهَنتُكَ ثيابَهُمُ المُوشَّاةَ، وليُرَنِّمْ أتقياؤُكَ. ١٠مِنْ أجلِ داوُدَ عبدِكَ لا تَرُدَّ وجهَ المَلِكِ الّذي مَسَحْتَهُ‌. ١١حَلَفَ الرّبُّ لِداوُدَ يَمينا ولا يرتَدُّ عَنها: «أنْ سأُجلِسُ مِنْ بَنيكَ على عرشِكَ. ١٢إنْ حافظَ بَنوكَ على عَهدي وفرائِضي الّتي أُعلِّمُهُم إيَّاها، فبَنوهُم أيضا يجلِسونَ على عرشِكَ إلى الأبدِ‌». ١٣الرّبُّ اختارَ صِهيَونَ واشتَهاها مُقاما لَه، قالَ: ١٤«هذِهِ هيَ دياري إلى الأبدِ. فيها أُقيمُ لأنِّي ا‏شْتَهَيتُها. ١٥أُبارِكُ طَعامَها بَركَةً، وأُشبِـعُ البائِسينَ فيها خبزا. ١٦أُلبِسُ كهَنَتها ثيابَهُم مُوشَّاةً، وأتقياؤُها يُرَنِّمُونَ تَرنيما. ١٧هُناكَ أُنبِتُ مِنْ نَسلِ داوُدَ رئيسا، وأهيِّـئُ لِلمَلِكِ الّذي أمسَحُهُ خَلَفا‌. ١٨أُلبِسُ أعداءَهُ خِزْيا، وعلَيهِ يُزهِرُ تاجُه»

مزمور ١٣٣

ما أحلى أن يقيم الإخوة معاً

١نشيدُ الحُجَّاجِ لِداوُدَ: ما أطيـبَ وما أحلى أنْ يُقيمَ الإخوةُ معا، ٢فذلِكَ مِثلُ الزَّيتِ‌ الطَّيِّبِ على الرَّأسِ، النَّازِلِ على اللِّحيةِ، لحيةِ هرونَ‌، النَّازِلِ على طَوقِ قميصِهِ، ٣ومِثلُ نَدَى حَرمونَ النَّازلِ على جبَلِ صِهيَونَ. هُناكَ أوصى الرّبُّ بالبَركَةِ والحياةِ إلى الأبدِ

مزمور ١٣٤

باركوا الرب

١نشيدُ الحُجَّاجِ: بارِكوا الرّبَّ يا جميعَ عِبادِهِ الواقِفينَ في بَيتِ الرّبِّ في اللَّيالي. ٢إرفَعوا أيديَكُم إلى المَقْدِسِ وبارِكوا الرّبَّ‌. ٣يُبَارِكُكَ الرّبُّ مِنْ صِهيَونَ، الرّبُّ خالِقُ السَّماواتِ والأرضِ

مزمور ١٣٥

الرب سيّد الكون والمحسن إلى شعبه

١هلِّلوا لاسمِ الرّبِّ. هلِّلوا يا عِبادَ الرّبِّ ٢الواقِفينَ في بَيتِ الرّبِّ، في دِيارِ بَيتِ إلهِنا. ٣هلِّلوا للرّبِّ لأنَّ الرّبَّ صالِـحٌ. رَتِّلوا لا‏سمِهِ لأنَّهُ يُنعِمُ علَينا، ٤لأنَّهُ ا‏ختارَ يَعقوبَ لَه، ا‏ختارَ إِسرائيلَ خاصَّةً لهُ. ٥أعرِفُ أنَّ الرّبَّ عظيمٌ، وأنَّهُ سيِّدٌ على جميعِ الآلهةِ. ٦صَنَعَ الرّبُّ كُلَّ ما شاءَ في السَّماواتِ والأرضِ والبحارِ وجميعِ اللُّججِ. ٧يجعَلُ السَّحابَ يصعَدُ مِنْ أقاصي الأرضِ. يصنَعُ البُروقَ لِلمَطَرِ. يُخرِجُ الرِّيحَ: من خَزَائِنِهِ. ٨الرّبُّ هوَ الّذي ضرَبَ أبكارَ مِصْرَ مِنَ النَّاسِ إلى البَهائِمِ‌، ٩وأرسَلَ آياتٍ ومُعجِزاتٍ في وسَطِكِ يا مِصْرُ على فِرعَونَ وجميعِ عبـيدِهِ‌. ١٠هوَ الّذي ضرَبَ أُمَما كثيرةً وقَتَلَ المُلوكَ العِظامَ: ١١سيحونَ مَلِكَ الأموريِّينَ، وعُوجَ مَلِكَ باشانَ وجميعَ مُلوكِ كَنعانَ‌، ١٢وأعطى أرضَهُم ميراثا، ميراثا لإسرائيلَ شَعبهِ. ١٣ا‏سْمُكَ يا ربُّ إلى الأبدِ، وذِكرُكَ إلى جيلٍ فجيلٍ. ١٤الرّبُّ يَدينُ شعبَهُ. الرّبُّ يَرأفُ بِعبادِهِ. ١٥أربابُ الأمَمِ فِضَّةٌ وذَهَبٌ مِنْ صُنْعِ أيدي البشَرِ. ١٦لها أفواهٌ ولا تَنطِقُ، ولها عُيونٌ ولا تَرى. ١٧لها آذانٌ ولا تَسمَعُ، وما في أفواهِها نَسْمةُ حياةٍ. ١٨مِثلُها يكونُ صانِعوها وجميعُ المُتَّكِلينَ علَيها‌. ١٩يا بَيتَ إِسرائيلَ باركوا الرّبَّ. يا بَيتَ هرونَ باركوا الرّبَّ‌. ٢٠يا بَيتَ لاوي بارِكوا الرّبَّ. يا خائِفي الرّبِّ بارِكوا الرّبَّ. ٢١تَبارَكَ الرّبُّ مِنْ صِهيَونَ. السَّاكِنُ في أُورُشليمَ. هلِّلويا

مزمور ١٣٦

الرب خالق شعبه ومخلّصه

١إحمَدوا الرّبَّ لأنَّه صالِـحٌ. إلى الأبدِ رَحمتُهُ‌. ٢إحمدَوا إلهَ الآلهةِ. إلى الأبدِ رَحمتُهُ. ٣إحمَدوا ربَّ الأربابِ. إلى الأبدِ رَحمتُهُ. ٤إحمَدوا صانِـعَ العجائبِ العظيمةِ وحْدَهُ. إلى الأبدِ رَحمتُهُ، ٥صانِـعَ السِّماواتِ بِفَهمٍ. إلى الأبدِ رَحمتُهُ‌. ٦باسطَ الأرضِ على المياهِ. إلى الأبدِ رَحمتُهُ‌. ٧صانعَ الأنوارِ العظيمةِ. إلى الأبدِ رَحمتُهُ. ٨صانعَ الشَّمسِ لِحُكْمِ النَّهارِ. إلى الأبدِ رَحمتُهُ. ٩صانعَ القمرِ والنُّجومِ لِحُكْمِ اللَّيلِ. إلى الأبدِ رَحمتُهُ‌. ١٠ضرَبَ مِصْرَ في أبكارِهِم. إلى الأبدِ رَحمتُهُ‌. ١١أخرَجَ إِسرائيلَ مِنْ بَينِهِم. إلى الأبدِ رَحمتُهُ‌. ١٢أخرَجَهُم بِيَدٍ قديرةٍ وذِراعٍ مَمدودَةٍ. إلى الأبدِ رَحمتُهُ. ١٣شَقَّ البحرَ الأحمرَ شَقًّا. إلى الأبدِ رَحمتُهُ. ١٤جعَلَ إِسرائيلَ يَعبرونَ في وسَطِهِ. إلى الأبد رَحمتُهُ. ١٥أغرَقَ فِرعَونَ وجيشَهُ في البحرِ الأحمرِ. إلى الأبدِ رَحمتُهُ‌. ١٦سارَ بِشعبِهِ في البرِّيَّةِ. إلى الأبدِ رَحمتُهُ. ١٧ضرَبَ عُظَماءَ المُلوكِ. إلى الأبدِ رَحمتُهُ. ١٨قَتَلَ مُلوكا قادِرينَ. إلى الأبدِ رَحمتُهُ. ١٩قتَلَ سيحُونَ مَلِكَ الأموريِّينَ. إلى الأبدِ رَحمتُهُ‌. ٢٠قَتَلَ عُوجَ مَلِكَ باشانَ. إلى الأبدِ رَحمتُهُ‌. ٢١أعطى أرضَهُم ميراثا. إلى الأبدِ رَحمتُهُ. ٢٢أعطاها ميراثا لإِسرائيلَ عبدِهِ. إلى الأبدِ رَحمتُهُ. ٢٣ذَكَرنا في مَذَلَّتِنا. إلى الأبدِ رَحمتُهُ. ٢٤خلَّصَنا مِنْ خُصومِنا. إلى الأبدِ رَحمتُهُ. ٢٥يُعطي كُلَّ إنسانٍ خبزَهُ. إلى الأبدِ رَحمتُهُ‌. ٢٦إحمَدوا إلهَ السَّماواتِ إلى الأبدِ رَحمتُهُ

مزمور ١٣٧

نشيد المنفى

١على أنهارِ بابلَ هُناكَ جَلَسنا، فَبكَينا عِندَما تَذكَّرْنا صِهيَونَ. ٢على الصَّفْصافِ في وسَطِها عَلَّقْنا كَنَّاراتِنا. ٣هُناكَ طلبَ مِنَّا الّذينَ سَبَونا أنْ نُنشِدَ لهُم، والّذينَ عَذَّبونا أنْ نُفَرِّحَهُم. قالوا: «أنشِدوا لنا مِنْ أناشيدِ صِهيَونَ». ٤كَيفَ نُنشِدُ نشيدَ الرّبِّ في أرضٍ غريـبةٍ؟ ٥إنْ نَسيتُكِ يا أورُشليمُ فلتَنْسَني يَميني. ٦لِـيَلتَصِقْ لِساني بِـحَنَكي إنْ كُنتُ لا أذكُرُكِ، إنْ كُنتُ لا أُعلِّي أُورُشليمَ على ذُروةِ فرَحي. ٧أُذكُرْ يا ربُّ بَني أدومَ يومَ سَقَطَت أُورُشليمُ. قالوا: «اهْدِمُوها، اهْدِمُوها حتّى أساسِها». ٨يا ابنةَ بابلَ الصَّائِرةَ إلى الخَرابِ‌، هَنيئا لِمَنْ يُعاقِبُكِ على ما فعَلْتِهِ بنا. ٩هَنيئا لِمَنْ يُمسِكُ أطفالَكِ ويَضرِبُ بِهمِ الصَّخرةَ

مزمور ١٣٨

شكر لله الذي يعيننا

١لِداوُدَ: أحمَدُكَ بكُلِّ قلبـي. أمامَ الآلهةِ‌ أُرتِّلُ لكَ. ٢أسجُدُ في هَيكلِكَ المُقدَّسِ وأحمَدُ ا‏سمَكَ لأجلِ رَحمتِكَ وحَقِّكَ، ولأنَّكَ عظَّمْتَ كَلِمتَكَ وا‏سمُكَ فَوقَ كُلِّ شيءٍ. ٣أجَبْتني يومَ دعوتُكَ، وزِدْتَني عِزَّةً‌. ٤يَحمَدُكَ يا ربُّ كُلُّ مُلوكِ الأرضِ حينَ يسمعونَ أقوالَكَ. ٥يسيرونَ في طُرُقِ الرّبِّ لأنَّ مَجدَ الرّبِّ عظيمٌ. ٦الرّبُّ عالٍ، ويَنظُرُ إلى المُتَّضِعينَ، ويَعرِفُ المُتَكَبِّرينَ مِنْ بعيدٍ. ٧إذا سَلكتُ في وسَطِ الضِّيقِ فأنتَ تُحيـيني. إذا غضِبَ أعدائي مَددْتَ يدَكَ وخلَّصَتْني يَمينُكَ. ٨الرّبُّ يُتمِّمُ وعدَهُ لي. يا ربُّ رَحمتُكَ إلى الأبدِ. لا تُهمِلْ أعمالَ يَدَيكَ

مزمور ١٣٩

الرب حاضر في كل مكان ويعرف كل شيء

١لِكبـيرِ المُغَنِّينَ. مزمورٌ لِداوُدَ: يا ربُّ ا‏ختَبرتَنِـي فعَرَفتَني. ٢عرفْتَ قُعودي وقيامي، وتبَيَّنتَ أفكاري مِنْ بعيدٍ ٣أنتَ تُراقبُ سَفَري وإقامَتي، وتعرِفُ جميعَ طُرُقي. ٤قَبلَ أنْ يَنطِقَ لِساني بِكَلِمةٍ، أنتَ تعلَمُ بِها يا ربُّ. ٥مِنْ وَرَائي ومِنْ قُدَّامي تُحيطُ بـي، وتجعَلُ عليَّ يَدَكَ. ٦مَعرِفَتُكَ هذِهِ ما أعجَبها. هيَ أسمى مِنْ إدراكي. ٧أينَ أذهَبُ وروحُكَ هُناكَ؟ وأينَ أهربُ مِنْ وجهِكَ؟ ٨إنْ تَسَلَّقْتُ السَّماءَ فأنتَ فيها، وإنْ نَزَلْتُ إلى عالَمِ الأمواتِ فأنتَ هُناكَ. ٩إنِ ا‏تَّخَذْتُ أجنِحَةَ السَّحَرِ وسكَنتُ في أقاصي اليَمِّ، ١٠فهُناكَ أيضا يَدُكَ تَهديني ويَمينُكَ تُمسِكُني‌. ١١تأمُرُ الظَّلامَ فيَنجلي، واللَّيلَ فيصبحُ نورا. ١٢لدَيكَ لا يُظْلِمُ الظَّلامُ، واللَّيلُ يُضيءُ كالنَّهارِ. فالظَّلامُ عِندَكَ كالنُّورِ. ١٣أنتَ مَلكْتَ قلبـي، وأدخَلْتَني بَطْنَ أُمِّي. ١٤أحمَدُكَ لأنَّكَ رَهيـبٌ وعجيـبٌ. عجيـبةٌ هي أعمالُكَ، وأنا أعرِفُ هذا كُلَّ المَعرِفةِ. ١٥ما خَفِـيَت عِظامي علَيكَ، فأنتَ صَنَعْتَني في الرَّحِمِ‌، وأبدَعْتَني هُناكَ في الخَفاءِ. ١٦رأتْني عيناكَ وأنا جَنينٌ، وفي سِفْرِكَ كُتِبَت أيّامي كُلُّها وصُوِّرَت قَبلَ أنْ يكونَ مِنها شيءٌ. ١٧ما أكرَمَ أفكارَكَ عِندي يا اللهُ. ما أكثرَ عديدَها. ١٨أعُدُّها فتَزيدُ على الرِّمالِ. وفي فَهمِها أقضي أيّامي‌. ١٩ليتَكَ تَقتُلُ الأشرارَ يا اللهُ، فيَبتَعِدَ عنِّي كُلُّ مَنْ يَسفُكُ دَما. ٢٠هُمُ الّذينَ يَتكَلَّمونَ علَيكَ بالمَذَمَّةِ، ويَنسَونَ باطلا مَعروفَكَ. ٢١ألا أُبغِضُ مُبغِضيكَ يا ربُّ وأمقُتُ مُقاوميكَ؟ ٢٢نعم، أُبغِضُهُم كُلَّ البُغْضِ. صاروا لي أعداءً. ٢٣إختَبرْني يا اللهُ وا‏عرِفْ قلبـي. وا‏عرِفْ هَمِّي. ٢٤أُنظُرْ إنْ كانَ في مَسلكي اعوِجاجٌ‌، وا‏هْدِني في طريقِكَ على الدَّوامِ

مزمور ١٤٠

نجنا من الأعداء

١لِكبـيرِ المُغَنِّينَ. مزمورٌ لِداوُدَ: ٢خَلِّصْني يا ربُّ مِنْ أهلِ السُّوءِ ومِنَ الجائرينَ ا‏حفَظْني. ٣يُفَكِّرونَ بالسُّوءِ في قُلوبِهِم، وكُلَّ يومٍ يُنادونَ بالحربِ. ٤سَنّوا ألسِنَتَهُم كالحَيَّةِ، وسَمُّ الأفعى تَحتَ شفاهِهِم‌. ٥ا‏حْرُسْني يا ربُّ مِنْ أيدي الأشرارِ، ومِنَ الجائرينَ ا‏حفَظْني. حَسِبوا أنَّ خُطُواتي تَزِلُّ ٦فطَمَرَ المُتكَبِّرونَ فَخًّا لي. بَسَطوا شبكةً بجانبِ الطَّريقِ ومدُّوا أشراكا وحبائلَ. ٧قلتُ للرّبِّ أنتَ إلهي، فأنصِتْ يا ربُّ لصوتِ تضرُّعي. ٨الرّبُّ السيِّدُ عِزِّي وخلاصي، وظلٌّ لِرأسي يومَ القِتالِ. ٩لا تُعطِ الأشرارَ ما يَشتَهونَ. يكيدونَ المكائِدَ فلا تُوَفِّقْهُم. ١٠بِسُمومِ المُحيطينَ بـي يا ربُّ، وبِفَسادِ كَلامِهِم غَطِّهِم. ١١لِـيَسقُطْ علَيهِم جَمرُ نارٍ، وَليُلقَوا في المَهاوي فلا يقومونَ. ١٢المُغتابُ لا يَثبُتُ في الأرضِ والجائرُ يصطادُهُ الشَّرُّ فيَهلِكُ‌. ١٣أعرِفُ أنَّ الرّبَّ يَحكُمُ للمَساكينِ ويُعطي البائِسينَ حَقَّهُم. ١٤الصِّدِّيقونَ يَحمَدُونَ ا‏سمَكَ، والمُستَقِـيمُونَ يُقيمونَ في حضرَتِكَ

مزمور ١٤١

صلاة في التجربة

١مزمورٌ لِداوُدَ: يا ربُّ دَعَوتُكَ فأسرِعْ إليَّ. أنصِتْ إلى صوتِ صُراخي. ٢لتكنْ صلاتي كالبَخورِ‌ أمامَكَ ورَفْعُ كَفَّيَّ‌ كتَقدِمةِ المساءِ. ٣إجعَلْ يا ربُّ حارِسا لِفَمي، رَقيـبا على بابِ شَفَتَيَّ. ٤لا تُمِلْ قلبـي إلى كَلامِ السُّوءِ، إلى العمَلِ كما يعمَلُ الأشرارُ، فأُشارِكَ الّذينَ يفعَلونَ الإثْمَ وآكُلَ مِمَّا بهِ يَنعَمونَ. ٥أنْ يَضرِبَني الصِّدِّيقونَ فرحمةٌ، وأنْ يُعاتِبوني فطِيـبٌ للرَّأسِ‌. طِيـبُ الأشرارِ لا يقبَلُهُ رأسي، وكم أدعو علَيهم لِشُرورِهِم. ٦فيُسَلَّمونَ إلى أَيدي قُضاتِهِم ويسمَعونَ كَلامي لأنَّه مُستَقيمٌ. ٧كما يَفلَحُ المِحراثُ الأرضَ تكسَّرت عِظامُنا على فَمِ عالَمِ الأمواتِ. ٨إليكَ أنظُرُ أيُّها الرّبُّ السيِّدُ. بكَ ا‏حتميتُ فلا تَتَخَلَّ عَنِّي ٩احْرُسْني مِنْ فَخٍّ نَصَبوهُ لي، ومِنْ أشراكِ مَنْ يفعَلون الإثْمَ. ١٠يسقُطُ الأشرارُ في مَصيدَتِهِم، وأعبُرُ أنا وحدي بأمانٍ

مزمور ١٤٢

في ساعة الشدة

١نشيدٌ‌ لِداوُدَ حينَ كانَ في المَغارةِ‌: صلاةٌ: ٢بِصوتي إلى الرّبِّ أصرُخُ، بصوتي إلى الرّبِّ أتضَرَّعُ. ٣أسكُبُ أمامَهُ نَجوَايَ وأُعلِنُ لدَيهِ ضيقي. ٤حينَ تَعْيا رُوحي فيَّ تصونُ يا ربُّ مَسيري. في السَّبـيلِ الّذي سَلَكْتُ طَمَرَ أعدائي فَخًّا. ٥نَظَرْتُ إلى اليمينِ ورَأيتُ فَما وَجَدتُ مَنْ يَعرِفُني. لا مكانَ ألوذُ بهِ، ولا أحدَ يَسألُ عنِّي. ٦فصَرَخْتُ إليكَ يا ربُّ، وقُلتُ أنتَ حِمايَ، وأنتَ نصيـبـي في أرضِ الأحياءِ. ٧أُنصتْ إلى صُراخي يا ربُّ، فأنا ذليلٌ جِدًّا. نَجِّني مِنَ الّذينَ يضطَهِدونَني فهُم أشدُّ عَزْما مِنِّي. ٨أخرِجْني مِنَ الأغلالِ فأحمَدَ ا‏سمَكَ. أحسِنْ إليَّ فيكثُرَ الصِّدِّيقونَ

مزمور ١٤٣

نداء إلى الرب ليحمينا من الأعداء

١مزمورٌ لِداوُدَ: يا ربُّ ا‏سْمَعْ صلاتي. أنصتْ إلى تَضَرُّعي وأعنِّي بأمانَتِكَ وعَدلِكَ. ٢لا تُحاكِمْني أنا عبدُكَ، فما مِنْ حَيٍّ يَتَبَرَّرُ أمامَكَ‌. ٣العَدُوُّ يضطَهِدُني يا ربُّ ويَدُكُّ إلى الأرضِ حياتي. يُسكِنُني في الظُّلُماتِ مِثلَ الموتَى مِنْ قديمٍ، ٤فتَعْيا فيَّ رُوحي ويُقفِرُ قلبـي في داخِلي. ٥أتَذَكَّرُ الأيّامَ القديمَةَ فألهَجُ بِكُلِّ أعمالِكَ وأتأمَّلُ في ما صَنَعَت يَداكَ. ٦بَسَطْتُ يَدَيَّ إليكَ‌، ونفْسي أمامَكَ كأرضٍ يابسةٍ. ٧أسرِعْ إلى مَعونَتي يا ربُّ، فروحي كَلَّت في داخلي. لا تَحجُبْ وجهَكَ عَنِّي فأكونَ كالهابِطينَ في الجُبِّ. ٨ا‏منَحْني كُلَّ صباحٍ رَحمتَكَ، فأنا علَيكَ تَوَكَّلْتُ. عَرِّفْني أيَّ طريقٍ أسلُكُ، فإليكَ أرفَعُ نفْسي. ٩أنقِذْني مِنْ أعدائي يا ربُّ، فأنا بِكَ ا‏حْتَمَيتُ‌. ١٠عَلِّمْني فأعمَلَ بما يُرضيكَ، لأنَّكَ أنتَ إلهي. روحُكُ الصَّالِـحُ يَهديني في السَّبـيلِ السَّويِّ. ١١أحيني إكراما لاسمِكَ، وأخرِجْني مِنَ الضِّيقِ بِــعَدلِكَ. ١٢أبِدْ أعدائي بِرحمتِكَ، وأهلِكِ الّذينَ يُضايِقونَني، لأنِّي أنا يا ربُّ عبدُكَ

مزمور ١٤٤

من أجل خلاص الشعب ونموّه

١لِداوُدَ: تَبارَكَ الرّبُّ صَخرَتي. يُعَلِّمُ يَدَيَّ القِتالَ وأصابعي الحربَ. ٢هوَ راحِمي وحِصْني. مَعقِلي ومُنقِذي وتُرْسي. بهِ أحتَمي فَيَرُدُّ شعبـي‌ إلى طاعَتي. ٣يا ربُّ، ما الإنسانُ حتّى تَتَعَرَّفَ لَه، وا‏بنُ الإنسانِ حتّى تَحسِبَ لَه حِسابا‌. ٤فما الإنسانُ إلاَّ نَفخَةُ رِيحٍ، وأيّامُهُ كظِلٍّ عابرٍ. ٥يا ربُّ اخفِضْ سَماواتِكَ وا‏نْزِلْ. إلمِسِ الجبِالَ فتَصيرَ دُخانا. ٦أبرقْ ببروقِكَ فتُشَتِّتَهُم. أرسِلْ سِهامَكَ فتَدحَرَهُم. ٧أرسِلْ يَديكَ مِنَ العَلاءِ ونَجِّني. مِنَ المياهِ الكثيرةِ ومِنْ أيدي الغُرَباءِ أنقِذْني. ٨أفواهُهُم تَنطِقُ بالباطلِ، ويَمينُهم يَمينُ زُورٍ. ٩أُنشِدُ لكَ يا اللهُ نشيدا جديدا. على عودٍ بِــعَشَرةِ أوتارٍ أُرتِّلُ لكَ. ١٠يا واهبَ المُلوكِ خلاصا. يا مُنقِذَ داوُدَ عبدِهِ. ١١نَجِّني‌ مِنَ السَّيفِ القاطعِ، ومِنْ أيدي الغُرَباءِ أنقِذْني. فأفواهُهُم تَنطِقُ بالباطِلِ، ويَمينُهُم يَمينُ زُورٍ. ١٢ليكنْ بَنونا كالغُروسِ النَّاميَةِ في شَبابِهِم، وبَناتُنا كأعمدَةٍ مَنحوتَةٍ في زوايا الهَيكلِ. ١٣لِتَمْتَلِـئْ مَخازِنُنا مِنْ كُلِّ صِنْفٍ . لِتُنتِـجْ غنَمُنا الألوفَ المُؤلَّفَةَ في رُبوعِنا. ١٤لِتَحمِلْ بقَرُنا وتَلِدْ مِنْ دُونِ إجهاضٍ‌ ولا خُسرانٍ، ولا يكُنْ صُراخُ ضيقٍ في ساحاتِنا. ١٥هَنيئا للشَّعبِ الّذي لَه مِثلُ هذا. هَنيئا للشَّعبِ الّذي إلهُهُ الرّبُّ

مزمور ١٤٥

عناية الرب العظيمة

١نشيدٌ لِداوُدَ‌: أُعظِّمُكَ يا إلهي المَلِكُ وأُبارِكُ ا‏سمَكَ إلى الأبدِ. ٢أُباركُكَ في كُلِّ يومٍ وأُهلِّلُ لاسمِكَ إلى الأبدِ. ٣الرّبُّ عظيمٌ وحميدٌ جِدًّا، وعظمتُهُ لا يُستَهانُ بها. ٤يُسبِّحُ أعمالَكَ جيلٌ بَعدَ جيلٍ، وبجَبروتِكَ يُخبرونَ. ٥يُخبرونَ بِبهاءِ مَجدِ جلالِكَ، وأنا أتأمَّلُ عَجائبَ تدبـيرِكَ. ٦بعزَّةِ أعمالِكَ الرَّهيـبةِ يَتكَلَّمونَ، وأنا بِعظائِمِكَ أُحدِّثُ. ٧يَفيدونَ بذِكرِ كثرةِ صلاحِكَ، وبعَدلِكَ يُرنِّمونَ. ٨الرّبُّ حنونٌ رحيمٌ، بطيءٌ عنِ الغضَبِ وعظيمُ الرَّحمةِ‌. ٩الرّبُّ صالِحٌ للجميعِ، ومَرِاحمُهُ على كُلِّ ما خلَقَ. ١٠تحمَدُكَ يا ربُّ جميعُ خلائقِكَ، ويـباركُكَ أتقياؤُكَ. ١١يَتكَلَّمونَ بِمَجدِ مَلكوتِكَ، ويُحدِّثونَ بِـجَبروتِكَ ١٢حتّى يُعرِّفوا بَني البشَرِ جَبروتَكَ ومَجدَ بهاءِ مَلكوتِكَ. ١٣ملكوتُكَ مَلكوتٌ أبديٌّ، وسُلطانُكَ في كُلِّ جيلٍ بَعدَ جيلٍ‌. ١٤الرّبُّ يَسنُدُ كُلَّ العاثرينَ، ويُقوِّمُ كُلَّ المُنحَنينَ. ١٥تنظُرُ إليكَ عُيونُ الجميعِ، وأنتَ تَرزُقُهُم طَعامَهُم في حينِه. ١٦تفتَحُ يَدَكَ فَتُشبِـعُ كُلَّ حيٍّ ما يُرضِيهِ‌. ١٧الرّبُّ عادِلٌ في كُلِّ طُرقِهِ، ورحيمٌ في جميعِ أعمالِهِ. ١٨الرّبُّ قريـبٌ مِنْ جميعِ الّذينَ يدعونَهُ، مِنْ جميعِ الّذينَ يدعونَهُ بالحَقِّ، ١٩الرّبُّ يعمَلُ ما يُرضي الّذينَ يَخافُونَهُ، ويسمَعُ ا‏سْتِغاثَتَهُم ويُخَلِّصُهُم. ٢٠الرّبُّ يسهَرُ على جميعِ مُحبِّيهِ ويُدَمِّرُ جميعَ الأشرارِ. ٢١بالتَّهليلِ للرّبِّ يَنطِقُ فَمي، وكُلُّ بشَرٍ يـبارِكُ ا‏سمَهُ القدُّوسَ إلى الأبدِ

مزمور ١٤٦

الرب أمل البائسين

١هلِّلويا. هلِّلي يا نفْسي للرّبِّ. ٢أهلِّلُ لِلرّبِّ كُلَّ حياتي. أُرتِّلُ لإلهي ما دُمتُ. ٣لا تَتَّكِلوا على العُظماءِ ولا على ا‏بنِ آدمَ، لأنَّ لا خلاصَ عِندَهُ. ٤تخرُجُ روحُهُ فيعودُ إلى التُّرابِ، وفي ذلك اليومِ تَبـيدُ مطامِحُهُ. ٥هَنيئا لِمَنْ نَصيرُهُ إلهُ يَعقوبَ، وأمَلُهُ في الرّبِّ إلهِهِ. ٦الّذي صَنَعَ السَّماواتِ والأرضَ والبحرَ وكُلَّ ما فيها، وبأمانٍ يحرُسُها إلى الأبدِ‌. ٧الرّبُّ يُنصِفُ المَظلومينَ، ويَرزُقُ الخبزَ للجِياعِ، ويُطلِقُ الأسرى. ٨الرّبُّ يفتَحُ عُيونَ العُميانِ. الرّبُّ يُقوِّمُ المُنحَنينَ. الرّبُّ يُحِبُّ الصِّدِّيقينَ. ٩الرّبُّ يحرُسُ الغُرَباءَ، ويُعينُ الأيتامَ والأراملَ، ويُفسِدُ طريقَ الأشرارِ. ١٠الرّبُّ يَملِكُ إلى الأبدِ، الرّبُّ هوَ إلهُكِ يا صِهيَونُ إلى جيلٍ فجيلٍ. هَلِّلويا

مزمور ١٤٧

الرب في شعبه وفي الكون

١هلِّلوا للرّبِّ، التَّهليلُ لإلهِنا يَطيـبُ. التَّرتيلُ لَه يحلو ويَليقُ. ٢الرّبُّ يَبني أورُشليمَ ويجمَعُ المَنفِـيِّينَ مِنْ إِسرائيلَ. ٣الرّبُّ يشفي المُنكسِري القُلوبِ ويضمِّدُ جُروحَهُم. ٤الرّبُّ يُحصي عدَدَ الكواكِبِ ويَدعوها كُلَّها بأسماءٍ. ٥إلهُنا عظيمٌ وقوَّتُهُ كثيرةٌ، ولا حَدَّ لعِلْمِهِ. ٦الرّبُّ يُعينُ المَساكينَ ويَخفِضُ الأشرارَ إلى الأرضِ. ٧غَنُّوا للرّبِّ بالحَمدِ. رَتِّلوا لإلهِنا بالكَنَّارةِ‌. ٨الرّبُّ يُغطِّي السَّماءَ بالسُّحُبِ، ويُهيِّـئُ المَطَرَ للأرضِ، ويُنبِتُ العُشْبَ في الجِبالِ. ٩الرّبُّ يُرزِقُ البَهائِمَ طَعامَها، وفِراخَ الغُربانِ حينَ تَصرُخُ. ١٠لا يَسُرُّهُ في الخَيلِ‌ جبَروتُها، ولا تُرضِيهِ في الرَّجُلِ قُوَّةُ ساقَيهِ. ١١بل يَرضى الرّبُّ عَنِ الّذينَ يَخافونَهُ ويَرجُونَ رَحمتَهُ. ١٢سَبِّحي يا أورُشليمُ الرّبَّ، هَلِّلي لإلهِكِ يا صِهيَونُ. ١٣الرّبُّ يُمَكِّنُ مَغاليقَ‌ أبوابِكِ ويُبارِكُ بَنيكِ في داخِلِكِ. ١٤يجعلُ تُخومَكِ سالمةً‌، ومِنْ أجودِ الحِنطةِ يُشبِــعُكِ. ١٥يُرسِلُ أمرَهُ في الأرضِ، فما أسرعَ كَلِمَتَهُ. ١٦يفرُشُ الثَّلجَ كالصُّوفِ، ويَنثُرُ الصَّقيعَ كالرَّمادِ. ١٧يُلقي جَليدَهُ كالفُتاتِ، وأمامَ بَرَدِهِ مَنْ يَقِفُ؟ ١٨يُرسِلُ كلِمَتَهُ فَيُذيـبُ الجَليدَ ويَهِبُّ بِرِيحِهِ فَتَسيلُ المياهُ. ١٩يُخبِرُ بَني يَعقوبَ بِكَلِمَتِهِ، بَني إسرائيلَ بِـحقوقِهِ وأحكامِهِ. ٢٠لا يعمَلُ هكذا لأُمَّةٍ مِنَ الأُمَمِ، ولا يُعَرِّفُهُم أحكامَهُ. هلِّلويا

مزمور ١٤٨

نشيد الخلائق كلها

١هلِّلويا. هلِّلوا للرّبِّ مِنَ السَّماوات. هلِّلوا لَه في الأعالي. ٢هلِّلوا لَه يا جميع ملائِكتِهِ. هلِّلوا لَه يا جميعَ جُنْدِهِ. ٣هلِّلي لَه، أيَّتُها الشَّمسُ والقمرُ، هلِّلي لَه يا جميعَ كواكبِ النُّورِ. ٤هلِّلي لَه يا سَماءَ السَّماواتِ. يا مياها فَوقَ السَّماواتِ. ٥لِتُهَلِّلْ هذِهِ كُلُّها لاسمِ الرّبِّ، فهوَ الّذي خَلَقَها بِأمرهِ. ٦ثَبَّتَها إلى الأبدِ، وأقامَ لها حَدًّا فَلا تَعبُرُهُ. ٧هلِّلي للرّبِّ مِنَ الأرضِ، أيَّتُها التَّنَّانينُ وكُلُّ اللُّججِ. ٨النَّارُ والبَرَدُ. الثَّلجُ والضَّبابُ. الرِّيحُ العاصِفَةُ العاملةُ بِكَلِمَتهِ. ٩الجِبالُ وجميعُ التِّلالِ. الشَّجَرُ المُثمِرُ وجميعُ الأرْزِ. ١٠الوحوشُ وجميعُ البَهائمِ. الطُّيورُ المُجَنَّحَةُ وكُلُّ ما يَدِبُّ على الأرضِ. ١١مُلوكُ الأرضِ وجميعُ الأمَمِ. الأَعيانُ وجميعُ حُكَّامِ الأرضِ. ١٢الشُّبَّانُ والصَّبايا جميعا. الشُّيوخُ معَ الفِتيانِ. ١٣ليُهَلِّلْ هؤلاءِ لا‏سمِ الرّبِّ، فا‏سمُهُ وحدَهُ تَعالَى، وجلالُهُ فَوقَ الأرضِ والسَّماواتِ. ١٤رَفَعَ رأسَ شعبِهِ. هلِّلوا لَه يا جميعَ أتقيائِهِ. هلِّلوا لَه يا بَني إِسرائيلَ، أيُّها الشَّعبُ المُقَرَّبُ إليه. هلِّلويا

مزمور ١٤٩

الرب مخلص شعبه

١هلِّلويا. أنشدوا للرّبِّ نشيدا جديدا. هلِّلوا لَه في جماعةِ الأتقياءِ. ٢يفرَحُ بَنو إِسرائيلَ بِـخالِقِهم. يـبتَهِـجُ بَنو صِهيَونَ بِمَلِكِهِم. ٣يُهَلِّلونَ لا‏سمِهِ بالرَّقْصِ. يُرَتِّلونَ بالدُّفِّ والكَنَّارةِ‌ ٤الرّبُّ يرضى عَنْ شعبِهِ. ويمنَحُ المَساكينَ خلاصَهُ. ٥يغتَبِطُ الأتقياءُ بانتصارِهِم ويُرَنِّمونَ فرَحا على خُيولِهِم. ٦يُعَظِّمونَ اللهَ مِلْءَ أفواهِهِم، وبأيديهِم سيفٌ ذو حَدَّينِ. ٧ينتَقِمونَ مِنْ جميعِ الأمَمِ ويُؤَدِّبونَ جميعَ الشُّعوبِ. ٨يُقَيِّدونَ مُلوكَهُم بالقُيودِ وأُمَراءَهُم بِسَلاسِلَ مِنْ حديدٍ. ٩يُنزِلونَ بِهِمِ القضاءَ المكتوبَ، فَيَتمَجَّدُ جميعُ أتقيائِهِ. هَلِّلويا

مزمور ١٥٠

المجد لله دائمًا

١هلِّلويا. هلِّلوا للهِ في بَيتِهِ المُقدَّسِ. هلِّلوا لَه في سَماءِ عِزَّتِهِ‌. ٢هلِّلوا لَه لِجَبَروتِهِ. هلِّلوا لَه لِكثرةِ عَظَمَتِهِ. ٣هلِّلوا لَه بِصوتِ البُوقِ. هلِّلوا لَه بالعودِ والكَنَّارَةِ. ٤هلِّلوا لَه بالدُّفِّ والرَّقْصِ. هلِّلوا لَه بالأوتارِ والمِزمارِ. ٥هلِّلوا لَه بِصُنوجِ السَّماعِ. هلِّلوا لَه بصُنوجِ الهُتافِ‌. ٦كُلُّ نَسَمَةٍ فَلتُهَلِّلْ لِلرّبِّ. هلِّلويا