دولاب التغيير

كينيث بيرينغ هو رجل ملتزم توفير الكراسي المتحركة لجميع المحتاجين الذين لا يستطيعون شراءها. ولهذه الغاية، أسس  “مؤسسة الكراسي المتحركة” وهي منظمة لا تبغي الربح “تقود جهدًا دوليًا لخلق الوعي باحتياجات وقدرات الأشخاص ذوي الإعاقات الجسدية، ولتعزيز متعة العطاء، وخلق صداقة عالمية، ولتوفير كرسي متحرك لكل طفل ومراهق وبالغ في العالم يحتاج إلى واحد ولكن لا يستطيع تحمل تكلفته

بالنسبة لهؤلاء الأشخاص، توفّر هذه المؤسسة الأمل والتنقل والاستقلال. لقد عمل كينيث بجد طوال حياته ليصبح رجل أعمال ناجحًا. يمتلك منازل الأحلام وطائرات خاصة وحتى فريق كرة قدم محترف. يقول: “لكني كنت أفتقر إلى الهدف”. “هذا شيء تحققه من خلال منح قلبك ووقتك ومالك لتوفير حياة أفضل للآخر- دون البحث عن أي شيء في المقابل”. بدأ كل شيء عندما قام كينيث برحلة إلى فيتنام غيرت حياته. “لم أفكر قط في الكراسي المتحركة. لم يكن أي شخص قريب مني بحاجة إلى إحداها”

 في تلك الرحلة أدرك أن هناك الآلاف من الأشخاص الذين تم عزلهم عن عملهم وأنشطتهم العائلية بسبب إعاقتهم الجسدية. التقى بأشخاص اضطروا إلى قضاء حياتهم كلها مستلقين على السرير وهم يشعرون بالوحدة. تأسست “مؤسسة الكراسي المتحركة” بعد بضعة أشهر. وحتى الآن، وخلال السنوات العشر الماضية، تمكنت المؤسسة من توفير أكثر من ٨٠٠،٠٠٠ كرسي متحرك إلى أكثر من ١٥٣ دولة حول العالم! هذه الكراسي المتحركة مصنوعة بشكل جيّد وإطارات عالية الجودة ومحامل محكمة الغلق، مصممة خصيصًا لتكون قابلة للصيانة في البلدان النامية. وفقًا لمؤسسة الكراسي المتحركة، تشير التقديرات إلى أن ما لا يقل عن ١٠٠ مليون طفل ومراهق وبالغ في جميع أنحاء العالم يحتاجون إلى كرسي متحرك لكن لا يمكنهم تحمل كلفته

. يمكن للمؤسسة شراء كرسي متحرك وتقديمه في جميع أنحاء العالم مقابل تبرع يبلغ ١٥٠ دولارًا، مع ملاحظة أن سعر كرسي متحرك مماثل الجودة يتراوح بين ٥٠٠ دولار و ١،٧٠٠ دولار. تُعدّ هاييتي الآن أحد المجالات الرئيسية لمؤسسةالكراسي المتحركة، وتتمثل الخطة في ضمان توزيع ٢،٠٠٠ كرسي متحرك بحلول آذار ٢٠١٠. قال جاك سي، الجراح في الفريق الفرنسي للمنظمة غير الحكومية: “الوضع كارثي”. “لسوء الحظ، يتعين علينا إجراء العديد من عمليات البتر كل يوم”

نشأ كينيث بيرينغ في أسرة فقيرة. يقول: “أبي كان يعمل في الخشب وأمي تنظف البيوت. لم يكن لدى أي من جيراننا الكثير، لكن الجميع في مجتمعنا ساعد بعضهم البعض. هذه هي الطريقة التي نجونا بها في الأوقات الصعبة”. يبلغ من العمر ٨١ عامًا، وهو مصمم على إحداث تغيير في العالم من خلال القيام بأعمال صغيرة لطيفة. “لا يتعين عليك امتلاك الكثير من المال لفعل شيء جيد لشخص آخر. يمكنك أن تبدأ صغيرًا- عمل طيب، لفتة محبة. تلك الأعمال الصغيرة المضاعفة يمكن أن تغير حياة الناس”

المصدر

cnn.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *