توصيات

يتصرّف الأطفال بشكل أفضل عندما يعيشون في أسر آمنة ومستقرة وراعية. ومع ذلك يفتقر الكثير من الأطفال إلى هذه الأسس الأساسية. في كل عام، يتعرّض ملايين الأطفال لسوء المعاملة أو الإهمال بشكل فاضح- ما يقارب ٣٠٠،٠٠٠ طفل أبعدتهم الدولة عن منازلهم ووضعتهم في دور للحضانة، التي لا تُعتبر ملاذًا آمنًا بالنسبة للعديد من هؤلاء الأطفال. على الرغم من ذلك، ينتقل الأطفال من دار الحضانة إلى آخر، بانتظار عائلة دائمة تتبنّاهم “إلى الأبد”. في عام ١٩٩٨، مجلة “مستقبل الأطفال” تفحّصت مشكلة سوء معاملة الأطفال وقدمت توصيات ونصائح لمنع سوء المعاملة والإهمال. يركّز عدد المجلة هذا على تحديات مساعدة الأطفال بعد حدوث سوء المعاملة والإهمال من خلال تقوية شبكة الدعم للأطفال والأسر في دور الرعاية

تكشف استطلاعات الرأي العام أن الناس ليسوا على علم ودراية بدور الرعاية وعئلات التبنّي، حتى الآن يشكل هذا الوضع إحرجًا للنظام. في استطلاع للناخبين في العام ٢٠٠٣ من قبل لجنة “بيو حول الأطفال في رعاية بالتبني”، كان معظم المستجيبين غير ملمين بشكل عام بنظام الرعاية لخير الطفل الذي يدير الرعاية بالتبني، لكن أكثر من ٥٠٪ اعتقدوا أنه يحتاج إلى تغييرات كبيرة، إن لم يكن إصلاحًا شاملاً. ١-ممّا لا شك فيه أن هذه الانطباعات تغذيها روايات وسائل الإعلام عن حوادث مأساوية، مثل وفاة بريانا بلاكموند البالغة من العمر عامين في العاصمة واشنطن، بعد أسبوعين من قرار القاضي بإعادتها إلى حضانة والدتها دون مراجعة تقرير وكالة رعاية الطفل الذي أوصى بأنه لا يمكن لم شملهما؛ ٢-أو عدم قدرة العاملين في رعاية الأطفال في فلوريدا على العثور على الطفلة ريليا ويلسون التي تبلغ من العمر ٥ سنوات، و٥٠٠ آخرين مثلها خلال العقد الماضي؛ ٣-أو تقارير عن برايان جاكسون، وهو شاب بالتبني يبلغ من العمر ١٩ عامًا في نيوجيرسي الذي كان يزن ٤٥ رطلاً فقط وعُثر عليه وهو يفتش في سلة المهملات بحثًا عن الطعام لأنه كان وإخوته على ما يبدو يعانون من الجوع من قبل والديهم بالتبني. ٤-تبيّن تقارير وسائل الإعلام عن فشل النظام، مأساويته، مفجعاته، وفي بعض الأحيان تقشعر لها الأبدان. في أعقاب تلك التقارير، تمّ إجراء دعوات عامة لـ “فعل شيء ما” بشأن دور رعاية الأطفال، وغالبًا ما تبع ذلك تغييرات في القيادة التنظيمية والسياسات والممارسات. ومع ذلك، غالبًا ما يكون صنع السياسات في أعقاب المأساة أكثر من رد الفعل والتجزئة. إحداث تغيير دائم يتطلّب فهماً مدروساً للتحديات المتأصلة التي يواجهها نظام رعاية الأطفال على أساس يومي. كما صرّحت القاضية إرنستين جراي في تعليقها على هذا العدد من المجلة، فإن الفهم الحقيقي لنظام رعاية الطفل والسعي لتحقيق إصلاح هادف ودائم يتطلب فحصًا دقيقًا لكيفية عمل النظام “عندما تكون الكاميرات مغلقة ويذهب المراسلون”

يتفحّص هذا العدد من المجلة، الوضع الحالي لنظام رعاية الأطفال ويكتشف أنه ليس في الحقيقة نظامًا متماسكًا ولكنه مزيج من العديد من الوكالات المتداخلة والمتفاعلة، وكلها مكلّفة بتقديم الخدمات أو الدعم المالي أو أي مساعدة أخرى للأطفال وأسرهم. عدم التنسيق بين الوكالات، ونقص التمويل المزمن، وتدني الروح المعنوية، أدّوا إلى نظام يفرض عبئًا على كل من يمسّه. قد يعاني الأطفال كثيرًا، كما توحي الحوادث الموصوفة أعلاه. وكذلك الحال مع الآباء بالتبني والأقارب الذين يتدخلون لرعاية الأطفال- الذين لا يستطيعون البقاء مع والديهم بالدم؛ وكذلك الحال بالنسبة لأخصائيي الحالات المستعجلة؛ وكذلك بالنسبة للوالدين الذين يرغبون في لم شملهم مع أطفالهم ولكنّ  الطريق يكون صعبًا. عدد قليل جدًا من الموجودين في النظام لديهم تدريب كافٍ لتحمّل مسؤوليات على هذا القدر، ونتيجة لذلك، وفي كثير من الأحيان، لا يتلقى الأطفال والعائلات الخدمات والدعم الذي يحتاجون إليه. بدلاً من ذلك، يعمل نظام رعاية الطفل في جو من عدم الثقة، من الفشل الوشيك، وحلول انعكاسية وموحّدة نادرًا ما تنجح مع أي شخص. لقد غيرت الإصلاحات الأخيرة بعض الأولويات داخل النظام، ولكن لا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به. تناقش هذه المقالة التحديات الرئيسية التي يواجهها نظام رعاية الطفل وتقدم توصيات بشأن السياسات والممارسات التي يمكن أن تحسّن تجربة الأطفال والأسر في مراكز الرعاية

 

المصدر

jstor.org

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *