يا ليلة مقدسة

وعد وحيد لجندي غيّر ليلة عيد الميلاد في دنفر لمدة ٤٠ عامًا! لأكثر من ٣٠ عامًا، أدار والدي جوقة صغيرة من المطربين المحترفين الذين كانوا يغنّون معًا ليلة واحدة فقط في السنة. كانت تتألف من ثمانية عازفين منفردين محليين في دنفر كانوا يسيرون صعودًا وهبوطًا في قاعات المستشفيات عشية عيد الميلاد وكانوا يغنون ترانيم عيد الميلاد للمرضى الذين كانوا يبيتون في المستشفى حيث لا يمكنهم العودة إلى ديارهم لقضاء الأعياد

بدأ التقليد من قبل رجل يدعى فرانك فارمر، كان فرانك أحد الجنود الضائعين والخائفين الذين يتعافون في مستشفى عسكري في نهاية الحرب العالمية الثانية. تقول القصة، لقد كان على وشك التخلي عن ليلة عيد الميلاد، حتى بدأت مجموعة صغيرة من المتطوعين بالترانيم في القاعات وسمع فرانك الترانيم القديمة المألوفة أيام طفولته للمرة الأولى منذ فترة طويلة. في تلك الليلة، وعد فرانك الله بأنه إذا خرج من المستشفى، سيؤلّف جوقة صغيرة من مرنّمين ويعيد نعمة الأمل التي حصل عليها في عيد الميلاد هذا العام للآخرين. كم مرّة وجدنا أنفسنا في ورطة أو في ازدحام أو ألم، ووعدنا الله أنه إذا فعل هذا أو ذاك، فسنمنحه شيئًا في المقابل؟ حسنًا، أولاً وقبل كل شيء، لا أعتقد أن الله يعقد صفقات معنا

إن الله إله رحمة وليس إله مساومات. لا أعتقد أن هناك أي شيء يمكننا مقايضته معه لنيل نعمته. لقد تم القيام بهذه التجارة بالفعل من قبل يسوع المسيح. ناهيك عن أن الله يعرفنا جيدًا بما يكفي لفهم أنه في معظم الأوقات، حتى عندما نجري صفقات من هذا القبيل، بمجرد مرور العاصفة، القليل منا يتذكّر الالتزام بالصفقة. ومع ذلك، كان فرانك فارمر رجلاً لم ينس أبدًا التزامه بنقل الهدية التي حصل عليها للأخرين

عاد إلى دنفر وأسس  Frank Farmer Octet، ولما يقارب ٤٠ عامًا، امتلأت قاعات مستشفيات دنفر بأصوات الترانيم عشية عيد الميلاد. أصبح والدي مديرًا لتلك المجموعة الصغيرة مذ كنت طفلة صغيرة، غنت والدتي وأخواتي لاحقًا في تلك الجوقة وكان حلمي أن أغني فيها أيضًا ذات يوم! والليلة التي أصبحت فيها عضوًا في Frank Farmer Octet  كانت ليلة عيد الميلاد التي لن أنساها أبدًا

كانت ليلة عيد الميلاد التي طالما حلمت بها، لكن لم أكن أتخيلها أبدًا. كان عمري ١٦ عامًا عندما سُمح لي أخيرًا بقضاء ليلة عيد الميلاد بالطريقة التي لطالما أرتدها، فقط مع والدي! في كل ليلة عيد ميلاد، كنت أبقى في المنزل مع جليسة الأطفال بينما كان والداي يقضيانها في فعل شيء سأفخر به دائمًا، فقد كانا جزءًا من Frank Farmer Octet  حيث جميع الأعضاء يخصّثون ليلة عيد الميلاد من كل عام للترنيم في قاعات المستشفيات في جميع أنحاء دنفر. ليس محبّبًا على المستشفيات إبقاء المرضى حلال أيام الأعياد، ولكن يبقى أولئك المريضين للغاية عشية عيد الميلاد. عامًا بعد عام، كان والداي جزءًا من تقليد دنفر الجميل والمحبوب الذي جلب الراحة لمئات المرضى والمحتضرين وعائلاتهم. لوقت طويل، توسلت إلى والداي للسماح لي بأن أصبح أحد هؤلاء المرنميم، وفي النهاية سمحوا لي في سن السادسة عشرة بأن أصبح ألتو في المجموعة وأنضم إليهم

لم تكن هذه حفلة عيد الميلاد، لقد كانت مهمة عيد الميلاد، ولم يكن أحد يعرف من سنة إلى أخرى كيف ستنتهي. في ذلك العام ارتدينا زيّ الجوقة الخاصة بنا، وحملنا الشموع الكهربائية الوامضة وتبعنا والدي من قاعة إلى أخرى

سافرنا في الثلج عبر المدينة من مستشفى إلى آخر حتى وصلنا إلى المستشفى الأخير، حيث منعنا الثلج تقريبًا من الوصول إليه. أثناء سيرنا في الطابق الثاني، هرعت إلينا ممرضة من وحدة العناية المركزة واستدعتنا. جمعتنا حول سرير رجل كان من الواضح أنه في ساعاته الأخيرة. انحنت زوجته وتهامست له بشيء، وبجهد كبير، أومأ إليها بإيماءة طفيفة. “هل تعرف أوه! الليلة المقدسة؟ قالت لنا “إنها المفضلة لديه”. التفت والدي إلى والدتي وألقى نظرة عليها قائلة: “هل يمكنك فعل هذا”؟ أومأت برأسها، وبدأت تغني بأغنيتها السوبرانو الجميلة الصافية مع البقية منا نهمهم بوئام تحتها. سأتذكر دائمًا كيف أن الإيقاع الذي اختارته كان متناسقًا بطريقة مناسبة مع النبضات المجوفة لآلة القلب

. BEEP ، BEEP ، ♫ Oh Holy Night ، ♫ النجوم ساطعة بشكل مشرق ♫ BEEP ، BEEP …  كلما طالت الترنيمة، كلما انهمرت دموع الرجل على وجهه وكلما ضغطت زوجته على يديه، كما لم يعد باستطاعتنا الغناء الواحد تلو الآخر. لكنّ أمي، واصلت الغناء ♫ Fall On Your Knees ♫ BEEP   BEEP ♫  Hear the Angel’s Voices ♫ BEEEEEEEEEEEEEP. وهو يلهث … وذهب. ومن خلال دموعها ابتسمت زوجته لأمي وأومأت والدتي برأسها واستمرت في الغناء يا ليل الإلهي ♫ يا ليل يا ليلتك وكانت ليلة مقدسة. عسى أن تكون معجزة محبة الله وعطيته المجانية للحياة الأبدية والسلام لك هذا العام ودائمًا. عيد ميلاد مجيد

 

المصدر: مارثا ويليامسون

 atouchofencouragement.com ، beliefnet.org

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *